انسان

احداث مصر

ميلاد سعيد لعرب فلسطين .. وكل يوليو وجمال ملايين

ميلاد سعيد لعرب فلسطين .. وكل يوليو وجمال ملايين

لو أن الشعب العربي فرداً فرداً قد أضحى كاتباً أو صار أديب لكان قد نسج ألف مقالةٍ ومقالة ، ولأرسل كل واحدٍ منهم أجمل وأرق رسالة ، وبعثوها مع نسائم الربيع العربي حماماً يرفرف في الأفق البعيد ، يدرك الطريق لا محالة ، يصطف آلافاً وآلاف عند نافذة الحبيب .. حبيب الملايين ، تغطي سطح بيته والشوارع بلونها الأبيض الجميل ..أبيض ناصع كلون قلبك وسنائك مصطفاً صفوفاً كثيرة بعدد الجماهير الغفيرة لتراها من النافذة وهي تتخذ مسرحاً من فنائك، وكأنها قد نزلت من السماء الملائكة .. فتعزف بأجمل الألحان أرق وأوفى ما سمع بشر أو إنسان ، دونما عازف ناي أو كمانٍ أو قيثارة ، ويرددون وينشدون عيدُ ميلادٍ سعيد ياعزمي بشارة … وأنه ياأيها الصديق… إنْ تجمعت الأحزان واضطربت الأمواج ، وامتلأت الصدور بالشكوك والريب ، وازداد القلب أسىً ومرارة ، وظن الظانون أنْ لا نجاة .. فإن مثلك يعلم أن المريض متى قاوم مرضه ألمت به الحمى وربما أوشك على الهلاك، وما تلك الحمى بعلم الطبيب إلا بشارة .. وبقية الرسالة تطير بها الحمام في يومٍ جديد إلى مقبرة الحبيب .. حبيب الملايين، فتصطف على آلاف القبور تحمل بمنقارها الغصون ،وتردد النشيد بحنانٍ يتوشح الشجون : فليهدأ اليوم ذلك الأنين المتنامي في مقابر الميتين ..وياكل الشهداء السابقين .. وياجمال ياحبيب الملايين هاهي قد وصلت بعد كل الانتظار رسالة الثوار المصريين ….( إزيك ياجمال شفتنا كنا إيه عاملين .. شفت ثورة شعب دلتا النيل ، أدحنا طلعنا عليهم يوم خلصنا حقوق ملايين … صحيح فاضل قدمنا كتير ، بس إحنا رجالك وأنت عارف مين همَ المصريين ) … ولو أن أحداً أنصت قليلاً فإنني لأجزم أنَ همساً سيلامس القلوب من ناصر ومن كل المخلصين يردد بقية النشيد أنْ اسرعوا ونظموا ووحدوا الصفوف بجانب الصفوف ، واحذروا أعداءكم في الخارج واحذروا من يقبع بينكم في الظلام وفرَ إلى الكهوف ، ولتمسك الكفوف السمراء بالكفوف سواء أكنتم مسلمين أو مسيح أو شيعةً أو دروز ، ولتضرب الأقدام في الأرض فتُسمع الدنيا أصوات وقع الملايين تتقدم إلى الأمام.. بانتظام بلحنٍ مصريٍ أصيل ..ولتصنعوا بسرعة القائد والبديل الذي يملأ المكان والزمان والقلوب والآمال والعيون ويمنع الشمس بعد الإشراق ياإخوتي من الكسوف… فإن طالت المقاومة واستعرت الحمى زمناً طويل حينها تمسي المادة الفاعلة في الدواء غير كافية فتستحيل القوة إلى ضعف والنصر إلى هزيمة ، ويدمر المرض الجسد العليل فيظن الناس والغافلين أن الهلاك كان في الدواء، وينسون أن الجسد هو جسد عليل ، ما يفتأ يترنح ويميل .. وكان لوحده في يومٍ ما سيؤول للسقوط …ياأيها الناس تعلمون والله علم اليقين بأنْ ليس من عيبٍ في الدواء، إنما فيمن أخر أو عجل أو نسي كيف ومتى يتناول الدواء .. فأسألك ربي لأمتي الشفاء

وياقومي لم العجلة ؟! لماذا اندفعت أكثر من دولة للخروج بنفس الوقت , ألم يكن من الأفضل توجيه الجهود على بلد ثم يليه بلد ، ألم يكن ذلك البلد الثائر بحاجة لدعم الأمة والشعوب وتركيز الإعلام والأنظار على قضيته بعناية ٍ أكبر ودعمٍ أكبر ، فعندما تندلع المقاومة بهذا الشكل في أكثر من دولة دون ترشيد ودون تكاتف الجميع لدعم الواحد ، ودون أخذ الحكمة من أثر المقاومة في كل بلد لتحديد الطريقة المثلى والدواء الأنسب الذي يمكن أن يفت عضد النظام .. نظام جائر وفق ما فيه من معايير تختلف خطورته وطبيعته من وطن إلى آخر .. فهل دائماً نستبق في استئصال السرطان ؟! ألا نخضعه أحياناً لعلاج ما قبل الاستئصال ، لست أدري لكن ألا يشتت ما حدث الدعم والجهود ويفضي إلى ما يشبه الفوضى ويضعف الجسد العربي المريض أكثر .. فتنهكه كثرة الاجهاد في تعدد المقاومة لأمراضٍ جبارة متفاوتة ، ويتهالك في السقوط ، فيمنح ذلك فرصة للعدو ليتدخل ويتفنن في استخدام الثورات وقود للفتن والفوضى ،ويروض ويلجم ويقود ، فلا ترى الشعوب من بين كل تلك المقاومات والشعور بالألم ووجوب الصمود من ذا الذي يقود وإلى أين يقود..
سامحوني أيها الأصدقاء لقلة الوفاء وأنكم والله لو علمتم ما في روحي من القيد الثقيل ومن العناء.. ولو رأيتموني وأنا أمرن الشفاة على الابتسام والكلام ..والحياة ، في حين أن قلبي يجهش بالبكاء لالتمستم لي أعذاراً سعة الأرض والسماء….
لو أن أحداً أحب جملة في موضوعي هذا فإني أسأله لـي الدعـــــــــــــــاء

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, July 21st, 2011 في 19:47

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي