علاء معتمد

احداث مصر

كلهم كاذبون

كلهم كاذبون ومنافقون.. يقولون عكس ما يفعلون ويظهرون غير ما يبطنون.. يدعون حبها ويطعنونها كل يوم في ظهرها وقلبها.. يعلنون عشقها ثم يحرقونها. ويدبرون لها المكائد في كل ليل.. يتغنون باسمها أمام الميكروفونات وفي المحافل وهم يتمنون في أنفسهم سقوطها وخرابها.. يهيمون بها شوقاً في أشعارهم وينهشون لحمها ويكسرون عظامها بلا رحمة ولا هوادة.
هؤلاء الذين احترفوا الإضرابات والاحتجاجات والاعتصامات اليومية وقطع الطرق وتعطيل مصالح البلاد والعباد. ويسمحون لقلة مأجورة أن تحركهم فينهشون في الجسد الواهن ويقطعون أوصال البلد. ويحاولون إسقاط الشرطة والجيش وهيبة الدولة ثم يغنون “يا حبيبتي يا مصر”.. هم كاذبون.
الذين يستغلون حالة الانفلات الأمني ويتأجرون بصحة الناس وقوتهم ويهربون من دفع الضرائب ويتهربون ويغشون ويرفعون الأسعار بلا سقف ولا حدود ثم يدعون أنهم يعشقون مصر كاذبون ومنافقون.
الذين يلهثون خلف الكرسي ويتصارعون علي كعكة الحكم كاذبون. ولو صدقوا لتغيرت أفعالهم وتناسبت مع أقوالهم.. وصراع الأحزاب والقوي السياسية الآن علي مقاعد مجلس الشعب لا يبشر بخير.. الكل يشعر أنه صاحب الثورة وأنه لولا حزبه أو جماعته أو حركته لما قامت للثورة قائمة. وأن من حقه الحصول علي أكبر قدر من المكاسب التي تحققت. بعد أن تواري الشباب الطاهر النقي الذي خرج يغني “سلمية سلمية” و”يا أهالينا انضموا لينا” ورفع لافتات كتبها بخط يده علي ورق كرتون “خبز حرية عدالة اجتماعية”. ظهرت في الصورة جماعات أخري احترفت الحديث خلف الميكروفونات وأمام الكاميرات وفي الفضائيات. فتصدرت القوائم والترشيحات وتلهفت علي كراسي المجلس ودخول البرلمان.
إن مجلس الشعب القادم هو أخطر برلمان في تاريخ مصر الحديث. لأنه سيحدد مستقبل هذا البلد. وهو الذي سينتخب اللجنة التأسيسية التي ستضع الدستور الذي سيحكمنا لعقود قادمة. وعليه تقع مسئولية الخروج بمصر من أزمتها التشريعية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها حالياً. وعلى كل من تقدم لترشيح نفسه في هذه الانتخابات أن يدرك حجم المسئولية والأمانة التي يحملها علي عاتقه.. وأن يدرك أن مواصفات النائب في البرلمان الجديد والمهام الملقاة علي عاتقه تختلف عن مواصفات ومهام النائب في البرلمانات السابقة.. فالنائب في البرلمان الجديد لن يكن مطلوباً منه التوسط لدي الحكومة لرصف طريق ما في دائرته. أو توصيل ماسورة لمياه الشرب أو الصرف الصحي أو إنشاء وحدة صحية. أو مستشفي حكومي.. وإنما عليه أن يكون صاحب رؤية وقدرة علي قراءة المستقبل وعلي وضع حلول لمشاكلنا السياسية والاقتصادية الملحة والعاجلة.. وقبل كل ذلك أن يكون صادقاً في حبه لمصر.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, October 25th, 2011 في 01:10

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي