صلاح حامد

احداث مصر

حكايات: حذاء بني .. زوجة نباتية .. وفئران السفينة

امبراطورية سبأ في اليمن – التي ورد ذكرها في القرآن – دمرها فأر. ظل يحفر في سدها العظيم “سد مأرب”. وهو علي صغره وضعفه. استطاع ان يقضي علي حضارة عريقة. ويشرد شعبا أغفل رعاية “تركة الأجداد”.. فهل نسير علي نفس الخطي.. قارن بنفسك:
** منذ أواخر العصر الحجري القديم – 10 آلاف عام قبل الميلاد – كان المصريون أمة قائمة بذاتها. تحمل اسم “ناس الأرض”. فلم تكن في المعمورة “دولة” وحضارة غيرهم.
كان في مصر القديمة صرف صحي: مواسير نحاسية قطرها نصف متر. من البيت إلي بيارات للصرف الصحي. حتي ان هيرودوت المؤرخ اليوناني الشهير. تعجب من ذلك وقال: عجبت للمصريين.. يتناولون طعامهم بالخارج. ويقضون حاجتهم بالداخل لأن العالم كله كان يقضي حاجته في الخلاء. وقال في وصف نظافة المصريين: قيود النظافة في مصر شديدة. حتي ان النساء يستحممن مرتين كل يوم. ورجال الدين كل صلاة”.. وكانوا يتوضأون في “بر – ضوا – اي بيت الوضوء -. ثم يصلون راكعين. ساجدين.
وكانوا يتخلصون من المخلفات الآدمية والقمامة. بدفنها في التربة الرملية الجافة. ويبدون اهتماماً شديداً بنظافة انفسهم. واجسامهم. وملابسهم. وطعامهم. وشرابهم. ومنازلهم.. ويشربون في كئوس يغسلونها بعد تناول الشراب.. ولم يتعايشوا – كغيرهم – مع الروائح العفنة. نجد شخصا يحذر آخر قائلاً: “لا تجعل اسمي مكروها أكثر من الرائحة العفنة في وقت الصيف”.
احفادهم في عصر الفضاء. يشربون الماء مخلوطاً بالصرف الصحي. الذي نلقيه في النيل. وما لا يصل إلي النهر الخالد. “يطفح” في الشوارع ناشرا الروائح العفنة.
** في مصر القديمة حددوا لصيد الحيوانات البرية والطيور والاسماك أماكن خاصة. حفاظا علي الكائنات الحية والبيئة التي يعيشون فيها – “المحميات الطبيعية الأن”.. واهتموا بالحدائق العامة والخاصة. وحرموا بناء المساكن – وحتي المعابد – في الأراضي الزراعية. وشيدوا المقابر بعيدا عن المناطق السكنية.. وكانت الزوجة تحترم زوجها.. في قصة الأخوين: “وعاد الزوج إلي البيت. ووجد زوجته راقدة لم تصب الماء علي يديه كعادتها”.
– احفادهم في عصر الفضاء يعيشون في المقابر.. “انانيون” يعتنقون مبدأ “نفسي وما بعدي الطوفان”: يصطادون السمك بالديناميت. ويجرفون “الزريعة” بشباك صيد محرمة. ولا يعرف أغلب الأزواج حقوق الزوجات. وتفقد اغلب الزوجات فضيلة احترام الزوج.. اعرف فتاة فسخت خطبتها. لأن خطيبها ارتدي حذاء بنيا علي بنطلون أسود “ياي بلدي ومش ستايل”. وزوجة نباتية لا تطبخ اللحم أو الدجاج. وتقول لزوجها “ابقي روح كل القرف ده عند أمك”.
** عندما دخل العرب مصر. وصفها عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب قائلاً: “فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء. فهي عنبرة سوداء فإذا هي زمردة خضراء فإذا ديباجة رقشاء. فتبارك الله الخالق لما يشاء”.
وقال المؤرخ المقريزي: سلمت مصر من الحر والبرد. طاب هواؤها. وخف حرها. وضعف بردها. وسلم اهلها من صواعق تهامة. وجرب الجزيرة. وطاعون الشام!
– أحفادهم في عصر الفضاء جرفوا التربة. وهجروا الزراعة. ويعيشون علي “المعونة”.. لذلك اصبحوا خارج نطاق العلم والوعي والتنوير. وإن خرجوا في الجامعات. وحملوا أعلي الدرجات العلمية. لأنهم تركوا “فئران السفينة” تسرق مقدراتهم. وعندما يبدأ المركب في الغرق. ستكون أول من يهرب منها. تاركين ركابها لمصيرهم الغامض.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, March 19th, 2012 في 10:10

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي