حسن الرشيدي

انتخابات الرئاسة

دستور ورئيس ليس طرطور

إعداد الدستور.. قبل انتخابات الرئيس هو الطريق الأصوب.. حتي يعرف الجميع صلاحيات الرئيس واختصاصاته.. ويدرك الرئيس نفسه سلطاته والعلاقة بينه والسلطات الأخري.. وهل يكون قائدا ورئيسا فعليا أم طرطورا؟!
اتفاق المجلس الأعلي للقوات المسلحة مع القوي والاحزاب السياسية المختلفة علي تصحيح المسار واعداد الدستور قبل انتخاب الرئيس القادم وتسليم السلطة.. فتح الطريق لمرحلة جديدة يتم فيها التوافق علي اختيار جمعية تأسيسية جديدة تمثل مختلف التيارات السياسية والحزبية والشعبية لصياغة دستور جديد يحقق التوازن بين السلطات حتي لاتطغي سلطة علي أخري.
دستور يرسخ الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والمواطنة ويحفظ كرامة المواطن.. ويحمي حقوقه.
فالتوافق الوطني علي اختيار اعضاء الجمعية التأسيسية للدستور لتمثيل مختلف طوائف الشعب.. هو الطريق الامثل للخروج من أزمة وضع الدستور التي نتجت عن محاولة احتكار الأغلبية البرلمانية والاستئثار باختيار الجمعية واعداد الدستور وهو ما أثار الغضب والشبهات.
الخلافات حول تشكيل الجمعية التأسيسية لاعداد الدستور.. للاسف استنزفت الوقت والجهد وكأن اختيار الجمعية اصعب كثيرا من اعداد الدستور نفسه وصياغته.. فقد أدت الخلافات لتشتيت القوي السياسية واضعافها وانهاكها.
فالخلاف بين القوي الاسلامية ومختلف القوي السياسية الأخري حول مواد الدستور طفيف لان هناك توافقا علي معظم المواد.. ولكن المعركة الخلافية ستنحصر في مواد قليلة اهمها اختصاصات الرئيس وصلاحياته.. وهل النظام سيكون برلمانيا ام رئاسيا.. أم مختلط رئاسي برلماني؟!
فالدستور يمكن اعداده قبل الانتهاء من انتخابات الرئيس حتي نتجنب خطرا شديدا يحدق بالبلاد.
فالمجلس الأعلي للقوات المسلحة يؤكد دوما انه يصر علي تسليم السلطة في موعد غايته 30 يونيو.. لذلك ينبغي ان تعمل كافة القوي السياسية علي الانتهاء من وضع الدستور قبل هذا التاريخ لتلافي أي صدام.. والعبور بمصر الي بر الامان.. فالفرصة قائمة للانتهاء من الدستور وانتخاب الرئيس معا حتي لاندفع بالوطن الي نفق مظلم عبر اياد خبيثة.. أو حناجر عشوائية لاتقدر المسئولية بكلمات غير محسوبة أو تصرفات طائشة.
البلد في هذه المرحلة يحتاج لرئيس قوي وصلاحيات تتيح اتخاذ قرارات جريئة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, April 19th, 2012 في 04:06

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي