محمد عبدالحميد

انتخابات مجلس النوب

الانتخابات المصرية و ميكافيللية انتخابية

مرت الجولة الأولي من العملية الانتخابية في الانتخابات المصرية لـ مجلس الشعب بسلام.. فاجأنا جميعاً نجاحها شعبياً بنسبة إقبال غير مسبوقة. لكنها أبداً – ولنعترف – لم تنجح بذات القدر سياسياً.. فمشاركة الناخبين لمجرد المشاركة دون وعي كاف ببرامج أكثر الأحزاب والقوي السياسية خاصة التي ولدت مع ثورة يناير. لا ينتظر معها ثمرة سياسية كاملة النضج.. وربما كان الإخوان بذراعهم السياسية “الحرية والعدالة”. والسلفيون بحزبهم “النور” وحدهما من يستسيغان طعم تلك الثمرة التي ربما لم تكن لتقع في أيديهما بهذه السهولة إلا خضراء “نيئة”.
علي كل.ورغم كل شيء لابد من استكمال “اللعبة” الانتخابية حتي الشوط الثالث.. وعلي الجميع ان يحترموا إرادة الشعب حتي وان تعارضت مع ما قد تراه من صالحه النخبة.. غير ان ما لا يمكن قبوله بحال ان نواصل الانتخابات راضين بتجاوزاتها التي وصلت في مرحلتها الأولي إلي حد الانتهاكات.. وكم أتعجب من رؤية كثيرين لتلك التجاوزات علي انها لم تؤثر في سير ونزاهة العملية الانتخابية.. فمن قال يا سادة ان الدعاية أمام اللجان لا تؤثر؟!.. ومن قال ان توجيه الناخبين والتأثير عليهم. واستخدام الدعاية الدينية. وربما الشائعات للضغط لعدم اختيار مرشحين بعينهم لا يقود إلي تزوير رؤية ورأي وإرادة الناخب وبالتبعية صوته.. ومن يستطيع القول بأن “الميكافيللية الانتخابية”. وما تردد عن تورط تيارات بعينها في رشاوي انتخابية. واستخدامها أحياناً ألاعيب “الوطني” القديمة كالبطاقة “الدوارة”.. أو التصويت أكثر من مرة من وراء “نقاب” لا يبعث علي الشك فيما قد تفرزه الصناديق؟!
الواقع حولنا يؤكد ان جهل كثيرين ببرامج بل وبماهية القوي السياسية الموجودة علي الساحة دفعهم لأن يختاروا بمنطق “اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش”.. لسنا علي أية حال بصدد الحكم علي نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية.. وليس لنا ان نلعب دور الوصاية السياسية علي الناس.. فالناخب وحده – حتي وان كان مازال يتعرف علي مرشحه ب “الرمز” – لرأيه كل الاحترام. وإرادته فوق كل إرادة.. الديمقراطية المستنيرة لا تأتي بعصا سحرية.. ولا تصرف ب “الروشتة”.. فقط الحرص علي عدم تكرار ما وقع من تجاوزات انتخابية أمر نشدد عليه.. لعل وعسي.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, December 6th, 2011 في 01:10

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي