صفوت عمران

انتخابات مجلس النوب

برلمان التوافق والصراع

بعد مرور عام تقريبا علي ثورة يناير وانتهاء الانتخابات المصرية لمجلس الشعب أصبح البرلمان الخطوة الأولي في مشروع تأسيس الجمهورية الثانية في مصر وخلال الأيام الماضية بدأت الأحزاب ذات التمثيل البرلماني عقد العديد من اللقاءات السرية والعلنية للتنسيق فيما بينها من أجل تكوين كتل برلمانية مشتركة لتحقيق أهدافهم ومشروعاتهم السياسية في برلمان الاختلافات والصراعات الايدلوجية والتوافقات والتفاهمات السياسية.
وفجر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين مفاجأة من العيار الثقيل حيث أعلن الحزب تراجعه عن فكرة تشكيل حكومة أغلبية برلمانية مستفيدا من فوزه بنحو 45% من مقاعد البرلمان عبر التحالف الديمقراطي من أجل مصر الذي يضم 12 حزبا سياسيا وتحالفه البرلماني مع حزب الوفد وأكد ان المرحلة القادمة ستكون توافقية وانه يفضل أن يتولي المجلس العسكري تشكيل الحكومة وبقاءه في السلطة لحين تسليمه الحكم لإدارة مدنية منتخبة في 30 يونيو القادم وانه لن يحدث تصادم بين الحكومة والبرلمان وانما تكامل عقب لقاء كل من الدكتور محمد مرسي والدكتور سعد الكتاتني مع الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء والحقيقة تؤكد ان أي حكومة لا تحظي بتأييد ورضا الأغلبية البرلمانية فسيكون عمرها قصيرآ وهو ما قد يفسر رهان البعض علي ان عمر البرلمان القادم مرهون بوضع الدستور المصري الجديد ولقد بعث الاخوان برسالة مطمئنة للقادة المختلفين معهم سياسيا بأنهم يريدون دستورا توافقيا وان الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ستمثل كافة أطياف وفئات المجتمع أكد الكتاتني: لا نسعي للصدام مع أحد ولكن علي من يطلب المشاركة والعمل في السياسة أن يراعي مصالح الشعب والتحالفات البرلمانية ليس فيها قريب منا أو بعيد عنا ولكن نتحاور مع كل التيارات والاتجاهات وهو ما رحبت به الأحزاب الأخري لكن علي طريقة “افلح ان صدق” لتبقي السمة الغالبة في البرلمان القادم ان تحالفاته متحركة ومتغيرة في ظل صعوبة تشكيل الأحزاب للحكومة في ظل نظام رئاسي وتمسك المجلس العسكري بسلطات رئيس الجمهورية لآخر لحظة يوم 30 يونيو ورغم ان أغلبية البرلمان القادم بلا منازع للأحزاب الاسلامية لكن يبقي نجاح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين محفوفا بالمخاطر والتقلبات خاصة انه لم يحصل علي الأغلبية المريحة التي تمكنه من تمرير مشروعاته السياسية اضافة لخشيته من حصول أي حزب أو مجموعة أحزاب ما يسمي بالثلث المعطل وهو ما قد يجعل البرلمان القادم يبدو للجميع وكأنه “لعبة دومينو مغلقة” ويجعل الأكثرية التي حصل عليها الاخوان وهمية وبلا فائدة حقيقية وهو ما يفسر تراجع الاخوان عن البحث عن حلفاء لتشكيل الحكومة أو تمرير مشروعات سياسية أحادية وإعلانها خطابا سياسيا توافقيا كنوع من التحول التكتيكي.
واتفاق الاخوان مع السلفيين علي التحالف منفردين صعب بداية لخوف الاخوان من تشكيل ائتلاف اسلامي خالص يستعدي القوي الداخلية ويخوف الغرب اضافة لتشدد السلفيين في تطبيق عاجل وحاسم للشريعة بينما يقوم المبدأ الاخواني علي التطبيق التدريجي حتي لا يخاف الشعب من المشروع الاسلامي واتهامه بأنه يقيد الحريات العامة واختلاف مواقف الجانبين من حرية الابداع والفن ولو بشكل غير كبير وهو ما يفسر اتفاق حزب الحرية والعدالة وحزب النور السري علي التعاون علي تطبيق المشروع الاسلامي كهدف عام والوقوف صفا واحدا في مواجهة التيار الليبرالي وأي فصيل سياسي آخر مع وعد بمنح حزب النور عدد من رئاسة اللجان داخل البرلمان اضافة إلي أحد وكيلي البرلمان.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, January 17th, 2012 في 05:23

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي