عزمي بشارة والنظام البعثي في سورية

كان الأستاذ عزمي بشارة في أدبيات إعلامنا السوري ( مناضلا وطنيا , ومكافحا عنيدا , وفلسطينيا ثائرا , ومفكرا عربيا , وووو الخ ) كان ضيفا دائما على التلفزيون السوري , وكذلك المنتديات والمهرجانات التي يقيمها النظام السوري وما أكثرها , وكان يتم تقديمه كما يلي : ( والآن مع المناضل الفلسطيني الكبييييير, والمفكر العربي القديييييييير , مع ….. الأستااااااااذ عزمي بشارة !!
كان الرجل يمتدح موقف سورية لوقوفها مع حماس , ولتصريحات النظام فيها عن الممانعة والمقاومة , كان الرجل في الإعلام البعثي العلوي بطلا , وللأمانة هو كذلك .
اندلعت ثورة الشعب في سورية سلمية , قابلت أجهزة النظام الأمنية صدور المتظاهرين العارية بالرصاص الحي , قتل أكثر من ألف قتيل , اعتقل الآلاف المؤلفة ولم تعد منهم إلا جثث كسّرت أعناقها وأطرافها , تحولت الأجساد بفعل التعذيب إلى اللونين الأسود والبنفسجي , ولا سيما أجساد الأطفال كالطفل حمزة علي الخطيب , قُتلت النساء في الشوارع , التقطت المجموعات الأمنية الصور وهي تدوس رؤوس الناس في الساحات وتركل وجوههم , بدأ الأهالي يكتشفون مقابر جماعية فيها جثث بعض أحبائهم ..
التزم عزمي بشارة الصمت برهة , لقد عقدت صور الجرائم الوحشية لسانه , ثم تكلّم برفق , طالب بشار الأسد بالإصلاح , زادت الصور , زادت أعداد القتلى , استُخدمت الدبابات في سحق الشعب وأدارت ظهرها للجولان المحتل وهو على بعد أميال قليلة من مدينة درعا , استنكر عزمي بشارة ذبح الناس , استنكر إهانتهم وإذلالهم , فلن يقاتل شعب مهان مهدور الكرامة أي معتد أجنبي , لأنه لن يدافع عن ذلّه ومهانته , لقد سقطت بغداد بدبابتين أمريكيتين !! إذ لم يُبق حزب البعث لأحد كرامة .
فورا .. تحول عزمي بشارة المناضل المفكر الثائر …الخ – في الإعلام البعثي – إلى ( منفذ للأجندات الخارجية , وعميل للصهاينة والأمريكان والسعودية وبندر وعبد الحليم خدام ووو … إلخ ) !!!
أعلن الإعلام البعثي السوري أن بشارة كان عضوا في الكنيست الإسرائيلي !! وأنه بذلك يضفي الشرعية على الاحتلال !! لم يكن هذاالإعلام يعرف ذلك من قبل واكتشفه فجأة !!!
أيها الأخوة .. هذا هو النظام البعثي الطائفي الذي يحكمنا في سورية , ومن الخطأ القول أنه ( النظام السوري ) فهو عصابات طائفية حاقدة سرقت العباد وأذلت البلاد وليس نظاما , وهو ليس سوريا أيضا , بل هو – بعرف كل السوريين الأحرار – قوات احتلال .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

• حرب لإرضاء أعداء الله
• الى الموالين لنظام بشار الاسد .. افيقوا
• نظام بشار الاسد انتهى
• في سوريا انتهى الدرس
• تجرؤ على سوريا !