مجدي قطب

احداث مصر

الثوار المتلونون بامتياز

يا سادة.. ان ثورة مصر تتعرض لحرب استنزاف واستقطاب اعلامية ضارية ممنهجة متواصلة منذ تنحي مبارك.. وللأسف المرير بدأت العواقب الجسيمة لهذه الحرب تتجسد بشكل خطير وللأسف أيضا.. وبدلا من التصدي لهذا الوباء.. فإن شباب الثورة وشركاءها وأنصارها من كافة التيارات.. تفرغوا أو تم استدراجهم لتبديد كل وقتهم وطاقاتهم في الفتن والصراعات “سواء التقليدية فيما بينهم.. أو التي تم ويتم باستمرار زرعها في طريقهم”.. وذلك بالطبع بعد اشعال النيران فيها.. وهذا بفعل ترسانة التهييج ومجمع “تصنيع” الافتراءات و”الوقيعة” المفتعلة المبتكرة أو المنفوخ فيه.. وهي للأسف.. تصول وتجول في الساحة كما وكيفما يحلو لها.. خاصة ان العديد من ملاك وأولي الأمر و”الهيمنة” علي هذه الأجهزة الخاصة والحكومية من رجال أعمال ونجوم إعلامية.. نجحوا في خداع الجميع “بمن فيهم الثوار وأنصارهم المسيسون”.. بأنهم تابوا إلي الله “توبة نصوح”.. وأصبحوا ثوريين أكثر من الثوار أنفسهم.. بل والأكثر من ذلك فتحوا الشاشات والاستوديوهات علي مصراعيها للثوار الأصليين.. وأيضا للمتلونين “هؤلاء الذين غسلوا ثيابهم وعلاقاتهم السوداء بالنظام الراحل بالطواف حول منصة الأضواء والتصوير التليفزيوني في ميدان التحرير ليؤكدوا بالصوت والصورة انهم “ثوار” حتي آخر مدي.
ہہ ولأننا شعب طيب وعاطفي فقد تغاضي الثوار عمن أساءوا إليهم وفتحوا لهم أبواب الثورة علي مصراعيها.. الأكثر من ذلك ان بعض هؤلاء المتلونين بامتياز مع مرتبة الشرف نصبوا أنفسهم بأنفسهم كمتحدثين باسم الثورة ومنظرين لها.. ثم بدأوا بعد التقاط أنفاسهم في تنفيذ مخططاتهم الاعلامية لاستنزاف الثورة وتشويه صورتها وصورة الشباب الذي فجرها.. وذلك بالتزامن مع مخططات الفوضي المنظمة والانفلات المنضبط أو “المظبط”.
ہہ وللأسف نجح هؤلاء الثوار “التايواني” أو المدسوسين والمندسين بين الثوار وعليهم استطاعوا استدراج الثورة وتشتيتها بعيدا عن مسارها الأصلي المؤدي الي مقصدها أو أهدافها ال 3 الرئيسية.. ونجحوا في الدفع بسفينة الثورة إلي قلب الأمواج العاتية تلك التي تحاصرها الآن من كل صوب وحدب.. انهم الأخطر الأكبر خاصة ان شباب الثورة وشركاءها سلموا غرفة قيادة السفينة لمن يريدون اغراقها.. أو العودة بها الي حيث بدأت رحلتها بعد استبدال طاقمها المستبعد بمساعديهم أو صبيانهم الذين تتلمذوا علي ايديهم.. وكانوا شركاء لهم بشكل أو بآخر في مخطط النهب الكبير لثروات وكرامة وحريات العباد والبلاد وبذلك تعود الأوضاع السابق الي قواعدها سالمة غانمة.. وكأنكم يا ثوار “ماثرتم ولا يحزنون”!.. والآن إلي متي سيكتفي الثوار بمتابعة هذه الحرب الخطيرة وكأن الأمر لا يعنيهم؟ أين حملات التنوير والتوعية “السلاسل” التي كانت قد بدأت للتفاعل مع الشارع ومحاورته “فيس تو فيس”؟.. فجأة توقفت هذه الحملات وكان المفترض أن تجوب أيضا قري ونجوع مصر.. المهم ان الساحة الاعلامية خلت تقريبا لأعداء الثورة وأصحاب المصالح “تحالف ذراعي البطش والنهب أو رجال السلب”.. ان انقاذ وليس فقط حماية الثورة.. هو مسئولية كل مصري يعي ويدرك الحقيقة والحقائق.. فليبدأ بنفسه ومن تلقاء نفسه.. يشرع فورا في حملة ذاتية “أو مع مقربين منه” لابطال مفعول الأكاذيب والافتراءات المنهالة فوق رءوس المواطنين.. وليبدأ كل بشخصه.. وفورا لتوعية الدائرة الاجتماعية المحيطة به.. وكل من يمكن أن يصل اليه ويتواصل معه.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, March 12th, 2012 في 02:30

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي