الأديب / محمد إبراهيم البنا

احداث مصر

” مليونيَّة ُالفرْصَةِ الأخيرَةِ ” بغابَةِ جُنون مَصَحَّةِ مَيْدانِ التَحْرير

(.( ” مليونيَّة ُالفرْصَةِ الأخيرَةِ ” _ سيرْكٌ هَزْلِىُّ يَحْوى غابَةَ جُنون مَصَحَّةِ مَيْدانِ التَحْرير .! !. ).)

_ الفرْصَة ُالأخيرَة ُ لِمَنْ . . . ؟ ! . . . لِمصْرَ المُكَبَّلَةِ الجراحاتِ _ التى بغُرْفَةِ الإنعاش الآن . ؟ ! .

_ أمْ لأطفالِ مصْرَ وَشيوخِها . . ؟ ! . . أمْ لِلقوَّاتِ المُسَلحَةِ المصْريَّةِ بذاكِرَةِ التاريخِ وَالزَمان . ؟ ! .

_ أمْ لِلمَجْلِس الأعْلَى الذى حَمَلَ جبالَ مَشاكِلِكُمْ المُزْمِنَةِ القاسِيَةِ عَلَى كَتِفَيْهِ هُمُوما ً فَوْقَ هُمُوم ٍ . ؟ ! .

تَحَجَّرَ قاعُ المُجْتَمَع جَليدا ً عَنيدا ً جاحِدا ً مارِدا ً مُتَمَرِّدا ً وَمُعَرْبِدا ً بنُخاعِ المِحَنِ وَخافِقِ الوَطَنِ _ انفِصالا ً _ وانفِصاما ً _ وَفِصاما ً فَوْقَ فِصام ٍ _ يَجْتَرُّ كُلَّ خَبايا مَخزون هَلاوسَ خيالاتِ الذُهانِ ، وَهيسْتيرْيا ضَلالاتِ الأذهان ، بنَرْجِسِيَّةِ عَشْوائيَّةِ وَساوِسِ الشَكِّ وَالتَشْكيكِ وَالظَنِّ وَالظَنون وَالنَميمَةِ وَالخَديعَةِ وَالوَقيعَةِ وَالتَشْويهِ وَالتَمْزيقِ بفَوْضَى انفِعالاتِ الزِحام وَنَزَواتِ غَزَواتِ بارانويا العُدوان .

ألعَنُ ظاهِرَة ٍ عَبْرَ التاريخ _ ظاهِرَة ُانتِشار فِرَقِ الزَّفَّةِ الغَجَرِيَّةِ الهَمَجِيَّةِ السَيْكوباتِيَّةِ الشاذَّةِ لأبْعَدِ خَيالاتِ وَضَلالاتِ اللا وَعْىِ وَاللا مَعْقول . . ! ! . . كأنَّ السَقَمَ الجَماعى قدْ أصابَ مُدْمِنى التَظاهُر بالمَيادين الدائِمَةِ الغَلَيانِ بوَقودِ مَوْقِدِ العِنادِ وَالتَمَوُّجِ الانفِعالِىِّ وَالتَوَهُّجِ الحِزْبىِّ وَالتَهَيُّجِ العَصَبىِّ وَالاشْتِعالِ بافتِراءاتِ شَفَراتِ نَحْر السَفاحين _ أعْداءِ المَحَبَّةِ وَالتَراحُم وَالمَوَدَّةِ وَالوِئام ، باسْتِمْرارِيَّةِ سَكْبِ المَزيدِ مِنَ النيرانِ _ عَلَى النيرانِ المُشْتَعِلَةِ _ بتَصْعيدِ سَعيرِ خِصام أهْواءِ حامِلِى الألغام بَيْنَ مَعْمَعَةِ زيوتِ الزِحام وَدَوَّاماتِ الارْتِجالِ بالفَوْضَى العَبَثِيَّةِ الغَوْغائيَّةِ المَلامِحِ وَالقَسَماتِ وَالجِيناتِ _ الغير سَوِيَّة ٍ سلوكِيَّا ً وَأخلاقِيَّا ً وَإنسانيَّا ً_ مِنْ جُذورها الأُولَى مُنذ ُالمُبْتَدَى _ وَحَتى عَلاماتِ القِيامَةِ وَاللِّقاءِ الأعْظَم عِندَ المُلتَقَى النورانِىِّ بصَحائِفِ الأعْمالِ كُلِّها _ بميزانِ حِسابِ الحَقِّ المُتعالِ الدَّيَّان .

_ هَلْ ما زلتُمْ تُريدونَ فرْصَة ً أخيرَة ً أُخرَى _ غَيْرَ ما خَط َّالله ُلَكُمْ باللَّوْحِ المَحْفوظِ بكُنْ بالقَلَم الذى أقسَمَ بهِ الفَعَّالُ ذو الجَلالِ وَالإكْرام المُعِزُّ المُذِلُّ ذو البَطْشِ الجَبَّارُ الحَىُّ القَيُّومُ مالِكُ المُلْكِ _ وَحْدُهُ .

_ الفرْصَة ُالأخيرَة ُ لِمَنْ _ يا أبناءَ تَوارُثِ جيناتِ الجُوعِ وَالمُعاناةِ مُنذ ُأكْثَر مِنْ ثلاثينَ عاما ً . ؟ ! .

_ هَلْ تُريدُونَ تَحْميلَ القوَّاتِ المُسَلحَةِ المصْريَّةِ الآنَ مَسْئولِيَّةَ مُجْمَلِ مُعاناةِ كُلِّ المَطْحونينَ المُعْدَمينَ وَكُلِّ الفاشِلينَ الضائِعينَ وَكُلِّ المُدْمِنينَ وَالمُنحَرفينَ وَالمُجْرمينَ وَأبناء الشَوارع والمَلاجئِ وَالسجون وَمَآسى الأرامِلِ وَالمُطَلَّقاتِ وَالمُعاقينَ وَالعَجَزَةِ وَأصْحابِ العاهاتِ وَالأُمِّيِّينَ وَالمُرْتَزَقَةِ بالمَتاهاتِ !!

كَثُرَت السُحُبُ السَوْداءُ المُحَمَّلَة ُبأبْخِرَة ٍنَفطِيَّةٍ كَثيفَةٍ الخَديعَةِ وَالوَقيعَةِ وَالتَآمُرِ بسَمائنا المصْرِيَّةِ التى ظَلَّتْ صافِيَة ً نَقِيَّةَ الوِصالِ طُوالَ آلافِ السنينَ _ قبْلَ زِيادَةِ تضَخُّم الاخطَبوطِ الصُهْيُونِىِّ الإسْرائِيلِىِّ الناكِر الماكِر المارِدِ الحاقِدِ دَوْما ً عَلَى كُلِّ شُعوبِ دُوَلِ الأُمَّةِ العَرَبيَّةِ كُلِّها مِنَ المُحيطِ إلَى الخَليج . .

كانَ يَنبَغِى أنْ لا يَنسَى عَباقِرَة ُمَيْدانِ التَحْرير تِلْكَ الحَقيقَة الواضِحَة وُضوح الشَمْس بالضُحَى . .

وَلَكِنَّهُمْ لِلأسَفِ الشَديدِ قَدْ نسَوْا كُلَّ الوَثائِق وَالحَقائِق _ بَلْ وَكُلَّ الآياتِ التامَّاتِ وَالأوامِر كُلِّلها . .

وَمَعَ ازْدِيادِ عِنادِهِمْ _ نَسَوا اللهَ _ فأنساهُمْ أنفُسَهُمْ . . ! ! . . وَلَمْ يَكْتَفوا بالغَيْبوبَةِ السَكْرَى ، بَلْ تَمادوا بتَسَلسُل ٍ مُجَلجِل ٍ كَمَناجِل ٍ حَصَدَتْ رِئاتِ بَلابل ٍ وَسَنابل ٍ ، بتَناحُر ٍلا يَنتَهِى ، وَتَكَبُّر ٍ وَتَجَبُّر ٍ . ! ! .

الفِتنَة ُالسَكْرَى احْتَوَتْ ألبابَهُمْ الزُجاجِيَّة الهَشَّة فى كُؤُوسِ سَكْرَةِ إعْجابهِمْ بهَمَجِيَّةِ ثأر الثُوَّار اللِّيبيِّنَ ، بمُحاكاةِ الذينَ افتَروا عَلَى اللهِ كَذِبا ً_ وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ . ! ! . الأيَّامُ تَجْرى بأمْرِاللهِ طاعَة ً كَالمَلَكوتِ ، وَهُمْ يَخطَفونَ صَحائِفَ المَكْتوبِ مِنْ يَدِ القَدَرِ عِندَ مُفتَرَقِ الطَريقِ سَلْبا ً وَنَهْبا ً بقَطْعِ الطَريقِ _ بعِنادِ كِبْر ٍ _ حَتَّى بَعْدَ تقديم الدكتور ” عصام شرَف ” لاستقالَةِ حُكومَتهِ _ ظَلَّ اشْتِعالُ عِنادِهِمْ وَنُفورِهِمْ ، وَهُمُ الآنَ أشَدُّ خَطَرا ً عَلَى أنفُسِهِمْ وَأُسَرِهِمْ وَجيرانِهِمْ ، بَلْ وَعَلَى مصْرَ المَحْرُوسَةِ وَكُلِّ المصْريِّينَ جَميعا ً_ أطفالا ً وَنساءً وَشيوخا ً وَشَبابا ً ، فالهَلاكُ وَالدَمارُ سَيَلتَهِمُ الأخْضَرَ وَاليابسَ بكُلِّ مصْرَنا .

_ الفرْصَة ُالأخيرَة ُ لِمَنْ _ يا مُدْمِنى الاعْتِصام بمَيْدانِ التَحْرير . . . بسَبَب ٍ ، وَبلا سَبَب ٍ . . ؟ ! . .

وَلِماذا يا عَباقِرَةَ عَصْرِ الإنتَرْنِتِّ المُحَلِّقِ بأجْنِحَةِ اللا مَعْقولِ _ تُصِرُّونَ عَلَى الاعْتِصام أمامَ مَبْنَى مَجْلِس الوُزَراءِ احْتِجاجا ً عَلَى تَكْليفِ الجَنزورى برئاسَةِ مَجْلِس الوُزَراءِ وَتَشْكيل الوزارَةِ الجَديدَةِ .

بَيْنَما كانَتْ هُناكَ ” مُظاهَراتُ تَأييد ٍ لِلمَجْلِس العَسْكَرى ” _ بمَيْدان العَبَّاسِيَّةِ بالقاهرَةِ ، وَبالمنشِيَّةِ وَاللَّبَّان وَالبياصَةِ_ بالإسكندريَّةِ ، وَبمَدينَةِ قطور _ بمُحافَظَةِ الغرْبيَّةِ ، وَبمَيادين مُحافَظَةِ البحيرَةِ .

لَمْ يَعُدْ شَعْبُ مصْرَ كَما كانَ عَبْرَ الأزْمانِ خافِقا ً رَقيقا ً مُتَرَقرِقا ً مُتَدَفِّقا ً بالخَيْرِ وَالحُبِّ وَالرَحْمَةِ وَالتَراحُم فى اللهِ _ رَهْبَة ً وَخُشوعا ً وَطاعَة ً وَخُضوعا ً للهِ مالِكِ المُلْكِ سُبْحانَهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ .

باتَ شَعْبُ مصْرَ الآنَ ألفَ فَصيل ٍ مُتَصارِع ٍ مُتَناحِر ٍ بتَوَحُّش ٍ وَافتِراس ٍ يَزْدادُ يَوْما ً تِلْوَ يَوْم ٍ فَتكا ً ببَقِيَّةِ أبناءِ الشَعْبِ الأبْرِياءِ الذينَ لا حَوْلَ لَهُمْ فى تِلْكَ المَعْمَعَةِ الدَمَوِيَّةِ بالمَلهاةِ الحُبْلَى بالمَأساةِ الثَكْلَى

طامِعونَ فى اعْتِلاءِ هامَةِ الهَرَم السِياسى بأهْوائِهِمْ وَإغوائِهِمْ يُسَخِّرُونَ مُنحَرِفينَ مُحْتَرِفينَ وَمُجْرمينَ مُتآمِرينَ وَمُخسِرينَ لِلميزانِ يُخادِعُونَ أوامِرَ وَنَواهِى الدَّيَّان وَيَبيعُونَ رايَةَ الأوْطان بلا حُدود ٍ . !! .

لأوَل مرَّة ٍ يتآلفُ كُلُّ الأشرار _ مَعا ً _ وَيَتَحالفُ المُتشرِّدونَ مَعَ العصابات المُنظمَة فى أكبر تجمُّع ٍ للمجرمين الخطرين عبر التاريخ بمنطقتنا الشرق أوسطيَّة ، خاصَّة ً فى مصر التى ظلت مَحْروسَة ًبرعايَةِ الله تَعالى لآلاف السنين _ قبلَ انتشار أوْبئََةِ البَغى ، وَالإجْرام ، وَالإرْهاب ، وَقطْع الطريق ، وَسَلب الشهيق ، وَنَهْب الأمان مِنْ رئاتِ أمْنياتِ حَياتنا وَدُروبنا _ ليلا ً وَنهارا ً _ كألسنة أفاعى _ نيران مَحارق ٍٍ حَوْلَ مَحارق ٍ _ دائِما ً تعشقُ الهَشيمَ ، وَدائِما ً تَتَمَنَّى الدَمارَ وَالفناءَ وَالرَدَى . ! ! .

_ ماذا سَيَنتظرنا غدا ً_ إنْ لمْ نوقِفْ زَحْفَ افتراس هَشيم تلكَ الأوْبئَةِ الإجْراميَّةِ الإرْهابيَّةِ المُهْلِكَةِ المُدَمِّرَةِ لكلِّ شئ ٍ بكلِّ فرْد ٍ وَكلِّ أسْرَة ٍ وَكلِّ عائلة ٍ وَكلِّ جامِعَة ٍ وَكُلِّيَة ٍ وَمَدْرَسَة ٍ وَكُلِّ مَشْفَى وَكلِّ مَصْنَع ٍ وَكلِّ مَزْرَعَة ٍ _ بكلِّ قرْيَة ٍ وَكلِّ مَدينَة ٍ وَمُحافظة ٍ _ وَ لِمصْرَ كلها . . . بلا حُدود ٍ . ! ! .

_ الأديب / محمد إبراهيم البنا

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, November 26th, 2011 في 15:24

كلمات جريدة احداث: ,

2 رد to “” مليونيَّة ُالفرْصَةِ الأخيرَةِ ” بغابَةِ جُنون مَصَحَّةِ مَيْدانِ التَحْرير”

  1. womanwithnofear
    27/11/2011 at 15:19

    دا ايه بتغنوا وتردوا على نفسكوا مصر مذكورة فى القران وحنودها خير جنود الارض ماقولناش حاجة صح وتمام طبعا بس احنا ماجبناش فى الميدان شيرة لا جنود ولا جيش احنا قولنا المجلش هو المجلس الناس اللى فيه معصومين من الخطا ماعملوش اى حاجة وحشة والمشير نفسه بقاله كام سنة فى منصبه ماعداش السن القانونى ياترى ولا لسة شوية لحد ال100 كدا وبعدين اه نحملهم المسؤليه هما مش كانوا عارفين موضوع التوريث وساكتين ولا هما اللى دعوا للثورة وانا مش واخدة بالى مش كانوا شايفين حال البلد بيسوق من سنة لسنة ومافيش اى رد فعلا عمرى ماسمعت عن حد استقال عشان مش عجبه الظلم اللى فى البلد ولا حتى بعد الثورة ماشوفتش مبارك بيتحم عليه ولا من باب اولى جمال وعلاء ولا سرور والشريف مفروض انهم ماليكة بقى فماينفعش نحاسبهم على بلاويهم ومصايبهم وانتوا اللى مفروض من الشعب مش عاجبكوا طموح الشعب اللى خلاص طق من جنابه فكرك ان الناس البسيطة اللى مالهاش فى السياسة واللى لما نزلت التحرير ماكنش فى دماغها ان مبارك دا افسد الحياة السياسية كان كل اللى بيشغل بالهم ان حالهم هيتعدل واكيد مش فاهمين اللى انكسر فى 30 سنة ماينفعش يتصلح بين يوم وليلة الناس دى مش زيك لان مالهاش طموح غير انها تجوز ولادها ويعيشوا مستورين وبفضل الحكومة السعيدة مش عارفين حتى يعيشوا مستورين لان الاسعار بتغلى مش كفاية البلد زفت وحالها مايسرش لا كمان بيغلوا الاسعار ولو عندنا حكومة عدلة كان زمنها نزلت شافت احوال الناس فى الاحياء الفقيرة كانوا عملوا حاجة للشباب اللى مش لاقى شغل اصلا وهيشتغل ازاى وهو خريج كلية شاهدتها تعتبر دلوقتى بلا قيمة من غير كورسات هيدفع فيها دم قلبه دا لو قدر اصلا ماتسبش كل حاجة وتمسك فى التافهة الاسم مش عجبك يغيروهولك ولا المفروض يجولك انت وانت اتكلهم وتشربهم وتشغلهم لو تقدر انزل قولهم كفاية اعتصام انا عندى الحل وصدقنى هيجوا معاك

  2. الوصيفة
    27/11/2011 at 03:27

    واللة العظيم انتى صح فى كل كلمة قولتها لكن فين اللى يسمع ويصدق ربنا حارس مص ومذكورة فى القران الكريم وربنا قال فى مصر خير جنود الارض ربنا يستر

اترك تعليقاًً على هذا الرأي