إنسان

احداث اليمن

يا ريس… في القتلى لأجيالٍ حياة

أهلاً يا ريـس .. وصلت إلى أرض الوطن ؟!! … وصلت بسلام واشتقت للدماء وللخطاب وللكلام ..
اشتقت لدمائنا يا ريس !! ومن ذا الذي أخبرك بأن دماء القطيع من شعبك الوضيع ستزيدك شفاء ، لقد كذب عليك ذاك الذي علمك منذ البداية أن الجوع سيشغل الشعب عنك ويحوله إلى قطيع خاضع ووضيع تأمر فيطيع .. لقد كذبوا عليك وزينوا لك الأمر من أجل أنفسهم ، حتى أمسيت ظالماً قاتلاً ليس لك بعد كل الزهو والهتاف من صديقٍ ولا شفيع إلا من يتنفس بك الهواء من اللصوص .. بربك ألم يكن بإمكانك أن تحكم هؤلاء البسطاء بقليلٍ من العدل ، لكنك أبيت .. فسلط الله عليك حلفاءك الأقوياء
لقد كان يا سيدي هذا الشعب الذي تحكمه رغم كل مساوئه التي زرعتها فيه بسيط وطيب ورقيق .. وهذا البلد الذي زادك الله فوقه بلداً يمتلئ بالثروات زدت فيه العورات واستكثرت من حولك الذئاب تحميك ، حتى حولته إلى بلدٍ فقير مهين يستجدي الحسنات ، وحولت هذا الشعب إلى شيءٍ غريب يستحي بين الأمم من اسمه ونسبه ، وينقم على بعضه ، وترتخي عليه جثة الفساد ثقيلةً بطول البلاد
هل تعلم بأنني أحد الذين حزنوا عليك عندما أصبت بتلك الطريقة التي تـُصفى بها الحسابات عادةً بين الفاسدين في اليمن .. الطريقة التي تفوح منها رائحة الغدر عندما تختلط بالدماء وبالطمع .. نعم حزنت عليك ، رغم أنك ملأت بتلك الرائحة أرض الجنوب ، ورغم أنك اليوم ربما تدفع الثمن .. هل ترى يا ريس كم كنت محظوظاً بهذا الشعب البسيط ..
حزنت واستاءت – وغيري كثير- لما وقع عليك ، رغم كل الدماء التي أرقتها ، ورغم كل الفساد الذي طالما حميته ، وكثرته ، وزرعته في كل ركنٍ في البلاد
نعم والله لقد تألمنا من أجلك ، رغم كل الخيرات التي اقتسمتها بين رجالاتك وأصدقائك وحلفائك في الداخل والخارج ، بينما شعبك محروم فقير، تفت فيه السرطانات والأمراض والمذلة ، وأنت ومن معك تتمرغ في الخز والحرير
جئت اليوم لتكسر العظم ثم تعقد التحالف لك أو لأسرتك مع الأقوياء أليس كذلك ؟!! ثم توزع ما تبقى وما ظهر من الخيرات والثروات .. وهؤلاء.. هؤلاء الذين يموتون بينكم وتحت أقدامكم وأنتم تلعبون وتتبادلون الكرات هم أنفسهم من عاشوا محرومين ويموتون مظلومين .. ألم تتعب أنت والباقين ، الم تكتفوا من الأموال والدماء …

أهـلاً يا ريس قطيعك جاهزين ينظرون إليك بقلبٍ حزين ، ويعدهم الآخرين وهماً بما حرمتهم منه ، فيصمدون ويتمنون ألا يأتي دورهم على يد رجالك قرابين ، وهكذا يظلون بينكم تائهين يتلفتون ويمنون أنفسهم بأنهم الثائرين
أيها الرئيس أكتب إليك هذه الكلمات مع أنك لن تقرأها لكنني رأيت فتىً صغير من الثوار ، نقلته إحدى القنوات وهو يتحدث ، ولو ترى كم كان وجهه يمتلئ بالبراءة ، والثقة ، وصغر السن والأمل بالمستقبل ، لا يدري ربما بأنكم وحلفاءكم أمامه ، وبقية الحمر والفاسدين يحيطون به وبثورته.. يا سيــدي أتوسل إليك من أجله ومن أجل بقية الأبرياء .. نعم الأبرياء فليسوا هم من ثار عليك بل هو الظلم الذي صنعته بيديك…. ألم تتبقى في قلبك ولو مساحة صغيرة من الحب والرحمة على هذا الشعب .. مساحة من نور ، نقية تمكنك بطريقةٍ ما من تسليم السلطة إل يد الأمناء .. آهٍ هل رأيت كم نحن بسطاء ، بل إننا سذج لا نفقد الثقة بسهولة ، ونظل نأمل مع أننا لسنا بأغبياء ونعلم بأنك حتى لو أردت فلا تستطيع
أيها الفتى الجميل ويا أيتها الجماهير لا عليكم فستتعلمون ، وما هذه الثورات إلا تمرين ليأتي يوم قريب بإذن الله تحط فيه القوة والنفوذ بأيدي الصادقين وبأيديكم فترددون بقلب رجلٍ واحد :
ففي القتلى لأجيالٍ حياة وفي الأسرى فدى لهمو وعتق
وللحــرية الحمراء باب بـــكل يــــــدٍ مضـــرجة يـــدق

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, September 26th, 2011 في 03:50

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي