صفوت عمران

انتخابات الرئاسة

فضيحة حزب الوفد ومكر الاخوان المسلمين

انطلق سباق رئاسة مصر الثورة بشكل يعكس حجم الشبق السياسي الذي أصاب المصريين بعد حرمانهم من التفكير في الترشح للمنصب الأرفع في البلاد لمدة 60 عاما كان فيها الرئيس يعرف مقدما لكن بعد خلع مبارك أصبح الطريق إلي قصر العروبة مفتوحا أمام الجميع بشرط انطباق أحد الشروط الثلاثة علي من يري في نفسه القدرة علي حكم مصر أما الحصول علي 30 ألف توكيل أو توقيع 30 عضوا في البرلمان أو أن يكون المرشح عضوا بالهيئة العليا لحزب له تمثيل بالبرلمان بعضو علي الأقل لكن الطريف أن حنفية من يريدون حكم مصر انفجرت “ومحدش” عارف يقفلها فقد وصل عدد من سحب أوراق الترشيح في اليوم الأول فقط 202 مرشح محتمل بعضهم جاء للشو الإعلامي والمنظرة وعله يصادف دقيقة أمام كاميرا قناة فضائية أو يكتب عنه سطران في صحيفة لكن وفقا لبعض التوقعات فإن عدد من سيستوفون الشروط لن يزيدوا علي 15 مرشحا وهو ما سيحسم في 10 أبريل القادم..الغريب أن أغلب مرشحي الرئاسة المصرية أعلنوا أنهم سيخوضون الانتخابات مستقلين بعيداً عن الاحزاب السياسية فيما يبدو هربا من طالع مبارك الذي كان رئيسا لكل شيء في مصر قبل الثورة. بل إن الأمر وصل لدرجة أن حمدين صباحي عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة رفض الترشح عن الحزب وأعلن انه سيقدم أوراقه كمرشح شعبي. أما أن الاغرب أن جميع الاحزاب السياسية الكبيرة في البرلمان وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وحزب الوفد اعلنوا جميعا انه لن يكون لهم مرشحا في الانتخابات الرئاسية ولا ندري إذا لم تكن الاحزاب تسعي إلي الحكم وقادرة علي تحمل المسئولية تمتلك برنامجاً لذلك فما إذن الهدف من تصويت الناخبين لها أم أن كل واحد منهم ينطبق عليه المثل الشعبي “كل واحد له في مدح النبي غرام” وينتظرون الوقت والمكان المناسبين للإعلان عن طموحاتهم السياسية. فبغض النظر عن ذلك فللأسف تلك نقطة سلبية في احزابنا التي اهلكتها الحسابات السياسية لدرجة لم تعد فيها قادرة علي خوض الانتخابات بمرشح لها خوفا من الداخل احيانا وخوفا من الخارج احيانا أخري..أما أكبر حدث يكشف ما تعانيه الأحزاب المصرية من تخبط وارتباك وغياب الرؤية ما يمكن أن نطلق عليه فضيحة في حزب الوفد فالحزب العريق الذي حل ثالثا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة لم ينجح في إقناع أي مرشح قوي في أن يكون مرشحه في انتخابات الرئاسة حاول مع عمرو موسي وفشل ولم يجد من ابنائه من يستطيع المنافسة بقوة فقرر ان يدعم منصور حسن ولكن القرار جاء بطريقة أقرب إلي الفضيحة المدوية التي مازالت تهز الحزب العريق وتكشف ما يعانيه من ترهل وتخبط فمنصور حسن رغم احترامنا له كرجل له خبرة سياسية ورؤية واضحة وأحد المرشحين الأبرز في سباق الرئاسة إلا أنه لم يزر الوفد ولو لمرة واحدة لعرض برنامجه الانتخابي إضافة إلي أن توقيت القرار قبل فتح باب الترشح للرئاسة يعكس تسرعاً غير منطقي لا يتناسب مع تاريخ الوفد فالحزب الكبير إذا لم يكن له مرشح فعليه الانتظار حتي وضوح الرؤية كاملة لاختيار من يدعمه كما يفعل الإخوان رغم أن الوفد تأسس عام 1919 وبعده اسس البنا الجماعة 1928 لكن الخبرة السياسية وتفضيل مصلحة الحزب تكشف تفوق الإخوان وبالتأكيد هذا ما وضح في الانتخابات البرلمانية أما الطريقة التي تم بها التصويت علي منصور حسن فكانت الوجه الأبرز للفضيحة فكيف لقرار بحجم اختيار مرشحا لرئاسة مصر يتم بحضور أغلبية ضئيلة 35 عضواً من الهيئة العليا للحزب من 58 عضوا بينما صوت لحسن 19 عضوا فقط و7 لعمرو موسي و2 لأبوالفتوح وامتنع 7 عن التصويت بما يعكس ما أعلنته مصادر وفدية بأن الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد الذي تربطه علاقات وثيقة بمنصور حسن هو من قاد الانقلاب داخل الحزب علي القرار السابق للمكتب التنفيذي بدعم عمرو موسي مرشحا للرئاسة وتحت اعتراضات شباب الحزب وعدد من قياداته اضطر البدوي لإعادة طرح الموضوع من جديد للبحث وفتح الباب أمام كل الاحتمالات لكن بالتأكيد أكد أن الوفد يعيش فضيحة سياسية وأزمة إدارة ورؤية واضحتين..فيما يبقي حزب الحرية والعدالة أكثر مكرا ودهاء في دهاليز السياسة فقد اكدت جميع قياداته انها لن تختار المرشح الذي تدعمه إلا بعد غلق باب الترشيح فأصبح الجماعة وحزبها قبلة جميع المرشحين بوصفها الرقم الأبرز في دعم أي مرشح رئاسي. والجماعة سوف تلتزم بعدم تقديم مرشح للرئاسة ولن تدعم مرشحا إسلاميا واضحا خوفا من عداء الغرب والانقلاب الخارجي عليها كما حدث مع حكومة حماس في غزة لكنهم بالطبع سيؤيدون مرشحا يقبل بالتعاون مع مرشح يدين بالولاء للإخوان ويقبل بالمشروع الإسلامي كمحلل لوصولهم للحكم بعد 4 سنوات. لكن المفاجأة ما أعلنه الدكتور عصام العريان القيادي الإخواني البارز أنهم يبحثون عن مرشح جديد لم يستهلك وهو ما جعل بعض الخبثاء يذهبون أن الإخوان في إطار ثقافتهم مع المجلس العسكري سيدعمون مرشحا ينتمي للجيش وبرزت اسماء منها المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان وهو ما ستكشفه الأيام القادم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, March 13th, 2012 في 00:52

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي