John

احداث مصر

أخلاق العبيد

الطاغية فى صميم طبيعته عبد يذل للقوة حيث يراها ؛ كما أنه يبطش بالضعف أينما رأه ؛ الضعف عند الانسان القوى القادريستثير العطف والاشفاق؛أما الضعف عند الذى صاغه الله طاغية بطبعه فيغرى بالاعتداء؛وكلما اذدادت الفريسة ضعفا اذداد الطاغية بطشا وعسفا وطغياتا. العبودبة والطغيان وجهان لشىء واحد. فنحن عبيد فى بطانتنا الثقافية؛نكره المتشكك ونمقته؛ونحب المؤمن المصدق ونقدره؛يسودنا ميل شديد الى الأيمان بصدق ماقاله الأولون؛كأنما هؤلاء الأولون ملائكة مقربون؛وكأننا أنجاس مناكيد؛ولو حللت هذا الموقف تحليلا صحيحا:ألفيته موقف العبد نحو سيده؛فأنت تقرأ الكتاب-والكتاب القديم بوجه خاص-فلا ينشط فيك عقل الناقد الذى ينظر الى الكاتب نظرة الند للند يناقشه الحساب فيما يقول-بل تقف مما تقرؤه موقف المستمع الذى حرم الله عليه أن يتشكك فى صدق مايقال. يستحيل أن تكون انسانا حرا بغير شىء من الفكر المستقل الناقد الحر. فلئن زعمت لك أننا لانكاد نخلق شيئا جديدا فى العلم أو الفلسفة أو الفن؛ثم زعمت لك أن علة ذلك العجز هو مانحمله فى صدورنا من أنفس العبيد؛لأن الخلق لايكون بغير عزة وطموح؛فانما أردت شيئا كهذا الذى سقته اليك مثلا يوضح ماأريد.نحن لانخلق جديدا ولانريد أن نخلق جديدا؛بل يسىء الينا أن نسمع عن انسان أو عن أمة أنها تحاول أن تخلق جديدا؛لكن الحياة معناها القدرة على خلق الجديد؛والانسان حى بمقدار ماهو مبدع خلاق؛والأمة تسرى فيها الحياة بمقدار ماهى قادرة على الخلق والابداع؛ألايأخذك ياصاحبى الهم والغم والحزن أن تتلفت فلاترى الا جدبا ونضوبا وعقما وجمودا؟ اننا لانكاد نخلق شيئا واحدا فى العلم أو الفلسفة أو الفن نتقدم به بين يدى الله يوم الحساب؛فنقيم الدليل على أن الحياة التى هيئت لنا لم تذهب أباديد.لانكاد نخلق شيئا واحدا جديدا فى العلم؛وأعيذك ياصاحبى أن تخدع فتمزج بين العلماء وطلبة العلم؛فالفرق بعيد بعد ما بين الأرض والسماء؛بين عالم ينتج الرأى الجديد وبين رجل يحفظ ويفهم ماأنتجه العالم من رأى جديد؛علماؤنا تلاميذ كبار؛والفرق بينهم وبين التلاميذ الصغار هو أن هؤلاء الصغار لايزالون يحفظون مادرسوه.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, March 23rd, 2011 في 10:42

كلمات جريدة احداث:

اترك تعليقاًً على هذا الرأي