بقلم المحاسب / محمد غيث .‏

احداث مصر

تـرزي المشـير .. ؟

أثار ظهور السيد المشير طنطاوي في شوارع العاصمة بميدان التحرير ، وبعد أن خلع بذته ‏العسكرية وأرتدي بدلة مدنية أنيقة ( سنييه ؟) وغاية الشياكة ، أثار نوع من اللغط السياسي لدي ‏المراقبين وخاصة مثقفي المحروسة ، وبدأت الهواجس والأقاويل تتنوع بين قائل بأن الرجل ‏حسن النية ويريد الأختلاط المباشر بالمواطنين والوقوف علي طبيعة أراء الشارع المصري ‏وعلي أرض الواقع والحدث ، وهو شيء محمود بل ومطلوب من سيادته ، ولكن ذهب السواد ‏الأعظم لرأي آخر ومفاده أن هناك ( ترزية ) من عينة المتهم / فتحي سرور والشهير بفتحي ‏موافقات أو ترزي السلطة ؟ والذي كان دوره الرئيسي طوال حياته البرلمانية هو إفساد الحياة ‏السياسية والأجتماعية والأقتصادية للبلاد والعباد ، ومن خلال دوره طوال سنوات توليه رئاسة ‏البرلمان في تمرير وسلق كافة القوانين الفاسدة والتي كانت تملي عليه من أقرانه مماليك وأسياد ‏هذا الزمان الرديء وشلة الأنس القابعون معه الآن بسجن طرة ، وهم يعنون بذلك أن هناك ترزي ‏أو حتي ترزية ومن نوع آخر ربما قد أشاروا علي السيد المشير طنطاوي الأستغناء وللأبد عن ‏بدلته العسكرية ببذلة أخري مدنية ، وتمهيداً لأن يكون رئيساً قادماً لمصر ومدعوماً من القوات ‏المسلحة؟ وبالطبع وفي رأي العبد الفقير لله فهذا حقه الطبيعي كمواطن مصري وبالدرجة الأولي ‏ويكفله له القانون والدستور ، والرجل لم نسمع أو نري له أي شائنة ، فضلاً علي أنه وزير ‏الدفاع المصري المحترم ، والقائد الحالي للقوات المسلحة ، بل ويعد في حكم رئيس الدولة حالياً ‏ولخلو منصب رئيس الجمهورية ، ولكن يبقي السؤال الطبيعي : وهو أن الشعب المصري وعن ‏بكرة أبيه لايريد عسكرياً أياً كان في منصب رئيس الدولة ، بل يريد رئيساً مدنياً وبعيداً عن ‏المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة ، بل أن تأكيد السيد المشير نفسه ومعه رموز المجلس ‏العسكري لحتمية مدنية الدولة ومنذ بداية الثورة ، وهو مايعني مدنية الرئيس هو أمر يطيح بما ‏يدور من هواجس وأقاويل مفادها ومحصلتها أن المؤسسة العسكرية باتت تطمع في السلطة ‏وتخطط ولكي يكون المشير طنطاوي هو الرئيس المقبل للدولة ويستدلون بذلك علي ( تملص ) ‏المجلس العسكري ورموزه من وعدهم السابق بنقل السلطة إلي رئيس مدني منتخب وخلال ستة ‏شهور علي الأكثر ومنذ بداية الثورة ، وهو مالم يحدث من جانبهم ونحن الآن بصدد الشهر ‏التاسع من قيام ثورة يناير المباركة ، بل ويذهب البعض إلي رأي آخر ومفاده أيضاً أن زهو ‏السلطة وبريقها ربما قد بدأ يداعب شهوة العسكريين أو المجلس العسكري الأعلي ومن ثم فهم ‏يتعمدون إطالة مدة الأمساك بزمامها لأطول أمد ممكن وهو مايدفعهم إلي خلق أو أختلاق ‏المتاهات والمعوقات أمام الأحزاب السياسية أو الشخصيات العامة والمتطلعة هي أيضاً بدورها ‏للسلطة أو الكرسي الرئاسي ، ويبررون ذلك بما حدث من جذب وشد وتنافر في الأراء بصدد ‏موضوع الدستور أولاً أم الأنتخابات ؟ ثم من بعده المحاكمات العسكرية للمدنيين ؟ ثم من بعده ‏طريقة الأنتخابات ذاتها والجدال الذي لم ولن ينتهي بصددها ؟ ثم من بعده إعادة تمديد العمل ‏بقانون الطواريء ؟ ثم من بعده أنتخابات مجلس الشعب وبقاء الأعضاء المنتخبين نيام بمنازلهم ‏لأكثر من الشهرين ولحين توليهم ممارسة دورهم البرلماني ، وهكذا فهم يبررون تلك التصرفات ‏أو المعوقات أو المتاهات علي أنها من أختلاق وصناعة السادة أعضاء المجلس العسكري الأعلي ‏ورموزه ، وبهدف إطالة بقاؤهم في السلطة ولأطول أمد ممكن ؟ ولكن وفي جميع الأحوال وسواء ‏صدقت تلك الهواجس والأقاويل أو لم تصدق ، فأننا حتماً سنعود للمربع الأول وهو أن الشعب ‏وبعموم طوائفه لن يقبل بأي رئيس دولة عسكرياً لمصر ، وهذا هو جوهر ولب وعقيدة هذه ‏الثورة ، بل أن مايزيد ويؤكد هذا الرفض الشعبي هو جنوح بعض السادة العسكريين من ‏المؤسسة العسكرية وتورطهم في سقطات وانزلاقات قد أثارت حفيظة وغضب السواد الأعظم من ‏الشعب المصري بعد الثورة ، والتي بدأوها بالمحاكم العسكرية للمدنيين وهو مايخالف القانون ، ‏لأن المدني قاضيه الطبيعي هو القضاء المدني ومحاكمه الطبيعية هي المحاكم المدنية ، ولكن ‏أصرار العسكريين علي أخضاع المدنيين لمحاكمات عسكرية وسجون حربية وعقوبات مغلظة قد ‏أثارت غضب وحفيظة السواد الأعظم من المصريين ، ثم ماتلا ذلك من تورط بعض العسكريين في ‏أفعال مشينة لاتمت إلي الكرامة والشرف العسكري ولمؤسسة عسكرية وطنية وعريقة وهو ‏ماأثير بصدد كشف أو فحص أثبات العذرية علي بعض فتيات الدولة المصرية المسلمة وهو مايعد ‏جريمة هتك عرض مكتملة الأركان في حق محصنات من كريمات الوطن ، ولايرضاها الله ولا ‏الرسول ولا أياً من عباد الله من ذوي النخوة والشرف والكرامة ، بل أنني وللأسف الشديد رأيت ‏بأم العين وعلي قناة ( أون تي في ) وفي برنامج آخر كلام للمذيع الأستاذ يسري ، بالأمس ‏‏29/9/2011 مساءً فيلماً أذاعه سيادته في هذا البرنامج ، وهو يوضح قيام بعض العسكريين ‏والذين يرتدون الزي العسكري للمؤسسة العسكرية المصرية العريقة والمحترمة ، وهم يعذبون ‏أثنان من المواطنين الجانحين ( وهات ياضرب علي قفاهم ؟ ) وبطريقة لاتقل وحشية وسادية ‏عما نراه يحدث من بلطجية بشار الأسد تجاه شعبه الأعزل ؟ وهو مايدفع أي مشاهد للسؤال : هل ‏هكذا يعامل المواطن المصري ولو كان جانحاً من قبل قواته المسلحة الوطنية وبعد الثورة وهم ‏الأمناء عليها ؟ وأي أمتهان هذا ونحن نري أفعال وسفاهات الماضي الكئيب تعاد وتتكرر وبيد ‏أخوتنا وأبناؤنا في القوات المسلحة ؟ بل أن السؤال الطبيعي الذي يفرض نفسه : هو من ‏المسئول عن هذه الأحداث أو الحوادث المؤسفة ؟ وبالطبع فأن الأجابة الوحيدة هو أن المسئول ‏هو رب البيت الحالي والذي قبل الأمانة والرئاسة ولو بصفة مؤقتة وأعني به سيادة الوالد ‏المشير طنطاوي ، وباعتباره رئيس المجلس العسكري الأعلي ووزير الدفاع المصري بل ‏والرئيس الفعلي الحالي للجمهورية ، وبالطبع كل هذه التصرفات الهدامة باتت تؤكد وبعين اليقين ‏أن مدنية الدولة ومدنية الرئيس هما أهم أركان ومطالب الثورة ، بل وعموم الشعب المصري ‏بعوامه ومثقفيه ، وأن ماحدث من سقطات وجنوح البعض أنما هو وبالأخير يسيء لنا جميعاً ‏كشعب وجيش ، وخاصة وأن نداء الشعب وثواره وتضحيات وروح ودم أكرم وأشرف زهور ‏شبابه كان ومن اللحظة الأولي ( الشعب والجيش يد واحدة ) ، وبالطبع هذا ليس نداء فارغ ‏المحتوي بل أنه شعور محفور بأزاميل من الياقوت في ضمير ووجدان جميع أبناء شعب مصر ‏والذين يدينون بكل الحب والوفاء تجاه جيش عريق ومحترف ومحترم قدم ألوف الشهداء ‏والمعوقين والجرحي علي مذابح الكرامة والشرف والحرية ، جيش أستطاع أن يعبر بنا جميعاً ‏من نكسة وعار إلي آفاق الحرية والكرامة والشرف ، وفي ملاحم سطرت بدماء وأرواح الأبطال ‏من أبناؤنا وأخواتنا وأبناء عمومتنا وأهالينا وأصدقاؤنا من تلك المؤسسة العسكرية المصرية ‏العريقة والشريفة برجالاتها والرائدة في مكانتها العالمية ، والتي يحاول البعض من الجانحين ‏فيها الآن تشويه وجهها الحضاري والأنساني بأفعال أقل ما توصف به أنها ملفوظة وجانحة ‏وخاطئة وقبيحة وشائنة ، ويجب علي سيادة الوالد المشير طنطاوي وعلي الفور أخضاع جميع ‏من قاموا أو تورطوا في تلك التصرفات المهينة للمحاكمات العسكرية الفورية وبأحكام مغلظة ‏وباعتبارهم عسكريين يرتدون الزي العسكري الشريف ، فهم وبأفعالهم المشينة هذه ليسوا أقل ‏جرماً من بعض المدنيين الجانحين والذين خضعوا بالفعل للمحاكمات العسكرية وأغلظت لهم ‏العقوبات ، بل أن هذا هو أضعف الأيمان ، ولكن مدنية الدولة والرئيس يبقيان هما لب وجوهر ‏تلك الثورة ومطالبها ، ومهما تعددت الهواجس أو أختلفت وأجتهدت الأقاويل .‏

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, October 1st, 2011 في 00:32

كلمات جريدة احداث: , ,

3 رد to “تـرزي المشـير .. ؟”

  1. أبو كريم
    27/10/2011 at 19:40

    الأخ اللي كاتب تحت أبو حفيظة واضح أنه جاهل ومع ذلك بيستخف دمه ـ وعاوز أقول له واضح أنك أنت أللي في غيبوبة أو واخدلك باكتة بانجو لأنك لم تصلك فكرة الكاتب الأستاذ محمد غيث – لما تفوق يابو حصيرة تبقي تحاول تفهم يامتنيل علي عينك !!!!!!!!!!!

  2. نصيحه لله
    01/10/2011 at 11:01

    البلد دى عمرها ما هتتعدل تانى ولايقوملاها قوما !!!!!!!!!

  3. ابو حفيظه
    01/10/2011 at 03:32

    تصدق بالله يا محمد افندى امه داعيه عليه اللى حظه اسود وهيكون ريس لمصر وبالذات المده الاولانيه دى عارف ليه لانه هيكون ريس لناس محدثين نعمه مش الحريه نعمه برضه – والعينه اللى احنا فيه دلوقت – وعارف انا لو من المشير كنت عملت ايه – هتضحك – كنت هجيب الناس اللى مش مصدقين اللى هما فيه واقولهم ياحبايبى ياغالين عايزكم تقعدوا مع بعضيكوا وتتفقوا على الطريقه اللى تريحكم للانتخابات عايزينها قايمه عايزينها نايمه المهم كلكوا تكونوا موافقين عليها وبالمره تشوفوا الوقت المناسب عشان انتخابات الرياسه وتحطوا جدول زمنى لكل حاجه من الوقت لغايه ما اسلمكم الامانه – بس على شرط ان اللى هتتفقوا عليه مش عايز حد يجى ويعترض عليه – عارف يا محمد افندى لو عمل كده هيضحك وبعد الشر عنه يمكن يفطس من الضحك – والغلابه اللى زينا هيضحكوا كمان – وهنبقى فرجه العالم – لكن المشير بتاعنا طيب وعلى نباته – لو يسمع كلامى هيدعيلى – بس المشكله ان فيه ناس غلابه كتير هتدعى عليا – سلاموا عليكوا وربنا يديكوا على قد اللى تستاهلوه . كنت هنسى – على فكره الوالد المشير حول الظباط اللى منهم لله اللى ضربوا البلطجيه الغلابه للمحكمه العسكريه من يومين لكن باين عليك يامحمد افندى راحت عليك نومه ومصحيتش الا دلوقتى – صباحك فل ويجعله عامر .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي