مرعي يونس

انتخابات مجلس النوب

الإسلاميون تحت الاختبار بالانتخابات المصرية

أمام الإسلاميين وعلي رأسهم الإخوان المسلمين فرصة تاريخية نادرة أتاحتها ثورة 25 يناير لكي يغيروا ويتغيروا.. بإمكان الإسلاميين إذا فازوا بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية القادمة وشكلوا الحكومة أو شاركوا في تشكيلها أن يغيروا وجه مصر ويغيروا أيضا صورتهم النمطية المغلوطة أحيانا لدي العلمانيين والليبراليين وهواة النقد وتشويه الآخرين.
بإمكان الإسلاميين أن يغيروا وجه مصر إذا وافقوا علي العمل في ظل دولة مدنية تقوم علي احترام القانون وتداول السلطة وتقوم علي المواطنة دون تمييز علي أساس الدين أو العرق بإمكان الإسلاميين النهوض بهذا الوطن المنهك الذي أكله الفاسدون إذا ساهموا في إثراء الحياة السياسية وعملوا بكل قوة علي تنظيفها وتطهيرها من الفساد والفاسدين والانتهازيين والنفعيين والأوباش الذين استمرأوا العمل بمنطق الشللية والعصابات ونهبوا المال العام ودمروا قدرات شعب عريق وجد نفسه أخيرا في مؤخرة الشعوب التي كانت تتعلم منه الفكر والثقافة والحضارة.
مرحبا الإسلاميين إذا كانوا يمتلكون القدرة علي تحديد المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري ويمتلكون الرؤية الصائبة علي إيجاد حلول ناجعة لها.
إن مشكلات مصر المعاصرة عويصة وهي لا تبدأ بالتعليم وحسب كما يظن البعض إنما تبدأ بمنظومة القيم الفاسدة التي رسخها اناس فاسدون.. اناس نسوا الله فأنساهم أنفسهم وهي قيم فاسدة ينبغي نسفها لأنها تقوم علي عبادة المال والفهلوة والكسب الحرام دون جهد ومشكلات مصر تبدأ أيضا بتراخي وكسل الإنسان المصري وهبوط معدلات إنتاجه وتبدأ بالبيئة والقمامة وانهيار الطرق والمرافق العامة انظر إلي المياه التي تغرق الشوارع في أحياء كثيرة بالقاهرة علينا أن نعالج هذه المشكلات قبل أن نلتفت إلي التعليم والبطالة والتشغيل وتطوير الزراعة والصناعة.
مرحبا بالإسلاميين إذا اقتحموا مشكلات مصر علي هذا النحو وبدأوا البداية الصحيحة أما إذا شغلونا وضيعوا وقتهم وجهدهم في قضايا فرعية وثانوية مثل الحجاب والاختلاط ورضاعة الكبير واللباس القصير وقطع اليد وغيرها فعندئذ لن يلوموا إلا أنفسهم.
عندئذ سيدرك المصريون أن الإسلاميين لا يصلحون للحكم وليسوا رجال دولة كما ينبغي.. لذلك أقول إن الإسلاميين علي المحك وتحت الاختبار أما أن يكونوا أو لا يكونوا فهذه فرصتهم وعليهم أن يعدوا أنفسهم ويثبتوا وجودهم أو يريحونا لنبحث عن آخرين غيرهم.
وإذا تغير الإسلاميون وساروا علي هذا النهج الصحيح فإنهم سيغيرون صورة نمطية اعتاد الادعياء وهواة النقد أن يرسموها لهم وأنا أعرف أن الإسلاميين ليسوا كلهم ملائكة فهم بشر مثلنا لكنني أراهم أفضل من يعملون علي الساحة الآن.
وحتي لا يزايد علي أحد أقول إنني أعرف الظروف التاريخية التي نشأ فيها الإخوان عام 1928 وما يقال عن ارتباط نشأتهم بشركة قناة السويس وارتباط هذه الأخيرة بالاستعمار الإنجليزي كما أعرف نهج الإخوان ومحاولة البعض اتهامهم بانتهاج أسلوب الاغتيالات مثلما أعرف أيضا شطحات السلفيين وميل بعضهم إلي التكفير لكن أعرف في الوقت ذاته أن بينهم اناسا أفاضل نظاف اليد يعرفون الله ويتقونه ونحن بحاجة ماسة إلي هذا الصنف من الناس ومنطقي ألا تزر وازرة وزر أخري وعلينا أن نعطيهم الفرصة فقد أعطيناها لفاسدين سنوات طويلة قادونا إلي الخراب والضعف والهوان وهناك المكون الثالث في التيار الإسلامي وأقصد به الصوفيين وكانوا يميلون إلي العزلة والزهد ولي معهم صولات وجولات لكنهم خرجوا ليمارسوا السياسة.
وحينما استعرضت السير الذاتية لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أذهلني أن معظمهم من العلماء الأفذاذ وليسوا مجرد رجال دين لذلك فإنني أثق بهم وأعتبرهم أصلح من من يديرون مصر إذا كان من بينهم من يتمتع بمهارات الإدارة إلي جانب عمله وخلقه.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, November 6th, 2011 في 00:30

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “الإسلاميون تحت الاختبار بالانتخابات المصرية”

  1. فهرست نبوي
    08/11/2011 at 21:06

    سلام عليكم طبتم
    أخوكم المُحدث (فهرست نبوي) يتمنى لكل مصري الأمن والأمان فوق كل بقعة من ارض بلدنا الغالي مصر
    وما أريد قوله أني أدعو الله تعالى لكل من يدعي أنه سلفي أن يرده الله سبحانه إلى وسطية وتواضع المسلم الطبيعي الذي يعترف بأنه يصيب ويخطئ مثل أي مسلم آخر وأن كل مسلم هو سلفي بمعنى اتباعه لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين بإحسان في العبادات والأخلاقيات أما المعاملات فهي متطورة وغلآ ما الذي يجعلهم يلبسون هذا الجلباب ـ الذي هو رداء النساء بنص القرآن والحديث ـ ثم يركبون سيارات 4×4 فأين الدواب وكذلك ما هذا النقاب والقرآن يامر بغض البصر أي أن هناك ما يظهر والأحاديث النبوية كذلك كثيرة في حوارات بين النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابيات داخل المسجد وفي الطريق وهو صلى الله عليه وسلم وراوي الحديث يعرفون المرأة التي أمامهم
    أدعو الله عز وجل أن يعودوا لحالة المسلم العادي ويبتعدوا نهائيا عن السياسة ليس لأن الإسلام ليس فيه سياسة فإن العكس صحيح ولكن هناك أمورا ملتبسة عليهم في الدعوة أما السياسة فلا يعرفون عنها شيئا
    وأقول لهم في النهاية نحن جميعا إخوة مسلمون من يتعصب لجماعة أو مذهب
    أخوكم المُحدث فهرست نبوي
    طبتم فادخلوها خالدين

اترك تعليقاًً على هذا الرأي