اكرام منصور

احداث مصر

الحيادية والشفافية في الانتخابات الرئاسية

لا تلوموا إلا أنفسكم.. هذه المقولة يجب أن توجه إلي جميع الناخبين الذين سوف يدلون بأصواتهم لصالح أي مرشح رئاسي. الفرصة جاءت فوق طبق من ذهب لكي يتمكن كل ناخب من التروي والتدقيق في أسلوب ومعطيات الإدلاء بصوته بعد أن تهيأ المناخ تماماً للاختيار السليم دون محاذير متوقعة أو ضغوط مفروضة وبلا إغراءات أو مساومات أو احتمال فرصة التزوير أو الترهيب. فالانتخابات هذه المرة سوف تعطي مؤشراً حقيقياً علي قدرة المواطن المصري علي التعامل مع مفهوم الديمقراطية والحرية وحق الاختيار والتقييم الصحيح لكل مرشح. والحقيقة أن الخطر الأعظم يكمن في بعض الناخبين الذين يجهلون لعبة السياسة وخباياها. وكذلك بعض السذج الذين تنطلي عليهم الشعارات الرنانة والأصوات العالية. وأيضاً الذين ينهارون أمام الإغراءات المادية نظراً لظروفهم الحياتية القاسية. ولهذا فهم يبيعون أنفسهم قبل أصواتهم.. أمثال هؤلاء هم مكمن الخطورة الحقيقية لأنهم يملكون السلعة الرائجة في هذه المرحلة متمثلة في بيع أصواتهم. وبالتالي قد تذهب إلي من لا يستحق تولي هذا المنصب الهام وهو رئيس مصر.. ولهذا فإن تلك المرحلة تتطلب من الإعلام بكل أشكاله أن يتحمل مسئوليته الوطنية بأن يقوم بدوره التنويري لكافة الشرائح الاجتماعية علي مختلف مستوياتها الثقافية والعلمية والتعامل بشفافية ووطنية. لأن المسألة تخص في المقام الأول مستقبل بلادنا السياسي والاقتصادي الذي سيتحدد من بعده كيفية وأسلوب إدارة البلاد والتوجه نحو الديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورة 25 يناير واحترام الذات المصرية لكي يصبح قيمة الإنسان المصري في المكانة التي تتناسب مع تاريخه وحضارته. فالتاريخ لا يرحم وأيضاً لا يتجمل. فتلك المقولة أثبتتها الأزمنة الماضية علي مر العصور. ونحن اليوم نقف عند نقطة انطلاق سوف يتحدد بعدها مصير أمة بأكملها والأجيال التي سوف تأتي بعدها. ولذلك فالفرصة مواتية لجميع الناخبين بأن يتوخوا الحذر وهم يدلون بأصواتهم للمرشح الرئاسي. وأن تكون اختياراتهم مرتبطة بصدق ووطنية وشفافية النوايا. وأيضاً اعتماداً علي السيرة الذاتية لكل مرشح للتأكد من رغبته الصادقة لخدمة مصرنا العظيمة. فما أحوجنا اليوم لكل إنسان شريف لديه الطموح الوطني لإعلاء مصلحة الأمة فوق كل أغراض ذاتية أو طمعاً في الشهرة والمكانة.. نحن في حاجة إلي من يرفع شأن بلادنا ووضعنا في المكان المناسب الذي تستحقه فوق خريطة العالم ضمن صفوف الدول المتقدمة علمياً وثقافياً وصناعياً وزراعياً وعسكرياً. فمصر مليئة بالخيرات التي وهبها لها الله ولديها قدرة بشرية يمكن الاستفادة من انتمائها الفطري لأرض الوطن من أجل إحداث نهضة متطورة تبهر العالم أجمع. وهي فرصة أيضاً لتحقيق المناخ الديمقراطي الذي حرمت منه أجيالنا في الماضي القريب.. وستصبح الديمقراطية هي مقبرة لأصحاب العقول الجامدة. والنفوس الضعيفة ورعاة الفساد والفسق وستقطع أيادي الجلادين والظالمين وستتصدي لهواة لعبة الكراسي السياسية الذين تمرغوا في أحضان التآمر والتلاعب بالشعارات من أجل مصالحهم الدنيئة والذين تسببوا عن قصد في تدمير البنية الاجتماعية ونشر الفساد والبطالة والفقر والقهر والأمية. فكم من قيادات تزينت بهم أسطر التاريخ لما قدموه وبذلوه من جهد وخدمات وطنية لأبناء الشعب وأصبحوا خير قدوة تحتذي بها كل الأجيال من بعدهم؟!.. وأيضاً كم من قادة كان مصيرهم مزبلة نفس التاريخ؟!.. فنحن أمة نسيجها واحد. وستظل شامخة بأبنائها الشرفاء المخلصين بإذن الله دائماً.. نحن نريد رئيساً وطنياً لديه برنامجا قوميا لصالح مصرنا الحبيبة واضعاً في أول اهتماماته مشاكلنا الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وكل الجوانب الأخري التي تؤثر تأثيراً مباشراً في حياة مجتمعنا.. نريد رئيساً لا يسعي إلي المنصب. ولكن إلي الولاء لوطنه بشفافية وصدق.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, May 16th, 2012 في 02:59

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي