بسيوني الحلواني

انتخابات الرئاسة

خيرت الشاطر ينتحر

لا أدري لماذا كل هذا الغضب والسخط علي جماعة الإخوان المسلمين لمجرد ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية واتهام الجماعة التي كانت محظورة قبل الثورة بالاستحواذ علي كل المواقع القيادية في مصر؟
جماعة الإخوان المسلمين بهذا القرار وضعت نفسها في مواجهة مع الشعب المصري الغاضب والساخط والمحروق دمه صباح مساء من تردي الأوضاع وانتشار الفوضي والبلطجة والعيش في أزمات مستمرة منذ اندلاع الثورة حتي اليوم وهروب السلطات الموجودة في البلد من مجلس عسكري وحكومة ومجلس شعب وقضاء وشرطة من مسئولياتها وتحميل كل طرف التبعة للطرف الآخر.
أنا شخصيا أتمني أن تستحوذ الجماعة علي منصب رئيس الجمهورية لتستكمل الاستحواذ علي كل المناصب القيادية والتنفيذية حتي تشيل الليلة كامل وتكون مطالبة بحل المشكلات والأزمات وتحقيق الاستقرار وانتشال الوطن من الكوارث التي يعيشها الآن.
لو ذهب منصب الرئيس إلي عنصر سلفي سترون الخلافات والصراعات وستلعب فضائيات حرق مصر لعبتها الحقيرة في الوقيعة بين التيارين الدينيين اللذين يستحوذان علي أغلبية مقاعد مجلسي الشعب والشوري. ولو جاء الرئيس من الشخصيات التي لعبت دورا في النظام السابق والملقبة ب “الفلول” لعشنا في صراعات مستمرة مثل التي نعيشها الآن بين حكومة الجنزوري وجماعة الإخوان التي تطالب بالإطاحة بالحكومة ولا تتضامن معها الجماعة السلفية ولا تساندها القوي الليبرالية ولا الحركات الثورية التي لا تثق في مواقف الجماعة خاصة بعد مخالفة كل تعهداتها السابقة بعدم طرح مرشح رئاسي.
الرئيس الإخواني قد يكون أرحم للوطن من صراعات ونزاعات مستمرة تؤدي إلي ضياع المسئولية وإهدار حقوق الشعب الذي يعاني منذ أربعة عشر شهرا ويتطلع للاستقرار.
الرئيس الإخواني يضع الجماعة في اختبار حقيقي أمام الشعب الثائر والمستفَز من سوء الأوضاع المعيشية والأمنية ويترحم علي الأيام الخوالي التي كانت الشرطة تسيطر فيها علي البلطجية وتفرض عليهم الاختباء في الجحور وكانت الحكومة تتدخل لإنهاء الأزمات وكان للبلد رئيس يحاسب المسئولين المقصرين.
الجماعة الآن تتنصل من المسئولية وتلقي باللائمة علي الحكومة والمجلس العسكري وتدعي أنها تمتلك مشروعات اقتصادية وأمنية تستطيع من خلالها النهوض بمصر وتحقيق الاستقرار والنهضة المنشودة.. فلماذا لا نعطيها الفرصة لتنفيذ مشاريعها وأفكارها وتحمل المسئولية كاملة ثم محاسبتها في النهاية.
الجماعة تريد فرصة لحكم مصر والانتقال بها إلي مصاف الدول المتحضرة.. ونحن كشعب لا نريد سوي الاستقرار والنهضة التي يتحدثون عنها وإذا لم تتحقق وعود الإخوان واستمر الفساد السياسي والاقتصادي الذي مارسه رجال الحزب الوطني فسوف ينهض الشعب كله ليحارب بكل قوة وصلابة حكم الإخوان ويردد “يسقط يسقط حكم المرشد”.

العقلاء الذين يفكرون بهدوء وبعد نظر داخل جماعة الإخوان المسلمين من نوعية د. محمد البلتاجي رفضوا الدفع بمرشح إخواني للرئاسة لأنهم يدركون تبعة ذلك سياسيا وشعبيا. ويعلمون أن التركة الآن ثقيلة فالبلد تعيش حالة انهيار اقتصادي غير مسبوق وحالة انفلات أمني وشعبي وفوضي عارمة في كل مكان والسيطرة علي وطن بهذا الحجم من الانهيار والانفلات يتطلب جهودا مضنية والشعب المصري لا يرحم وينسي الحسنات والإنجازات ولا يتذكر سوي الأزمات والكوارث والفساد. وقد تعود وتدرب علي الثورة والخروج علي الحاكم.
العقلاء الذين يفكرون بهدوء داخل الجماعة يرون أن الجماعة بترشيح الشاطر ورطت نفسها ووقعت في الفخ.. ونحن كشعب لا نريد سوي الاستقرار وحل المشكلات وإنهاء الأزمات ولا يهمنا من يحكم ويتحمل المسئولية.
عناصر قيادية عديدة داخل جماعة الإخوان المسلمين يرون أن الجماعة بقرار ترشيح الشاطر تنتحر سياسيا وتدخل في مواجهة قريبة مع الشعب.. وأنا أتمني ألا تحدث هذه المواجهة حرصا علي وحدة المصريين وحرصا علي استقرار الوطن. وأتمني أن يكون حسابنا مع الإخوان المسلمين بعد أن يأخذوا فرصتهم في إدارة شئون البلاد ويملكون قرار التغيير.

حزب العدالة والتنمية الذي يقود تركيا الآن يمتلك الأغلبية في البرلمان التركي ويقود الحكومة برئيس حكومة محترم مثل أردوغان ويتولي أحد قياداته منصب رئيس الجمهورية وبعض الأتراك احتجوا علي هذا الاستحواذ وخرجوا إلي الشوارع للتنديد بالحزب المسيطر. ولكن الاستقرار والعدالة والتنمية الحقيقية دفعتهم إلي قبول هذا الاستحواذ والرضا بهذه السيطرة.
ونحن في مصر نريد من حزب الحرية والعدالة أن ينفذ وعوده ويحقق طموحات الشعب المصري الذي عاني من القهر والفساد السياسي والاقتصادي طوال نصف قرن ويتطلع إلي حياة كريمة بلا ظلم ولا فساد.
مرحبا بحزب الحرية والعدالة مسيطرا ومستحوذا علي مواقع القيادة في مصر.. ونحن في انتظار النتائج ولن نصبر ثلاثين عاما كما صبرنا علي مبارك بل سيكون الحساب قريبا بعد فرصة واحدة.
سنصفق للإخوان وحزبهم وقيادتهم وسنقول لهم سمعا وطاعة لو حققوا لنا الاستقرار والعدالة والحرية الحقيقية. وسيخرج الشعب كله لمحاسبتهم لو قصروا أو أفسدوا أو صادروا الحريات واستبدوا وكان حزبهم نسخة من الحزب الوطني.
الرئيس القادم أيا كان الفصيل السياسي الذي ينتمي إليه سيكون رئيسا انتحاريا فقد أقدم علي منصب خطير وهو يعلم مصير من سبق أن تولاه. ويري كل يوم كيف تجرأ الشعب علي كل أصحاب المناصب الكبري في البلد.
معلوماتي أن المهندس خيرت الشاطر عاقل ومتزن ولا أدري كيف قبل أن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, April 6th, 2012 في 18:45

كلمات جريدة احداث: , ,

2 رد to “خيرت الشاطر ينتحر”

  1. مصرى مغترب وتعب من العربه
    07/04/2012 at 16:25

    سمعت من أحد قيادات الاخوان انه لن تكون هتافات ( بالروح بالدم نفيد يا —- ) بل الهتاف لله وحده ولن نمجد شخص ولن نفعل فرعون اخر كما ارجوا من الجميع ان نعى ذلك جيدا وبلاش التصفيق على الفاضي والمليان ونفوق بقى من الغفلة اللى عشنا فيها وزرعتها فينا الأنظمة السابقة ونصفق للى يستاهل ونحتج على من يخطئ وبلاش نفاق
    العظم لله وحدة والاحترام لمن يحترمنا كشعب ولا يسخف بعقولنا

  2. مصرى مغترب وتعب من العربه
    07/04/2012 at 16:16

    نحن معك وسر علي بركة الله ولا تستمع للأفواه الفاسدة التى لا تريد الخير لمصر وفقك الله لخير ومصلحة هذا البلد الذي يستحق منا كل التضحية والوفاء وان شاء الله انت رئيس مصر القادم رغم انف الفاسدين

اترك تعليقاًً على هذا الرأي