عواد سالم

احداث مصر

حلول الاحداث المصرية عند الفلول

عندما أشرقت شمس الحرية ببزوغ فجر يوم 25 يناير بثورة المصريين المهيبة وفي طليعتها الشباب متقدمين الصفوف شاقين ظلام الفساد والعبودية والظلم حاملين مشاعل النور نحو الحرية والعدالة الاجتماعية. كان جل همهم اجتثاث الفساد من جذوره والقضاء علي الطغاة والفاسدين.. حتي قذفوا معظمهم في غياهب السجون.. وتبقي من هؤلاء الفسقة الفجرة من لم تستطع يد العدالة أن تطالهم. ممن نطلق عليهم اليوم الفلول .. وهؤلاء لم ولن يهنأ لهم بال حتي لا تحقق الثورة أهدافها.. وسيعملون علي ذلك بأقصي جهد جهيد لديهم لأن نجاح الثورة موت لهم ولمصالحهم.. ولذلك توقع منهم الناس كل خسيس ودنيء لإجهاض تلك الثورة الغراء. وكان معظم ما توقعه الناس منهم صحيحا لكن ليس علي إطلاقه ومن ذلك موقعة الجمل الشهيرة ثم أحداث ماسبيرو ومحاولة اشعال نيران الفتنة الطائفية بين شريكي الوطن مسلميه ومسيحييه ومن بعدها شارع محمد محمود ومجلس الوزراء.. وهم مستمرون ولا يعدمون حيلا في سبيل ذلك.
* لكل تلك الأسباب صار الفلول سببا في كل مصيبة أو أي حادث يصيب الوطن وأصبح يقينا عند الناس أنهم وراء أي كارثة.. فعندما يحدث أي شيء عارض ابحث عن الفلول.. النقص في البنزين سببه الفلول.. أزمة البوتاجاز وراءها الفلول.. ما من صغيرة أو كبيرة تحدث إلا ونُسبت إلي الفلول.. وناقص أن يقال عن زوج تشاجر مع زوجه في بيت الزوجية إن ذلك بسبب الفلول!! مهلا يا سادة.. ألهذه الدرجة صرنا مهووسين بالفلول؟! ألهذا الحد لا نعمل عقولنا.. أم صارت شماعة الفلول هي الحل الأمثل و¢الأيسر¢ حتي نلقي عليها إخفاقاتنا؟! لقد عطلنا عقولنا حتي لا نجهدها في البحث عن الأسباب الحقيقية لمشاكلنا ونحاول علاجها علاجا منطقيا دون تعليقها علي شماعة الفلول.. ولماذا نتعب أنفسنا مادام السبب أو المسبب حتي لو كان وهماً موجودا والناس تتسابق علي تصديقه؟! لابد أن نقف ملياً مع أنفسنا وننسب المشكلة أي مشكلة إلي أصلها حتي نستطيع علاجها علاجا جذريا وليس بمسكنات وقتية تخمدها بعض الوقت لتعود وتطل علينا من جديد. حتي لو كان صحيحا ان الفلول هم سبب تلك المشكلة نحاول أن نعدم جذورها ولا نعطي هؤلاء الفلول وقودها حتي لا يزيدوها اشتعالا.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, January 9th, 2012 في 19:02

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي