علاء معتمد

احداث مصر

الأحزاب بين مصلحة مصر وكعكة الحكم

هناك صلة واضحة بين اشتعال الاعتصامات والاضرابات الفئوية وبين المطالب السياسية للأحزاب والجماعات والكتل التي تبحث عن اقتطاع أكبر قدر ممكن من كعكة الحكم سواء في انتخابات مجلسي الشعب والشوري أو انتخابات رئاسة الجمهورية.. فالملاحظ انه كلما اختلفت الأحزاب مع المجلس العسكري انفجرت ماسورة المطالب الفئوية في كل القطاعات وظهرت اعتصامات الأطباء والمدرسين والسائقين والزراعيين وعمال المصانع وتقوم الدنيا ولا تقعد فتتراجع البورصة ويخسر الاقتصاد ومش مهم يخرب البلد.. فإذا ما استجاب المجلس لمطالب الأحزاب هدأت الأمور وانفض المولد ويعود المضربون لأعمالهم.. والنتيجة خسائر بالملايين ويستمر النزيف.
هذا ما حدث خلال الاسبوعين الماضيين.. وكان واضحا ان هناك قوي خفية تحرك أصحاب المطالب الفئوية “المشروعة” للنزول إلي الشارع وتصعيد اعتصاماتهم واضرابهم للضغط علي الحكومة والمجلس العسكري في آن واحد.
الغريب في الأمر اننا لم نر أيا من الأحزاب التي تتصارع علي كعكة الحكم يقدم مبادرة لحل أي مشكلة فئوية تظهر أو يبادر بمقترح لإنهاء اضراب عمال النقل العام أو يعرض وساطته لحل مشكلة تنشأ بين الحكومة والأطباء أو المدرسين وكأن البلد بلدهم فقط عند اقتسام الكعكة ثم يغيبون وقت الأزمات ويلقون باللوم علي الحكومة.
الآن وبعد أن استجاب المجلس العسكري لجميع المطالب وقرر تعديل المادة الخامسة من قانون مجلسي الشعب والشوري ودراسة وقف حالة الطوارئ وعدم إحالة المدنيين إلي المحاكم العسكرية إلا في الجرائم التي ينص عليها قانون القضاء العسكري ودراسة اصدار تشريع لحرمان قيادات الحزب الوطني المنحل من مباشرة الحقوق السياسية وتغليظ العقوبات الخاصة بجرائم الانتخابات مطلوب من جميع الأحزاب والكتل والجماعات السياسية التعامل بجدية مع مصلحة الوطن والبحث عن وسائل تكسبهم ثقة الناخب الذي سيضع صوته في صندوق الانتخابات والاعلان عن برامج فعلية تحل أزماتنا الحالية وتنتقل بمصر إلي مستقبل أكثر اشراقا وتمنح المصريين الأمل في غد أفضل.
أما أصحاب المطالب الفئوية “المشروعة” فعليهم أن يدركوا ان الحكومة لا تملك عصا سحرية لحل كل المشاكل والاستجابة لجميع المطالب في وقت واحد وان عليهم الصبر وقليلا من الهدوء حتي نعبر جميعا هذه الفترة الانتقالية العصيبة بسلام.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, October 4th, 2011 في 01:23

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي