سليمان فؤاد

احداث مصر

هذا هو جيش مصر

نصيحة أقدمها إلي المشاهدين لا تجلسوا طويلاً أمام القنوات الفضائية وبرامج “التوك شو” لأنها قد تصيبك بضغط الدم والتخلف العقلي.. هذا الاحساس قد وصلني وأنا أتابع ردود الأفعال علي اجتماع الفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس العسكري وعدد من رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة والذي انتهي بالبيان الشهير.. وفي اعتقادي الشخصي بأن ما وصلت اليه الأطراف المختلفة بالاجتماع هو الأفضل للانتقال السلمي للسلطة.
ويؤكد ان المجلس العسكري لا يناور لكسب الوقت.. لانه يمثل جيش مصر المحترم.. وهذا ليس نفاقاً للمؤسسة العسكرية لأن زمن النفاق الصحفي والسياسي انتهي بدون رجعة ولكن جهابذة البرامج المدفوعة الأجر والتي لا تريد سوي التسخين من أجل الاعلانات وتنفيذ أجندات داخلية وخارجية لم تعجبهم نتائج هذا الاجتماع.. والمشاهد الذي تابع الحوار الجريء الذي أجرته قناة الحياة مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية حيث أكدت بكلام واضح وصريح أن هناك دولاً وجمعيات تعطي أموالاً للكثير من الجهات داخل مصر رغم دفاعها المستميت عن الأموال الأمريكية.. سر التسخين المستمر للأحداث والدور الذي تقوم به بعض البرامج بالتشكيك في قرارات المجلس العسكري حتي لو كانت في صالح الوطن وترسيخ الديمقراطية وازالة كافة العوائق أمام الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. لأن الأجندات الخارجية تطلب أن تظل مصر داخل النفق المظلم وان لا تتقدم خطوة إلي الأمام ولا مانع أيضاً من الصدام مع الجيش لتكرار سيناريو ليبيا وسوريا واظهار المؤسسة العسكرية علي أنها “بعبع” الشعب.
.. يا جماعة اللعب في مصر أصبح علي المكشوف ووراءه دول معروفة للجميع فإعطاء 181 مليون جنيه لجمعية دينية ينبه ان مساندة هذه الدول للتيار الديني من أجل ان يصل إلي السلطة وتنفيذ السيناريو الدموي الذي يخشاه الجميع الان ان يحدث صدام مسلح بين هذه التيارات كما حدث في أفغانستان لأنها مختلفة في الفكر والمنهج رغم براعة وخبرة فصيل الاخوان المسلمين إلا ان هناك تيارات أكثر تشدداً مثل الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد والتكفير والهجرة وكلها تريد تطبيق الشريعة الاسلامية حسب أفكارها وأهدافها ولا مانع ان تدخل في صدام مع الاخوان اذا وصلوا لحكم مصر وهذا ما نخشاه.. وهذا الملف خفي لم يناقشه أحد لان هدف الفضائيات هو المجلس العسكري لاقصائه عن ادارة الفترة الانتقالية دون النظر لخطورة هذه الخطوة علي الأمن القومي المصري.. لأنها ستدخلنا إلي سيناريو آخر وهو الصراع علي السلطة بين جميع الأطياف والتيارات السياسية وائتلافات شباب الثورة ليجعلنا أمام مشهدين بالغئ الخطورة تنفيذ أحدهما سوف يكون خراباً علي مصر.
ولذلك بدون تشنج أو تخوين أو اتهامات عشوائية فانني مازلت أطالب بأن يكون المجلس العسكري علي رأس السلطة حتي وضع دستور شامل للبلاد يحدد فيه دور المؤسسة العسكرية واستقلالها التام حتي لا يحدث صراعا لاستقطاب التشكيلات العسكرية داخل الجيش مما يؤدي إلي تقسيمه بين مؤيد ومعارض للفصيل هذا وذاك.. وأرجو ان يرشح المجلس العسكري شخصية عسكرية من داخل المجلس يكون لديها الخبرة الكاملة لانتخابات الرئاسة وهذا حق مشروع في ظل الصناديق الانتخابية.. رغم معارضة البعض لهذا الاقتراح.. لأنني أهدف من ذلك ان تظل المؤسسة العسكرية قوية دون تفتيت حامية للديمقراطية في مصر ومدافعة عن القيم المدنية لان الصراع علي تورتة مصر سوف يكون دامياً سواء كان صراعاً داخلياً أو اقليمياً ودولياً.. انتبهوا قبل ان تموتوا وأنتم أغبياء سياسياً.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, October 8th, 2011 في 01:52

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي