محمد عبدالمجيد

احداث مصر

الفوضجية

انظر ملياً في المرآة لبضعة دقائق وتمعن في الشاخص أمامك.. حاول التركيز أكثر في قسمات هذا الوجه.. استبعد بجدية مسألة الوسامة والجاذبية وبريق الأعين ولا تهتم نسبياً.. بضخامة أنفك أو اذنيك!
قد تعتقد مفاجأة التمعن لسان البعض لتقفز عبارة صامتة مصحوبة بحاجب مرفوع.. مين ده “!!”.. وقد يكتشف البعض الآخر ممن يزعم معرفة كل الناس أنه من الأصل وفي دقائق الاستغراق لا يعرف وحتي الآن.. نفسه!
الاكتشاف المفاجيء قد يبدو كالصاعقة ازاء “أقنعة” ترتديها طواعية وقد يدفعك إلي اسقاط “منطقة” التركيز قبالة المرآة للهروب من محاسبة الذات وتصويب المسارات أو قد تضطر مرغماً لاستعدال هندامك بالوقوف أمامها بحكم العادة.. بقفاك!
هذه الرؤية ربما تؤدي إلي استنطاق الشخصية في مجتمع يصرخ من فرط الفوضي.. مجتمع جامح بلا ملامح إلا التسارع العلني أو الخفي لانتزاع مواقع ونفوذ لمناصب لا تتناسب مع قدرتنا وعجزنا وأموال لا نتوقف عن اكتنازها بتخمة وجشع.. وتلذذ بالمحاولات الفاشلة للإساءة للأسماء والرموز.
ما الذي نريده في مواقعنا ونحن نملك الشرعية والقرار وموقف والقدرة لكي تنفر عروقنا ونضغط بنواجذنا وقد شارفت السفن وقوارب النجاة معاً علي الغرق ولا يشغل بالنا إلا تنازع المسميات.. وتوزيع الغنائم والاسلاب!!
هل اقنعة التحايل سوف تغطي علي اثار منهوبة واراض منزوعة وهيئات ومؤسسات اصبحت خاوية علي عروشها.. هل الحقائق والارقام لا تفزعنا ولا تحذرنا بل نهرع إلي المكوث في اقبية الانانية رغم عدم مسئوليتنا وعن قناعة بأن تصدر “الفوضجية” العاجزين للصفوف بكل هذه الفجاجة والضحالة الخادشة للعيون سوف يحمي ويجدي.. اضعف الايمان ان نستقيل بشرف.. ونحطم المرايا ايضاً!!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, August 26th, 2011 في 00:58

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي