زياد السحار

انتخابات مجلس النوب

الاخوان المسلمين والنفخ الامريكي المشبوه

الإخوان المسلمون في اوج نشوتهم السياسية.. فهم يستعدون الآن لجني ثمار كفاح السنين وشقاء العمر في العمل السياسي تحت الأرض وفوق الأرض.. استبعاد واستئصال مطاردة واعتقال سجون وتعذيب.. مصادرة للأموال وحرمان من الوظائف وحق الترقي والفوز بالمناصب.. تشهير بالقيادات والرموز وتشويه سياسي وإعلامي في الصحف والأفلام والمسلسلات.
مرت السنون وانزاح الكابوس.. وسقط النظام الذي جعل منهم فزاعة للداخل والخارج.. وجاءت الفرصة من خلال ثورة يناير.. لا يهم إن كانوا ركبوا الثورة وضحكوا علي الثوار أو أن الخريطة السياسية تبرهن علي أنهم الأقوي والأجدر علي حصد أكبر عدد من المقاعد في انتخابات مجلس الشعب القادمة فقد كان لهم تجربة ناجحة في الفوز ب88 مقعدا في انتخابات 2005 رغم التزوير والحصار السياسي والأمني والإعلامي.
الآن تبدو الساحة السياسية مهيأة لهم.. لقد سيطر عليهم الإحساس بالثقة والتفوق حتي أنهم يفسحون مكانا في قوائمهم لبعض القوي والتيارات السياسية الأخري خاصة من الكفاءات والخبرات وذوي الشعبية من المرشحين الذين يمكن بالتعاون معهم مستقبلا تشكيل حكومة ائتلافية إذا ما اقتضت الحاجة أو علي الأقل في المرحلة المقبلة وهم يحاولون تجميل صورتهم السياسية التي تعرضت للتشويه ولكي يبرهنوا أنهم ليسوا بحمق وغباء الحزب الوطني البائد الذي كان يزعم أنه حزب الغالبية وليس الأغلبية المريحة كما كان يحاول أن يسوق لذلك أمينه العام صفوت الشريف في زمن التعددية السياسية الشكلية ومسخرة الأحزاب الكرتونية الهزلية!
اقتربت العملية الانتخابية بعد ثورة يناير التي أعطت الأمل للمصريين في إقامة حياة ديمقراطية سليمة لأول مرة.. هذا الحلم القديم الذي كان ضمن أهداف ثورة يوليو 1952 وتعثرت خطاه علي مدي مراحل الثورة المختلفة في عهود عبدالناصر والسادات ومبارك.
ورغم ظروف الانفلات الأمني المخيفة.. إلا أن المصريين يتمسكون بهذا الأمل الجديد وحلم الديمقراطية وقد تأخر 60 عاما ويصاحب هذا الحلم أمل آخر ضروري وملح يعود معه للدولة استقرارها وكيانها السياسي بأدواته التشريعية لعلها تحصر حالة الصخب والهياج الشعبي والسياسي من الشوارع والميادين إلي قبة البرلمان لإفساح المجال للشعب أن يمارس حياته الطبيعية ويدع قواته المسلحة تعود إلي ثكناتها تؤدي واجبها المقدس في صون الوطن وحماية حدوده والذود عن أرضه والحفاظ علي سيادته.
كل الشواهد تؤكد أن الأمل بجناحه يطير الآن بالإخوان المسلمين وذراعهم السياسية حزب الحرية والعدالة.. ولا مانع لأن يلتئم الشمل مع بعض التيارات الإسلامية للتنسيق في الانتخابات وربما في البرلمان القادم حتي أنه يقال أنه تم الاتفاق بينهم وبين السلفيين بعد جلسات الصلح علي اختيار الكتاتني رئيسا لمجلس الشعب القادم!
* * *
النفخ السياسي والإعلامي في الاخوان المسلمين ليس من الداخل فقط.. الأخطر يأتي من الخارج أيضا ومن القوة الأكثر سطوة وتأثيرا في شئون العالم وخاصة منطقتنا الشرق الأوسط القديم أو الجديد.
فقد كشفت الولايات المتحدة عن رضاها إذا اسفرت انتخابات حرة ونزيهة في مصر عن فوز الإخوان المسلمين.
هذه التصريحات جاءت علي لسان ويليام تايلور المعين في المنصب المستحدث من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشئون التحول السياسي في الشرق الأوسط خلال منتدي عقده مجلس الأطلنطي وقد أجري مقارنات واسعة بين الإخوان في مصر وحزب النهضة في تونس الذي حصل علي أكبر عدد من مقاعد المجلس التأسيسي خلال الانتخابات التي شهدتها تونس.
وعلي الرغم من أن هذا الموقف الأمريكي لا يرضي الجانب الإسرائيلي الرافض لتأييد واشنطن لنجاح الإسلاميين المحتمل في مصر.. إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عادت لتؤكد نفس الكلام أمام المعهد الديمقراطي القومي في واشنطن مشيرة إلي أن الإسلاميين ليسوا جميعا سواسية وأن الأحزاب الإسلامية والعلمانية سواء يجب أن ترفض العنف وتلتزم بحكم القانون .
***
وبعيدا عن نشوة الإخوان وأنصارهم في الداخل وعمليات النفخ السياسي والإعلامي من الخارج.. لا استطيع أن أكتم خوفي وتوجسي من المستقبل السياسي القريب ومسألة وصول الإخوان أو الإسلاميين إلي السلطة مع كل الاحترام والتقدير لهم ولتاريخهم .
لا أتحدث عن تجارب للإسلاميين في الجزائر وأفغانستان والسودان لأنه بالتأكيد مصر تختلف.. مصر التي احتضنت الإسلام وطوعته لظروفها وطبيعة شعبها .
ولكن يتصدر مخاوفي شبح التجربة في الأراضي الفلسطينية عند وصول حماس إلي السلطة بعد انتخابات حرة شفافة ونزيهة باركتها الولايات المتحدة وأيدتها شعوب وأنظمة عربية عديدة تحت تأثير شعارات ودعاوي الديمقراطية التي اعتادت أن تطنطن لها الإدارات الأمريكية دائما كما تفعل الآن إدارة أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من أجل التسريع بما تطلق عليه الاصلاحات الديمقراطية وهي بالتأكيد تسعي من خلال هذه السياسة المعلنة وتمويل جماعات ومنظمات سياسية وحقوقية بهدف تحقيق أهداف ومصالح أمريكية وصهيونية أبرزها إحداث الفرقة والانقسام وشق الصف مثلما حدث للفلسطينيين بالانقسام بين فتح وحماس وشطر ما تبقي من الفلسطينيين التي كانت موحدة تحت زعامة عرفات إلي سلطتين في غزة والضفة.
أخشي أن تكون هذه الديمقراطية الجديدة المدفوعة في الشرق الأوسط هي سياسة فرق تسد الاستعمارية القديمة التي فرقت عالمنا العربي والإسلامي ووقفت بالمرصاد ضد كل السياسات الوطنية والمبادرات القومية التي قادها زعماء وطنيون وتنبهوا لمثل هذه المؤامرات الدولية الاستعمارية .
باختصار.. لا استطيع أن أكتم مخاوفي من أن يكون مصير الإخوان والأحزاب الإسلامية المتوقع وصولها إلي السلطة في مصر وتونس ودول أخري بالمنطقة.. هو مصير حزب الله وحماس اللذين حققا نتائج جيدة في الانتخابات اللبنانية والفلسطينية الأخيرة في حين تعتبرهما واشنطن راعية الديمقراطية من المنظمات الإرهابية في العالم والأسوأ أن تنقسم الشعوب وتختلف وتتصارع.. أو أن تعاقب علي خياراتها الديمقراطية التي لا تأتي علي هوي المصالح الأمريكية والغربية بل والصهيونية في المنطقة..!!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, November 15th, 2011 في 02:12

كلمات جريدة احداث: , ,

5 رد to “الاخوان المسلمين والنفخ الامريكي المشبوه”

  1. مجدى عبد الغنى
    27/11/2011 at 19:21

    ربنا يوفق الاخوان المسلمين

  2. زيزو
    16/11/2011 at 21:57

    الأخوان المسلمين يريدون تحقيق العداله الأجتماعيه والنهوض بوطنا الحبيب مصر ألى الأعلى وهذا مايأتى فى برنامج حزب الحريه والعداله الذى أسسه الأخوان المسلمين ولكن يجب أن يتذكر الجميع أن هذه الأنتخابات أنها الأولى من نوعها ولكنها ليست الأخيره ومن سيفوز بهذه الأنتخابات يجب أن يعرف فى المقام الأول أنا الله مطلع على ما تفعلون ونحن شهود على التغير الجزرى الذى سوف يكون بطيىء ألى حدا ما

  3. رضا الرشيدى
    16/11/2011 at 02:32

    انا غايز مرشح اختاره مش هوه اءلل يختار نفسه يكده ييقطع الصعيد مايحلوا عننا بقه
    ارحمونا يلى مافقلبكمش رحمه

  4. أشرف صقر
    15/11/2011 at 23:02

    مجلس الشعب القادم حمله ثقيل , وليس من الذكاء السياسى أن يتحمل عبئه فصيل , فمهما كانت ثقه الأخوان فى مقدرتهم فى جمع أصوات الناخبين , وحصولهم على الكثير من المقاعد فى هذا البرلمان المنشود , فهم بذلك يكونوا قد أوقعوا أنفسهم فى خطأ سياسى سيكتشفونه لاحقاً , مجلسنا المرتقب يجب أن يتحمل مهامه أكثر من طيف سياسى , وليس من الذكاء أن يتحمل تبعاته فصيل , المطالب كثيره ولا يوجد من الموارد إلا القليل , إنه ينتحر سياسياً من جعل فى مجلسنا القادم من نفسه الكبير .

  5. أحمد السعودية
    15/11/2011 at 12:46

    الاخوان المسلمين هم أصحاب ومنظمي الثورة – وهم أقدر بالمواصلة كلكم تعرفون خدمات الاخوان وتنكرونها.. الاخوان المسلمين هم الاحق الان والشعب المصري أفضل شعب وانصح شعب لايضحك علية أحد يعرف كل الجماعات التي تعمل والتي تخاف ولا تعمل

اترك تعليقاًً على هذا الرأي