على جمجوم

احداث مصر

الدستور الجديد يجب أن يضمن حرية الاعتقاد

قضية تأسلم النصارى وتنصير المسلمين قنبلة موقوتة فى مصر ومرتع خصب للأصابع المخربة فى مصر سواء كانت هذه الأصابع من الداخل أو من الخارج.فقد طالعت اليوم فى جريدة صوت الأمة الصادرة بتاريخ 26/3/2011 عناوين لأخبار ملتهبة بخصوص هذا الموضوع الشائك_ففى صفحة 13 : 1- تفاصيل “CD “يكشف صفقة أمن الدولة مع الكنيسة لتسليم كاميليا! فى بلاغ للنائب العام_2-هارب من حجز شنودة يفجر مفاجأة: الكنيسة تحتجز مئات المسلمين..وكاميليا فى دير القديسة دميانة!_3- المتنصر أحمد أباظة: مبارك اضطهد الأقباط ونجله “متعصب”..ونظامهما ضد العلمانيين المسيحيين_ فى 1- تجد مكتوب بالبنط العريض : أغابيوس يقول فى الفيديو: نشكر يسوع المسيح الذى تمجد اسمه والدليل أنه أعاد الينا ابنتنا كاميليا_أبو يحيى قدم “السى دى” للنيابة لاثبات تورط أمن الدولة فى تسليم زوجة كاهن دير مواس_ فى 3- لن أعود الى مصر حتى يتنصر آخر مسلم على نهر النيل.ما هذا التخلف والطغيان؟! أى والله طغيان،هو الدين والعبادة بالعافية!! بالقطع منتهى الطغيان_وبمناسبة الطغيان أحيلك أيها القارىء الكريم الى جزء من مقالة للدكتور زكى نجيب محمود من كتابه “الكوميديا الأرضية”_عنوان المقالة: “نفوس فقيرة” وهاك نص المقالة: فقيرة هى تلك النفوس التى يعيش أصحابها فيما نعيش فيه ولا تتأثر كأنما تنظر العين ولا ترى،وتسمع الأذن ولا تعى،وكأنما قد القلب من صوان،فتجرى فى شعابه مجارى الدماء،لا تترك وراءها ثمرا ولا أثرا،كالماء يهبط على رمال اليباب البلقع فيغيض فيه بغير زرع،أو يسيل على الصخر الأصلع فينحسر عنه ولا حياة! ان القلب الفقير عضلة تصلح لمبضع التشريح ولا تصلح لريشة الشاعر؛وصاحب النفس الفقيرة كالمذياع التالف،فيه المفاتيح والصمامات والأسلاك،لكن الهواء من حوله يعج بموجات الصوت وهو أبكم،لا يلتقط ولا يذيع.فقيرة هى النفس التى تنظر الى باطنها فتجد خواء،فتمتد الى خارجها لتقتنى مايسد لها ذلك الخواء؛وماذا تقتنى؟ تتصيد أناسا آخرين ذوى نفوس أخرى لتخضعهم لسلطانها! انها علامة لا تخطىء فى تمييز أصحاب النفوس الفقيرة من سواهم،فحيثما وجدت طاغية_صغيرا كان أو كبيرا_فأعلم أن مصدر طغيانه هو فقر نفسه؛ان المكتفى بنفسه لايطغى؛ان من يشعر فى نفسه بثقة واطمئنان ليس فى حاجة الى دعامة من سواه؛واذا فماذا أقول؟ أأقول أن الطغيان قد امتد بجذوره فى ربوع الشرق لجدب نفوس أهله؟.أى والله،لقد ضرب الطغيان بجذوره فى ربوع الشرق منذ آماد بعيدة سحيقة،حتى أصبحت لفظتا الشرق والطغيان مترادفتين أو كالمترادفتين؛لا انى أرى الكلمة على شفتيك فلا تقلها! لاتقل دهشا: أى طغيان؟ لا تقل ان لنا دستورا يجعل الناس سواسية ويحرم الطغيان،فالطغيان فى دمائنا: الحاكم الشرقى طاغية،والرئيس الشرقى طاغية،والوالد الشرقى طاغية،والزوج الشرقى طاغية،والموسر الشرقى طاغية_طغاة هؤلاء جميعا،لأن فى نفوسهم هزالا يعوضونه بمظاهر الاستبداد بسواهم_أكتفى بهذا القدر من الأقتباس من مقالة الكتور زكى نجيب محمود الطويلة الهامة التى توضح بعبقرية نادرة سيكولوجية الطاغية.نحن فى حاجة لاصلاح جذرى فى المجتمع وهذا لن يتم الا بعمل ثورة فى نظم التعليم فى مصر،وهذا يحتاج الى قرار سياسى من أعلى مستوى لذلك أنا كتبت مقالة فى هذا الموقع بعنوان: “لمصلحة من؟ زويل لن يرشح لرئاسة الجمهورية فى مصر” ؟ وأنتقدت المادة التى تمنع أن يكون رئيس الجمهورية متزوج من أجنبية فى التعديلات الدستورية اللعينة التى جرت فى مصر_طيب الدكتور طه حسين–عميد الأدب العربى فى مصر ورئيس جامعة سابق كان متزوجا من أجنبية،كذلك الدكتور حسين فوزى كان متزوجا من أجنبية_الذى حدث هذا فى التعديلات الدستورية يدل على أن القائمين عليها لايفهمون المشاكل الجوهرية والعميقة فى المجتمع المصرى ومخاطر نظام التعليم(أو نظام التلقين) المتخلف فى مصر والذى يمثل اصلاحه رهان كافة القوى الوطنية الشريفة للنهضة بهذا الوطن العاثر.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, March 27th, 2011 في 13:00

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي