على جمجوم

احداث مصر

حتى لاننسى ما قبل الثورة

ان حركة كفاية التى أسسها المناضل عبد الحليم قنديل كانت الشرارة الأولى العملية لبداية الرفض المصرى فى مظاهرات 12/12/2004 التى كانت الاعلان الجهير عن مولد كفاية(أقرأ مقالة “كفاية وأخواتها ” فى كتاب” الأيام الأخيرة” لعبد الحليم قنديل_الكتاب من نشر دار الثقافة الجديدة: الطبعة الأولى 2008 ) وفى هذا الكتاب كتب عبد الحليم قنديل مقالة تحت عتوان “خطة لخلع الديكتاتور”،كتب يقول : قد تكون المشكلة_فى جملة_هى أننا نعرف ما لانريده بالضبط وباليقين وبالتفصيل،بينما لانعرف مانريده الا على وجه الاجمال والعموم.أما أننا نعرف ما لانريده،فهذا مما لانشك فيه،وما لايشك فيه أحد غيرنا.نعرف أننا لانريد هذا النظام بالجملة،فلسنا بصدد نظام ديكتاتورى استبد وعصف،نحن بصدد نظام للانحطاط العام،أو بالدقة : بصدد ركام يسد علينا طريق الشمس،ويسد على البلد أى طريق معقول للتطور.فمصر_ الآن_انتهت لبلد محجوز فى جراج الرئاسة،كل ما كسبته من قوة دفع_عبر قرنين مضيا_تبدد وكأنه لم يكن من أصله،بلد معدوم القيمة_تقريبا_فى توازنات الدنيا الفوارة بالحركة من حولنا،بلد أشبه بثقب أسود فى تفاعلات التاريخ الذى تكتبه أمم وشعوب نهضت من رماد،بلد فقد استقلاله الوطنى الذى تحقق بثورات وانتفاضات عرابى ومصطفى كامل وسعد زغلول وجمال عبد الناصر،بلد تحول الى مستعمرة أمريكية باحتلال القرار السياسى والاقتصادى والثقافى،بلد منزوع الدور القيادى فى محيطه العربى والاسلامى،بلد منزوع السلاح على جبهة سيناء ومنزوع السيادة على جبهة القاهرة،بلد خاضع بالكلية لاملاءات الاستعمار الأمريكى-الاسرائيلى،بلد فى خراب اقتصادى مستعجل،بلد كان ينافس “كوريا الجنوبية” فى معدلات التنمية والاختراق التكنولوجى قبل ثلاثة عقود ونصف وأصبح الآن فىمكانة “بوركينا فاسو” على مؤشر الفساد الدولى،بلد يجرى تحطيم وخلع ركائزه الانتاجية وقلاعه الكبرى التى بناها بالعرق والدم،بلد يجرى تجريف أصوله وشفط ثرواته بعصابات النهب العام،بلد تدهس آدمية مواطنيه بعصا الكبت العام،بلد غاطس_بأغلبيته العظمى_تحت خط الفقر والبطالة والعنوسة،بلد ممزق الروح تجتاحه مشاعر السخط الاجتماعى والاحساس بالذل القومى،بلد محكوم ببيروقراطية اللصوص حيث لاشرعية ولا قانون ولا حتى مقومات الدولة الحديثة التى عرفتها منذ محمد على،وحيث تحولت مؤسسات الدولة الى مجرد أقنعة شفافة تفضح الخواء من ورائها.فقد أنتهينا الى حكم مملوكى برأسمالية المحاسيب،وعاد منطق “الاتاوة” يفرض نفسه واصلا بخطوطه الظاهرة والخفية الى “بيت السلطان”،وانتهى حكم الحزب الواحد الى حكم عائلة واحدة،انتهينا الى ملكية بلا دستور،أو باعدام الدستور ودوس القانون بالنعال.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, April 2nd, 2011 في 04:23

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي