الدكتور نصر نادر

احداث سوريا

أيها السوري اتق الله في وطنك !…

الغريب أننا نستنشق نفس الهواء, ونشرب من نفس الماء, وتقدم بنا العمر معا على أرض هذا الوطن, ولكن لم نكن على علم أننا كائنات حية مختلفة, فمنا الانسان ومنا المتشبه به شكلا لامضمون . والغريب أن تقف مكتوف اليدين أمام نوع بشري غريب لايؤمن بغيره ولابشىء ولاحتى بنفسه, ولا بقدراته الذاتية, وكأنه كائن من كوكب أخر مجهول الهوية و الاحداثيات. فالوطن بالنسبة لهم مجرد أرض يمشون عليها متنقلين من مكان لأخر للحصول على مغريات الحياة من مأكل ومشرب وترف دنيوي وحرية التصرف الجارحة لحقوق الغير, ولو كانت هذه الحرية الدخيلة المزعومة على حساب أهلهم وشرفهم وعرضهم. والغريب أن تصبح الانتهازية متربعة في عقول هذا الصنف البشري الغريب مكان الحكمة والمنطق, ناسفة بذلك كل ما للانسانية من معاني سامية وجدت لتكون الحد الفاصل الذي يفرق الانسان عن باقي المخلوقات التي أوجدها الله عز وجل لمساعدة الانسان على بقائه, ولتربية أجيال صالحة قادرة على الدفاع عن الوطن لرفع راية العزة و الاباء. والغريب العجيب أن يتسلق البعض منهم على أكتاف وحقوق الغير مدعين بذلك بطولة سياسية يجهلون هم ابعادها, كونهم أدوات رخيصة للغير في لعبة دولية كبيرة, ولو كان هذا التسلق على حساب وطن بأكمله, بكل ماله من مكونات ومؤسسات وشعب وقيادة. و الأشد غرابة أن ترى أصناف من البشر لاتحمل في طيات عقولها أية صفة قيادية أو فكرية قادرة على السير قدما بالوطن نحو برالأمان, بل لاتمتلك أية رؤى اصلاحية أو أجندة يمكن لها أن تكون مرجعا لتشخيص حالة مرضية مصطنعة أصابت الوطن, ولكن لديها مايكفي من الشراسة والتجرؤ و التطاول على الغير للمطالبة بنسف مرتكزات الدولة للوصول الى مأرب سلطوي شخصي لايستحقونه كونهم أصغر من أن يحكموا بل يجب أن يحكموا خلف القضبان ,لآنهم أشباه بشر ,ولم تكتمل مرحلتهم الانتقالية الطبيعية لمرحلة الأنسان العاقل الذي كرمه الله عز وجل بالعقل والانسانية. البطولة أيها السادة أن ترتقي بنفسك وأهلك ووطنك من المتاح الموجود للأفضل المرغوب لمستقبل يشرح الأنفس ليحفز جميع أفراد الشعب على العمل باخلاص للوصول اليه.
الانسان العاقل على علم وقناعة تامة بأن كل شىء في هذا الكون محكوم بضوابط مختلفة تجعله قادرا على الاستمرارية لوجوده. وكلنا على علم بأن كل شىء في هذا الكون أيضا نسبي , أما الوجود من عدم هو بيد الله وحده لاشريك له. وعندما نقر بوجوب وضرورة أصلاحات محقة مهما كبر حجمها أم صغر, هذا يعني الانتقال للأفضل, كجسد المريض حين يصبح بحاجة ماسة لدواء يساعده للخروج من مرضه, مع علمنا المطلق أن الشفاء التام بيد الله عز وجل. اذا الموضوع نسبي ولايمكن أن يكون بالمطلق. فما من انسان في هذا الكون سليم الجسد بالمطلق, بل هو بحاجة الى اجراء بعض الفحوص التشخيصية, وبحاجة اما الى بعض الدواء أو الفيتامينات المقوية أو التمارين الرياضة لتقوية بنيته الذاتية الدفاعية لديه, او حتى الى أخذ قسط من الراحة البدنية أم الفكرية ليستطيع السير قدما في حياته العملية بشكل صحيح. أما أن نشخص المرض , ونقر بذلك وبدل أن نساعد الجسد باعطائه الدواء المناسب , نحاول جاهدين قتل المريض مدعين بعدم شفائه, أو متذرعين بأنه بكل الاحوال أيل للموت. ومنهم من يقول بأن الحالة مستعصية ولا وجود للدواء الشافي , لذا علينا التخلص من المريض, فهذه حماقة مابعدها حماقة. ففي كلتا الحالتين أقررنا جميعا ماهو بديهي بأن الموت و الحياة بيد الخالق الواحد الاحد , أما نحن يجب علينا المثابرة على مساعدة المريض للخروج من محنته التي أثقلت كاهله. ولكي نساعد الجسد المريض يجب علينا اجراء كل ما بيدنا من امكانية لاجراء التحاليل اللازمة لتشخيص هذه الحالة المرضية بدقة, بما في ذلك اجراء الاختبارات والبحث عن الدواء الناجع لهذه الحالة. فما من داء, الا وله دواء. أما القتل لاعفاء أنفسنا من عناء البحث و التمحيص والعمل فهذا أقرب للجنون بحق انفسنا, وأقرب للندالة بحق المريض. وبعض الجهابذة يفتي عن جهل ويقول يجب علينا قتل الطبيب وتسليم هذه الحالة للممرض فقط, كونه أصدق قولا من الطبيب. علما أن الطبيب كان مشرفا على حياة هذا الانسان طيلة حياته. ويصرح أخر بأننا كنا على علم بأن هذا الانسان كان مريضا طيلة حياته, لذا وجب علينا قتله وتمزيقه, ولكنا لانعرف ان كنا سنرزق بجسد سليم أخر… لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. اليس هذا الذي يحدث لوطننا المنهك اليوم, أيها الجهابذة المحبين؟؟؟.
أيها المحترم يامن تصم أذاننا يوميا عبر الفضائيات بأنه يجب علينا اسقاط النظام , يامن ترغب بالتسلق على أكتافنا جميعا مدعيا بانك الصادق المهدي المنتظر. لوكنت شريفا لما استقويت بالغرب , ولما سمحت لنفسك باستجدائهم للتدخل الأجنبي الذي لن يرحم البشر ولا الحجر. ولما سمحت لنفسك بتسول الأموال من أعداء الله والدول الاستعمارية والدول المستعربة البيترودولارية لشراء الاسلحة وذمم ضعيفي الانفس لقتل وذبح الوطن وشعبه المنهك . ولما ألفت الروايات الكاذبة بأن الجيش العربي السوري ينتهك الحرمات ويذبح الشعب , وهم أبناؤنا وأخوتنا, هذا الجيش الذي لولاه لما كانت سوريا اصلا منذ زمن بعيد. ولما كنت أنت وأمثالك اليوم تطالب باعتلاء السلطة في دولة ذات سيادة حمت شعبها على مدى عشرات السنين من أعداء الله الصهاينة ومن والاهم. اتق الله في وطنك , اتق الله في أفعالك التي اشمأزت منها انسانية العالم أجمع. عد الى رشدك وصوابك وادعو الله أن يكشف عنك وعنا الغمة. وأثبت للعالم بأنك انسان يستحق أن يسمع بأذان صاغية وعرف عن خطتك وأجندتك الاصلاحية عبر الحوار الوطني الشامل التي سترتقي بالوطن لمستقبل أكثر تفاؤل ولحمة وطنية, بعيدا عن لغة الدم,والقتل واستباحت الأعراض, وكن المتقبل والمساهم الأول للغة الحوار والنقاش البناء المتسامح. هدانا وهداكم الله. وكل عام وأنتم وأمتنا العربية و الاسلامية بألف خير…

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, October 26th, 2012 في 21:36

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي