أحمد شوقي

احداث مصر

شخصية مصر بعد الثورة

هناك سؤال يطرح نفسه بقوة الآن وهو: هل بالفعل تغيرت شخصية مصر بعد الثورة؟ ولكي نجيب علي هذا السؤال يجب أن نعلم أنه ينقسم الي شقين شخصية خارجية مع دول الجوار وأمام العالم أجمع وشخصية داخلية وهي فلسفة القائمين علي الوضع في التعامل مع الشعب وثقافة الشعب نفسه وسلوكياته بالطبع.
ولنبدأ أولا بشخصية مصر الخارجية وهنا نكاد نجزم بأنها قد تغيرت تماما بعد الثورة سواء في قرارات مصر وتعاملها مع أشقائها من الدول العربية أو غيرها من دول الجوار وهذا التغيير بالطبع نابع أولا وأخيرا من الشعب المصري نفسه وليس من حكومته لأن الحكومة الآن قبل ان تتخذ أي قرار تفكر الف مرة في رد فعل الشعب المصري علي هذا القرار ويكفي مايبرهن علي التغيير أن الشعب المصري قد استرد كرامته المهدرة داخل الدول العربية الشقيقة بل داخل دول العالم أجمع فقد تغيرت النظرة للمواطن المصري في كل الدنيا وتلاشت نظرة الاستهتار والدونية التي وصلت الي أسوأ مراحلها قبل الثورة حتي انهم قالوا ان حياة المواطن المصري لاتساوي أكثر من ثمن غسالة أو ثلاجة وفي الحقيقة أن الذي أوصلنا لذلك هو النظام الفاسد الذي سقط بكلمة الشعب وارادته وخير دليل علي تغير شخصية مصر الخارجية بعد الثورة هو رد فعل اسرائيل تجاه الاحداث في مصر فهل كان من الممكن ان تمر أحداث اقتحام السفارة الاسرائيلية هكذا لو لم يكن هذا التغيير الكبير ثم لجوء اسرائيل للتهدئة مع مصر وتقديم اعتذار رسمي عن قتل الجنود المصريين علي الحدود رغم ان هذا الفعل ليس من أخلاقيات الدولة العبرية وماهو معروف عنها من صلف وغرور ولكن هذه الخطوة غير المسبوقة منها أحد أهم النتائج الايجابية لتغير شخصية مصر الخارجية بعد ثورة يناير.
نأتي ثانيا الي شخصية مصر الداخلية فهل تغيرت فلسفة القائمين علي الوضع في التعامل مع الشعب؟ والاجابة بالطبع لا فمازالت الحكومة تتعامل مع الشعب بمنطق عدم المكاشفة والمصارحة واقرب دليل علي ذلك هو تصريح وزير من الحكومة حكومة الثورة بضياع أموال المعاشات ثم يأتي وزير آخر من الحكومة ليقول ان هذه الأموال موجودة بالفعل ناهيك عن عدم شعور المواطن باي تقدم في معيشته ولكن في نفس الوقت نحن ندين سلوكيات الشعب وعدم فهمه للأحداث التي تمر بها البلاد حتي قيل ان الشعب غير مؤهل ثقافيا لمثل هذه الثورة العظيمة.. وهكذا تتضح لنا شخصية مصر بعد الثورة.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, October 21st, 2011 في 02:09

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي