حمدي حنضل

اخر احداث

الدولة والفوضى والثقافة الغائبة

الأول حق الاضراب والاعتصام الذي يجب في كل الشرائع والقوانين والمواثيق والدول أن يبدأ ويستمر وينتهي “سلميا”.. وانه لا يعني مطلقا في أي دين أو ميثاق أو دولة أن يمتد إلي تخريب أو حرق أو تدمير منشآت أو ممتلكات عامة أو خاصة لأنه عندئذ يكون قد خرج عن سياقه.
والثاني واجب الدولة.. وحقها في فرض هيمنتها ومنع تحول الاعتصام إلي فوضي.. للأسف فإننا لم ندرب جنودنا ورجال أمننا في الشرطة والقوات المسلحة علي السواء علي فنون التعامل مع تجاوزات المتظاهرين أو المعتصمين بما يوقف انتهاكاتهم ويحول بينهم وبين الحرق والتدمير والتخريب بما يستوجب تدريبا رفيع المستوي خاصة لهؤلاء دون عنف زائد او اراقد دماء الذين يقفون عند خطوط التماس في التحرير وغيره.
.. ويقيني أيضا اننا جميعا آثمون والمسئولون السياسيون والحزبيون والقادة والاعلاميون.. لأننا ونحن نشجب العنف وهذا أمر يستحق الشجب فإننا لم نوضح لكل طرف حقوقه وللحق فإننا لو أمضينا واحداً علي مائة من أوقات حواراتنا في تعريف الإضراب الصحيح والاعتصام السلمي فإننا نكون قد أسدينا لمصر جميلا غير محدود.. ولو أنفقت الأجهزة الأمنية المعنية واحدا علي ألف من أوقات تدريبها في الارتقاء بفنون المواجهة بدون عنف أو دم ما كنا قد وصلنا لما وصلنا اليه.
.. فنحن أمام دوامة يستحيل علي أي وطني مخلص أو غيور أن يتحمل استمرارها لأننا نعيش حالة وكأنه قدر.. ومكتوب.. لكنه في يقيني مخطط ومحسوب.
.. فما نكاد نخرج من بئر دماء.. إلا وتنزلق أقدامنا طوعا أو كرها.. إلي بئر آخر.. وهكذا دواليك.
.. طبعا.. ويقينا.. هناك من يجرنا.. ويسحبنا إلي هذا المنزلق التاريخي المخطط والمحسوب.. حتي لا تقوم لمصر قائمة.
.. هدفهم.. ألا تخرج مصر إلي دورها العالمي الذي كان.. وألا تنطلق في محيطها العربي والشرق أوسطي كما ينبغي لها وبما يتعارض يقينا مع مصالح دول عظمي.. وأخري اقليمية هزيلة تحلم بدور ما ولو علي حساب الأم الكبري.. ولو علي حساب مستقبل الأمة كلها.. وحتي لو أكلت النار أصابع هذه الدولة الهزيلة التي سوف ويقينا ستأكلها النار.
.. لا يريدون لمصر أن تستمر في مرحلة إعادة البناء.. لا يريدون استقرارا أمنيا.. ولا سياسيا.. ولا مجلس شعب ولا شوري .. ولا استشارياً.. ولا يحزنون.. انهم يريدون “مصر الفوضي”.. “لا مصر الدولة”.. وهم في كل حال يستهدفون أركان هذه الدولة.. فالمجلس العسكري في نظرهم “فاشل” ويجب ترحيله إلي ثكناته.. وحتي القضاءلا يخلو من اتهامات.. وهكذا نضرب في الصميم كل مظاهر الدولة المصرية أو أهم مظاهرها “الآن”.. في مقتل..
.. وللأسف.. فإننا جميعا وبدون استثناء مسئولون.. مسئولون عن هذه الفوضي الشاملة.. والدماء المسكوبة والخراب اللا محدود.. وأيضا ضعف المواجهة أو عدم فعاليتها.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, December 22nd, 2011 في 01:17

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “الدولة والفوضى والثقافة الغائبة”

  1. نا صح
    22/12/2011 at 14:37

    الحق أحق أن يتبع نحن ومنذ زمن طو يل نعرف مصر وأنها بلد آمن ومتى كا ن من حق النا س

    ينا دوا بعز ل الر يس و سحب صلا حيا ته وكأ ن رجا ل الد ولة مجر د دما ء تضع هذ ه

    وتر فع تلك والحقيقة إنني أستنكر هذ ه التصر فا ت التي أضر ت بمصر وجعلتنا نتو قع

    لهم مز يد من الر عب والخر ا ب والد ما ر كل ذلك طلبا للحر ية وههمينا قضون بعضهم

    البعض فأ ي حر ية تر جو نها وأنتم من شهو ر تر زحوون تحت الظلم والزو ر بسبب الأ را ء

    الفا سدة حتى ذهب الأ من وتسلط عليكم الخو ف والر عب وأصبح النا س لا يسطيعو ن الخر و ج

    لمصا لحهم فعم الفقر والفسا د وأصبح الإ نسا ن يقتل أخو ه الإ نسا ن لأ تفه الأسبا ب

    والحقيقة أنا أ قو ل كفا ية خر ا ب وأ نا أتمنى أن ربنا يو فق المجلس العسكر ي

    وينظر بعين الحكمة حتى يتعر ف على المنسد ين اللي يو قعوا بين النا س ما يكو ن فيه أحد

    بيمثل عليكم ويند س بين الجنو دمثلهم حتى يحد ث الفتنة بين المتظا هر ين والجيش

    وأنا ما بخو ن أحد بس بقول كونوا حريصين من الخداع وأثبتواجدارتكم ووحدواصفكم وولاتظلمو

    شعبكم وتبينو االحق وإيا كم والظلم فإ ن الظلم عو ا قبه وخيمه و ربنا يو فقكم يا شعب

    مصر و يهد يكم للحق إنه ولي ذلك والقا در عليه ويا ر ب تختا ر للهم من يصلح حا لهم

    ويا رب تو فقهم لما تحب وتر ضى ويا رب تكفيهم الظا لمين ويا رب تولي عليهم من خيا رهم

    ممن تحب وتر ضى والسلا م عليكم ور حمة الله وبر كا ته أخو كم نا صح

اترك تعليقاًً على هذا الرأي