صفوت عمران

انتخابات مجلس النوب

الانتخابات المصرية 2012 بطعم الاسلام

المتابع للمشهد السياسي في مصر خلال الأيام الماضية يتأكد بما لا يدع مجالاً للشك بدء مرحلة التحول الديمقراطي وارساء قواعد الجمهورية الثانية بعد أكثر من 10 أشهر من الدوران في طواحين الهواء فقد نجح الضغط الشعبي في جعل المجلس العسكري يلتزم بوعده حتي الآن بتسليم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة بل والتعجيل بموعد انتخابات الرئاسة شهراً لتنتهي المرحلة الانتقالية في 30 مايو القادم بدلاً من 30 يونيو فيما نسير بشكل قوي نحو أول مؤسسة دستورية بعد ثورة يناير عبر اختيار مجلس شعب منتخب سوف يكتمل في 14 يناير القادم ويعقد أولي جلساته في 23 يناير ليبدأ اختيار رئيسه ولجانه واختيار الجمعية التأسيسية التي ستضع دستور مصر المستقبل.. مصر الديمقراطية.. التي يحكمها الدستور والقانون ويسودها العدل والمساواة. وكشفت نتائج المرحلة الثانية من الانتخابات استمرار حالة الاستقطاب السياسي التي شهدها الاستفتاء الدستوري في 19 مارس الماضي والمرحلة الأولي من الانتخابات فمازال الناخبين منقسمين إلي فريقين أحدهما إسلامي يصوت للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والآخر مسيحي وليبرالي يصوت للأحزاب الليبرالية وفي مقدمتها تحالف الكتلة المصرية الذي يقوده حزب المصريين الأحرار الذي اسسه رجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس وحزب الوفد وشهدت تلك المرحلة تغيرات محدودة في ترتيب نتائجها وان استمر تفوق التحالف الديمقراطي من أجل مصر بقيادة حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين واللافت تقدم حزب النور السلفي ليحصل علي 30% من الأصوات بدلاً من 20% من مقاعد المرحلة الأولي رغم التصريحات المخيفة التي صدرت عن عدد من قيادات السلفيين بينما الأحزاب الليبرالية التي كونت تحالفاً انتخابياً معلناً لتدارك اخطاء المرحلة الأولي تراجعت بدلاً من ان تتقدم لانها تعتمد بشكل رئيسي علي عدد الليبراليين المحدود بالأساس فيما بدأ الوفد الاستفادة من تصحيح اخطاء الجولة الأولي بعد نجاح قياداته في علاج صراعاتهم الداخلية للحفاظ علي فرص الحزب في انتخابات برلمان الثورة وحصد نحو 15% من مقاعد المرحلة الثانية ليصبح الاستقطاب السياسي الديني والاعتماد علي الكتل التصويتية العامل الحاسم لترجيح كفة المتنافسين في الانتخابات والتنافس محسوم الآن لأصحاب المشروع الإسلامي لرغبة أغلب الشعب المصري و90% منه مسلمون تطبيق تعاليم الإسلام الصحيحة في مصر بعد ما عانوه طوال 30 عاماً من محاولة تغريب الوطن ونزعه من جذوره الإسلامية وسط استمرار مخاوف الأقباط وأنصار الحرية علي الطريقة الغربية من وصول الإسلاميين للحكم ليبقي في الأخير ان نؤكد ان البرلمان القادم سيكون بلا منازع بطعم الإسلام خاصة بعد نجاح جماعة الإخوان المسلمين في إقناع الناخبين انهم أصحاب مشروع اصلاحي منظم مقارنة بغيرهم من الأحزاب الهلامية التي تتحدث أكثر ما تفعل لكن يبقي بحث التحالف الديمقراطي عن حليف يمكنه من تشكيل الحكومة أمراً محفوفاً بالمخاطر والتقلبات فمن الصعب اتفاق الإخوان مع السلفيين علي تشكيل الحكومة بداية لخوف الإخوان من تشكيل حكومة إسلامية خالصة تستعدي الغرب فيحيك المؤامرات ضدها كما حدث مع حكومة حماس في فلسطين رغم انها جاءت عام 2006 بانتخابات ديمقراطية اضافة لتشدد السلفيين في تطبيع عاجل وحاسم للشريعة بينما يقوم المبدأ الاخواني علي التطبيق التدريجي حتي لا يخاف الشعب من المشروع الإسلامي واتهامه بأنه يقيد الحريات العامة ومن ناحية أخري فإن تحالف الإخوان مع أحزاب الكتلة المصرية أمر مستحيل لاختلاف التوجه والأفكار والنظرة الايدلوجية هو نفس الأمر الذي يجعل السلفيين والأحزاب الليبرالية من المستحيل ان يتحالفوا معاً داخل البرلمان ليزيد هذا الصراع من حظوظ حزب الوفد في المشاركة في الحكومة الائتلافية القادمة مع الإخوان خاصة ان هناك تقارباً واضحاً بينهما في مرحلة ما قبل الانتخابات .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, December 27th, 2011 في 07:52

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي