محمد عبد الحميد

انتخابات مجلس النوب

الانتخابات البرلمانية و المراوغون

أكثر ما يحيرني في بلدي انه صار عنوانا كبيرا “للمراوغة”.. الجالسون علي الكراسي.. وأهل السوق السياسي.. أصحاب الأقلام بحبر الأجندات.. والواقفون بالمساحيق أمام وخلف الكاميرات.. إلا من رحم ربي كلهم يراوغون.. حتي الدين أصبح لدي البعض مراوغة.. ب “الكاكولة والجبة والقفطان والعمامة” مراوغة.. وبالجلباب القصير واللحية الطويلة مراوغة.. المأرب بيت الداء.. و”الضحك علي الدقون” بيت القصيد.. المصلحة دوما المقصودة.. ومن وراء القصد حصد المزيد.. وما يزيد الحيرة ان الطيبين في بلدي مازالوا يصدقون!!
ألا في الفتنة سقطوا.. يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون.. سقط النظام بعد ثورة يناير ولم يسقط أغلب رجاله ولم تسقط الأقنعة.. فقط تغيرت الألوان وتبدلت الملامح.. اعوجت الألسنة بالكلمات لكنها لم تكف عن النطق.. هذه المرة سوق الحديث يبتاع الكلام عيشا وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.. ولا عيش ولا حرية ولا في الأفق عدالة اجتماعية أو كرامة إنسانية.. الكلام كما يقول الناس “ببلاش” قائلوه فحسب الرابحون.. الأمانة منذ زمن عملة غير قابلة للصرف.. ووحدها دوما ينخفض سعرها أمام الجنيه!!
أعجب ما في المرحلة انها أشبه بجهاز الكشف بأشعة “إكس”.. في المطارات يكشف الجهاز ما في الحقائب وتحت الملابس لدواع أمنية.. والمرحلة تكشف ما في النفوس وتحت الوجوه.. لكن لدواع إلهية.. ليميز الخبيث من الطيب.. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث.. ومع ذلك المكشوفون وحدهم لا يعرفون انهم مكشوفون أو يعرفون لكنهم مستمرون.. يراوغون طالما اللعبة لم تنته وستار المسرح لم ينزل!!
“بطحات” ورب الكعبة فوق الرءوس.. والطيبون مازالوا أيضا يصدقون.. يأكلون الأونطة بالملعقة.. وأحيانا بأيديهم لأنهم لا يجدون الملعقة.. يصبرون كما أبطال صمويل بيكيت في انتظار جودو.. وأخشي ألا يجيء.
* أخيرا : الثورة ليست علي رجل أو نظام.. وسقوطهما ليس نهاية المطاف.. ثورة أخري أهم لم تبدأ بعد.. الثورة علي النفس.. تحكيم الضمير.. لا النظر إلي النفس.. أو الطمع في الحكم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, December 13th, 2011 في 14:42

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “الانتخابات البرلمانية و المراوغون”

  1. احمدمحمدابراهيم
    27/12/2011 at 21:10

    انا مواطن مصرى @@ واقول

اترك تعليقاًً على هذا الرأي