روزا

احداث ليبيا

الرؤساء العرب مختلون

التصقت صفة المجنون بمعمر القذافي فترةً وفقاً لأسلوبه ومواقفه وتصريحاته .. إلا أن هذا الرجل ووفقاً لمعايير الجنون واللا معقول في بناء الأنظمة لدينا وتربية الشعوب العربية فإنه يعد الرئيس العربي الأكثر اقتداراً إذن… فقد فتح خياراً جديداً ومعقولاً جداً في عالم الجنون للرؤساء العرب …وهذا الخيار هو أن أقاوم باستماتة ولو قتلت الشعب جميعاً لأبقى رئيساً على الشعب المقتول.. وإذا نظرنا إلى هذا الأمر وقارناه بالحضارة الغربية التي لاتتعدى خارج حدودها فإننا سنجده عين الجنون ، على أنه وفي وطننا العربي المؤسس بمنطق اللامعقول في الاقتصاد والسياسة وحتى اجتماعياً بالطبقة الصغيرة فاحشة الثراء مقابل شعوباً من الفقراء فإن خياره ووفقاً لهذا المنطق يعد خياراً معقولاً ، فالرئيس اليمني في بادئ الأمر أصيب بالذعر خاصة بعد رؤية تجربتي مصر وتونس وكاد أن يتنحى إلى أن فتحت ليبيا أمامه خياراً جديداً ، إضافة للموقف الغربي الذي أخذ يتلاعب كالعادة انطلاقاً لمصالحه فرغم قلقهم من ثورة مصر إلا أنهم كانوا يحبذون انتهاء الأمر سريعا فهي المنطقة المقدسة حول اسرائيل ، أما ليبيا فلابأس أن تدمر البلاد ويقتل العباد ولابأس من المذلة ومن الديون ..وهكذا سيظلون يلعبون في كل بلد وفقاً لمصالحهم… إلا أن هذ ديدنهم ، المهم في الأمر أن الرئيس الذي كنا نصفه بالمجنون قد فتح أمام الرؤساء العرب خياراً مجنوناً أو لنسمه معقولا في عالم الجنون وهو منطق القوة التي ظلوا يحشدونها بأموال الشعوب طيلة سنواتهم الماضية ليحددوا اليوم وبوضوح السبب الحقيقي الذي حشدت تلك القوة لأجله وهو محاربة تلك الشعوب في سبيل … ليس البقاء بحد ذاته وإنما عدم الهزيمة .. عدم الملاحقة ، وتجنب ذلك المصير عندما لا تقبلك دولة كـ ( بن علي ) لنجد الحلف الاطلسي يعرض الدول والشروط على القذافي لربما يقبل فيتعزز ذلك القاتل الوضيع ..هكذا فقد وجد الرؤساء أن منطق القوة سيعطيهم مكانة وفرصا ومخارجا ومكاسبا أفضل ، إنه منطق القوة الذي بالتأكيد لا تخلو منه رائحة الغرب بصورة أو بأخرى ، ونرى هذا المنطق الذي فرضه المجنون الليبي كم يعوزه الرشد والعدالة وذات نفس المنطق يسيل إليه لعاب الرئيس اليمني والسوري وسنرى غيرهم ، فهو منطق يحكم العالم الانساني ويطبق على الشعوب العربية لتصبح أحكامه معقولة في حين هو في بلدانهم الغربية عين الجنون ..
فأي عقل رشيد يستوعب أنك وبعد أن تصبح سيداً وتختلس خيرات شعب وبلد كامل لأكثر من أربعين عاماً …وبدلاً من كلمة شكراً أو شيء من الخجل فإنك تقرر أن تقتل من أهلكت أموالهم في سبيل شهوتك للسلطة والتملك .. أي منطق يقبل هذا إلا منطق السفيه المجنون .. منطق ابتدأه هذا المعمر في وضع جديد ومفاجئ وهو الثورات فأعطى لرؤساءنا المختلين مخرجا واعطى للغرب ساحة للعب بمصالح واحلام الشعوب العربية مجددا وفقا لمصالحهم اللعينة ..
كنت اليوم أتحدث مع طالباتي عن المعوقات التي أوقفت الأمة عن ركب الحضارة العالمية وأنها لو لم تكن موجودة لأصبحنا اليوم في قمة الانسانية المتحضرة ذلك لأن أوروبا نفسها أسست حضارتها مستعينة بحضارتنا العلمية بعد أن تعثرنا .. بالعصر العباس الثاني ثم العثماني ، والمغول والتتار … ثم الاستعمار .. ثم الحكومات العربية الشاذة والعميلة مع الاحتلال بشتى ضروبه من سياسي واقتصادي وعسكري …واليوم يبدو أن الشعوب ترغب فعلاً أن تتحرر من تلك الحكومات ..
ترى ما المرحلة القادمة ؟!! .. وهل سيكون هناك طـوق من نوع جديد أم هي حرية حقيقية … أتمنى أن يعطي الله الشعوب العربية القدرة اللازمة للتحرر ، والوعي الكافي كي يردوا عنهم أي طوق قادم ، وأن يعطي مرشدي الشعوب في هذا العهد كل الصبر والتركيز والإلمام والتوفيق في تحديد مخارج النصر الحقيقي للثورات والشعوب العربية رغم تعالي صرخات الألم من المتضررين من الثورات في الداخل والخارج أياً كانت صورة تلك الصرخات من تلفيق أو إرهاب ، فعلى كل مرشدي الثورات أن يتحملوا ويكبروا بقدر الحدث العظيم في تحول الأمة مهما كان قدر الضرر فهذا مصيرهم وقدرهم .. وكم سيكون جميلاً أن نتنفس الحرية والكرامة فنـنموا حتى ننافس بأكتافنا وجــــــــــــــــه الشمس ..

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, April 19th, 2011 في 01:23

كلمات جريدة احداث: , , , , ,

5 رد to “الرؤساء العرب مختلون”

  1. ليبية حرة
    17/05/2011 at 12:46

    ربي ينصر القذافي والجيش الليبي ليكون عبرة لمن يعتبر ويتشدق بكلام هم الاصلاً مش فاهمينه نحن ليبين ولا دخل لغير الليبيين بنا وربي ينصرنا على الطليبيين والعرب المأجورين وحسبي الله ونعم الوكيل والحمدلله رب العالمين

  2. صالح
    21/04/2011 at 06:38

    //////اجمل ما يوصف الشعب الليبى وكذلك النجم الشهير الكابتن القذافىى بيت شعر يقول/اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمت اهل البيت الرقص ////////////شكرا/////

  3. مغربية
    20/04/2011 at 16:31

    الخلافة والملك كيف انقلبت الخلافة ملكا؟
    أخرج ابن سعد في الطبقات أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسلمان: “أمَلِكٌ أنا أم خليفة؟” فقال له سلمان: “إن أنت جبـيت من أرض المسلمين درهما أو أقلَّ أو أكثر، ثم وضعته في غير حقه، فأنت ملك غير خليفة! فاستعبر (بكى) عمر”. وأخرج أيضا عن عمر أنه قال: “والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك! فإن كنت ملكا فهذا أمر عظيم! قال قائل: يا أمير المومنين! إنَّ بينهما فرقا. قال: ما هو؟ قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقا، ولا يضعه إلا في حق. وأنت بحمد الله كذلك. والملك يعْسِف الناس فيأخذ من هذا ويعطي هذا”.
    لم يكن الصحابة يتخيلون أن الخيانة يمكن أن تتجاوز التعسف في الأموال إلى اللعب بالدين. لذلك أعطوا هذا المعيار الساذج الذي يشتمل في الحقيقة على دراية بموطن الضعف في البشر: حبِّهم للمال. وكان خلفاء النبوة عدولا في الأموال من جملة ما حازوا من فضل. فقد أحيوا الدين روحا وجسما، عدلا واقتصادا، دعوة وجهادا. قال القاضي الماوردي: “إن الخلفاء الراشدين كانوا لا يرون الخلافة إلا لإحياء الدين ولا الإمارة إلا لصالح المسلمين. وكانوا أهل رأفة بالمومنين. سيرتُهم العدلُ، وقولهم الفصل. وقضاؤهم الحق. وكلامهم الصدقُ. وقد لبسوا المُسوح والصوف. وجردوا السيوف، يضربون بها وجوه الكفار. وأخذوا السياط، يقمعون بها رؤوس الفُجّار. حتى فتحوا الفتوح، وهزموا الجيوش، وقهروا الجبابرة، وقتلوا الفراعنة. وأظهروا نور الحق في الغرب والشرق. ظاهرهم الخشوع، وباطنهم الخضوع لله. وبغيتهم الآخرة، والاستخفاف بالدنيا. جعلوها تحت أقدامهم، إذ عرفوها حق معرفتها. ووضعوها في منـزلتها”.

  4. حسين سليم
    19/04/2011 at 20:14

    القذافي رجل مختل عقليا يجب عليه ان يذهب الي الطبيب كي يعالجه ويارب يرض يعالجه لان هذا المختل عقليا ليس بمختل بل لايفهم اي شي بس عليه يخربط في الدنيا هو عايز الدنيا تخرب وتولع هذا الرجل يجب ان يعاقب ويا رب يقدرو علي مسك المختل لانه مسلح لا باسلحه ناريه ولا يقدر الي احد ان يوقفه الا الرجل الشجاع هو الاذى شسوقفه انتم خليكم في منازلكم مثل الحريم مستخبين انتم رجال لا يجب عليكم السكوت ده النساء اشرف منكم على الاقل كانو ي
    رددون على قتل او اعدام هذا المخت\ل انهضو يا شعب مثل الثورة التي ازالت الظلم والفساد

  5. سري للغاية
    19/04/2011 at 14:48

    ربنا ينتقم من كل ذى سلطة ظالم

اترك تعليقاًً على هذا الرأي