أحمد الشرقاوي

احداث مصر

حتى لا تصبح الثورة صنماً يعبد من دون الله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد:

لا شك أن هذه الثورة قدمت لمصر وللمصريين ما لم نكن نحلم به ، وقد حررتنا جميعاً من الطغيان والفساد ، ولقد كنا ننادي دائماً أقمعوا هذا الفساد تصدوا للفاسدين ولكن لا حياة لمن تنادي ، فاليوم بعد أن صرنا أحراراً وأصبح كل منا يقول ما يريده في الوقت الذي يريده بدون استتار وبدون أن يخشى العواقب ، ولقد رأينا مواقف مشرفة من المصريين الشرفاء الذين قالوا للظلم لا، والذين وقفوا في وجه الظالمين بأجسادهم العارية ، والذين تحملوا الصعاب من أجل عيشة هنية كريمة أو موتة شريفة عظيمة ، ونسأل الله عز وجل أن يتقبلهم وأن يحسن نيات الجميع ، آمين.

لكن في ظل هذا الزخم وهذه الأحداث الكثيرة المتتابعة التي تتطلب ردود فعل على مستوى الحدث ، وتتحلى بالشجاعة والعقلانية والقوة على المواجهة مع التقعيد والتأصيل ، ما هو مرجعنا ؟

مرجعنا أيها السادة الكرماء هو كتاب الله عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فنحن قوم مسلمون بفضل الله عز وجل ، وليس معنى هذه الكلمة ما يفهمه البعض ويرتكز عليه من أننا مثلاً لا سمح الله نضطهد فئة ضد فئة ، كلا؛ إنما الأمان كل الأمان في ظل الإسلام ، والكرامة هي العيش في وطن يحكم بشريعة الله جل وعلا ، هذه الشريعة التي غلبت سماحتها كل سماحة وحفظت الحقوق والحريات بما يتماشى مع النظام البشري الذي يقوم على الاحترام المتبادل ، حقيقة وليس كلاماً فقط ، وأنتم تحكمون بأنفسكم يوم أن دخل الإسلام إلى جميع البلدان المسلمة لم يحدث أن نكل بأحد تحت شعار الإسلام ولم يحدث أن هدمت كنيسة ولا صومعة ولا قتل راهبا ولا قتلت امرأة ولا طفلاً تحت عماد الإسلام وباسم الإسلام ، وقارن بنفسك مثلاً بين المعارك والفتوحات الإسلامية وبين مثلاً حرب العراق الأخيرة ، التي قضت على الأخضر واليابس ونكلت بالجميع شيوخاً وأطفالاً بل واغتصاباً للنساء أيضاً ، بل وللرجال أيضاً وما واقعة أبو غريب عنا ببعيد .

نعم هذه الثورة عظيمة ، ولكن حتى تنقلب الأفهام وتتخذ تأثيراً سلبياً ، وقد يحاول أبناء هذه الثورة أنفسهم عمل ثورة مضادة لثورتهم العظيمة ، كالدب الذي قتل صاحبه ، علينا بالهدوء والتفكير الجيد والرجوع إلى المراجع العلمية والالتفاف حول العلماء الأفاضل والانصياع لأوامر الله عز وجل ، حتى ترسوا السفينة بسلام وتصل إلى بر الأمان .

ففي الحديث: عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)) رواه البخاري

ولكي يحصل لنا التمكين في الأرض والسعة في الرزق والفلاح والنجاح يجب أن نتبع أوامر ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى في صفات الممكن لهم في الأرض وماذا بعد التمكين لهم؟ ماذا يصنعون في الأرض؟ كيف هي معيشتهم في الأرض؟ قال الله: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج: 40-41] .

فاتقوا الله عباد الله ، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله عز وجل .

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى وجميع المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, March 21st, 2011 في 11:00

كلمات جريدة احداث: , ,

4 رد to “حتى لا تصبح الثورة صنماً يعبد من دون الله”

  1. وائل المأمون
    24/03/2011 at 20:54

    الامن والامان لو احنا مسلمون بدون نفاق، الاسلام سماحة ولكن نحن لا، نحن نعامل اي انسان غير مسلم بانه اقل منا، وهذا مرفوض، ودائما نردد آيات من القران ولكننا نفعل العكس.

  2. ابن الاسكندرية
    21/03/2011 at 22:33

    جزاك الله خيرا اخي في الله احمد الشرقاوي . اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا رخاء وسائر بلاد المسلمين امين يا رب العالمين

  3. عبد الحليم وهبه
    21/03/2011 at 20:17

    بارك اللهفيك وياريت الناس تتفهم

  4. عبد الحليم وهبه
    21/03/2011 at 20:16

    باركاله فيك

اترك تعليقاًً على هذا الرأي