فريد ابراهيم

احداث تونس

عنف الاسلاميين في تونس ومسئولية مصر

الأحداث التي وقعت في تونس من قبل بعض الاسلاميين بدا فيها استعمال العنف واضحا وجاء تهديد وزير الداخلية برد العنف بالعنف صريحا لا يجوز لها أن تمر دون دراسة ومناقشة في إطار نقاط عدة. أولها: ان تونس عاشت زمنا طويلا محرومة من الدين موغلة في البعد عنه بكل السبل حتي وصل الأمر ان خصص مسجد لكل مواطن لا يحق له ان يصلي في غيره من خلال كارت دخول ممغنط وان أنسي لا أنسي صحفية تونسية زارت مصر في وفد رسمي وفوجئت بالاعداد الضخمة التي تصلي الجمعة بالمساجد فقالت مندهشة لقد انتهى هذا الأمر من عندنا تماما.
اذن فالحماس الذي يعود به الناس إلي الدين قد يحرمهم من رحمة الدين وسماحته ولينه ومروئنته لأنهم سيتجهون لأقصي نقطة في الدائرة بل يقفون خارج الدائرة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا أو انهم في اصل الدائرة.
ثانياً: ان الجهل بجوهر الدين يمثل أخطر ما تواجهه الأمم العائدة إلي دينها فجوهر الدين يصل اليه الناس بأرواحهم وبملكات دينية تربت في بيئة روحية لزمن طويل وبالتالي فالجهل بالدين قد يسقط الانسان في الاغراق في الفرعيات وكأنها الاصول والثوابت فضلا عن غياب الأولويات وكذلك فن التواصل مع الناس في الدعوة التي هي رحمة وتواد ومعالجة لأمراض بحكمه لابتر الأعضاء بغشم.
ثالثاً: ان الناس تتجه عادة إلي التركيز علي الشكل دون المضمون في البدايات لكي تؤكد علي تدينها لأن المضمون يحتاج الي وقت طويل اما الشكل في اسرع تحقيقه واسهله لذا يلجأ الناس للأسهل والأهون.
ويصبح السؤال: لماذا لا يجوز ان يمر ما حدث في تونس بالنسبة لنا والإجابة: ان تجربتنا في ذلك طويلة وتصبح مسئوليتنا تجاه اخواننا ان نذهب اليهم هناك أو تدعوا قياداتهم الينا لننقل لهم تجربة طويلة من العمل الدعوي كان فيها من السلبيات وكان فيها من التعلم ما فيها وأصبحت أغلب التيارات الدينية خاصة التي مارست عنفا وواجهت عنفا اشد علي خبرة واسعة وحكيمة بكيفية العمل الدعوي الحكيم وبجوهر الاسلام الذي لا يعرف العنف ولا يقبله كما انهم علي خبرة واسعة بآليات التعامل مع الدولة والمسئولين دون ان يحدث صدام أو ان تموت التجربة في مهدها تاركة اتهاما للاسلام بالعنف في ذهنية الآخرين والاسلام منها براء.
انني أدعو الجماعة الاسلامية والاخوان الي تولي مسئوليتهم في ذلك حتي لا يقع اخواننا في تونس فيما وقعوا هم فيه في مصر ولم يجدوا من يمارس جهادا دعويا معهم وصبر مطلوب لتوصيل الحقيقة اليهم والتي كانت غائبة عنهم في ذلك الزمن البعيد.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, June 7th, 2012 في 16:21

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي