مؤمن ماجد

انتخابات الرئاسة

العشرة المبشرون بحكم مصر

“العشرة المبشرون بحكم مصر” هو أحدث كتاب للصديق محمد عيداروس حاول فيه جاهدا أن يرسم صورة حقيقية لأبرز المرشحين لرئاسة مصر.. ولكنه للأسف اعتمد علي المنطق ولذلك جاءت توقعاته في غير موقعها وهذا ليس ذنبه ولكن ذنب اطياف تحركنا علي هواها وشخوص غابت تحت الأرض طويلا وخرجت لتفترس أحلام شعب اعتاد علي الاستكانة ويبدو ان ثورته 25 يناير كانت أشبه بصحوة الموت.
عنوان الكتاب مستفز لأنه يتحدث عن المبشرين بحكم مصر وكأنهم المبشرون بالجنة رغم ان رئاسة مصر في هذه المرحلة ستكون كالسير فوق الأشواك.
الرئيس القادم لن يهتفوا له كالمعتاد بالروح بالدم ولكن سيهتفون بسقوطه من أول يوم.. لأن لا أحد يرضي عن أي شيء.. الكل معارض ومعترض.. الجميع يخون الجميع.. نحن نحتكر الحقيقة والآخرون علي خطأ.. من معنا فهو الأمين والمخلص ومن ضدنا فهو الخائن والعميل والذي تحركه أجندات خاصة.
عيداروس انتقي 10 أشخاص يري انهم الأقرب للمنافسة علي رئاسة مصر ولكن للأسف هناك أربعة خرجوا من السباق ودخل لاعبون جدد قلبوا الموازين وأصبحوا الأقرب إلي كرسي العرش رغم انهم قد لا يكونون الأصلح لحكم مصر.
خيارات عيداروس شملت د. محمد البرادعي الذي وصفه بأنه “مبعوث التغيير” ومجدي حسين الذي قال انه “المقاتل الصلب” ومجدي حتاتة الذي وصفه بأنه “مدني بملابس عسكرية” والثلاثة لم يدخلوا السباق أما الرابع فهو عبدالله الأشعل الذي وصفه بأنه “يحكم مصر من الزمالك” وقد تنازل لصالح خيرت الشاطر مرشح الاخوان.
الستة الباقون هم طبقا لأوصاف عيداروس.. عمرو موسي “دبلوماسي الشعب” وأيمن نور “الثائر البرتقالي” وعبدالمنعم أبوالفتوح “مرشح الوسطية” ومحمد العوا “الرئيس المفكر” وحمدين صباحي “مهاتير مصر” وهشام البسطويسي “المستشار الذي قال لا”.
استعرض عيداروس بحيادية شديدة يحسد عليها مسيرة حياة كل واحد من العشرة المبشرين بحكم مصر والخصائص التي تميزه عن الآخرين والانتقادات الموجهة اليه والردود عليها وايضا وضع معايير للمقارنة بينهم من حيث السن والعلاقة مع النظام السابق والتاريخ النضالي والحالة الصحية ولم يصل إلي استنتاجات بل ترك لنا الحكم وهي ميزة تحسب لكاتب يحترم عقلية القارئ ولا يفرض عليه رأيا.
حاول عيداروس في نهاية الكتاب أن يضيف مرشحين آخرين هما اللواء محمد علي بلال وحازم صلاح ابواسماعيل لكن ضيق الوقت لم يسمح له أن يطبق معهما المعايير الصارمة التي التزم بها مع العشرة الآخرين.
لم يكن عيداروس يتوقع أن يصل الأمر إلي حد ان سعد الصغير والعاطلين والحاملين والمخرفين والباحثين عن الشهرة سيتجرأون علي الاساءة للوطن بالترشح للرئاسة.
لم يكن عيداروس يضمن ان أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق وحسام خير الله رجل المخابرات السابق سيدخلان السباق.
ومن الواضح ان عيداروس لم يكن يتوقع ان صلاح ابواسماعيل سيكون الفرس الأسود في الرهان قبل ثبوت ان والدته تحمل الجنسية الأمريكية وان تحتشد له سلاسل بشرية تمتد من ميدان الدقي حتي مصر الجديدة ليقدم أوراق ترشحه للرئاسة.
لم يطرأ علي ذهن عيداروس ان الاخوان المسلمين سيتراجعون عن تعهدهم السابق بعدم طرح مرشح للرئاسة ليدفعوا بعد ذلك بالمهندس خيرت الشاطر الذي قلب الموازين واخترق الطابور ليصل إلي الصدارة متقدما علي مرشحين قاتلوا شهورا طويلة لمجرد أن يظهروا في الصورة.
عيداروس بذل جهدا يستحق الاحترام ووضع نموذجا للحياد بين المتنافسين ولكنه اعتمد علي المنطق وهذه خطيئة في زمن غاب فيه العقل وصارت الغوغائية هي اللغة السائدة.
أسأل نفسي مع عيداروس كما قال في نهاية الكتاب “منين نجيب ريس يكون كويس”.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, April 8th, 2012 في 10:42

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي