بقلم البروفيسور ميشيل خوسودوفسكي

احداث سوريا

تزييف هائل للأحداث في سورية والإعلام تجاهل عصابات مسلحة

أكد المفكر الكندي المعروف في مجال الاقتصاد السياسي البروفيسور ميشيل خوسودوفسكي أن هناك أدلة واضحة وبراهين على وجود عملية تلاعب إعلامي وتزييف هائل تجاه الأحداث التي تشهدها سورية واظبت وسائل إعلام عربية وغربية على تداولها والترويج لها منذ السابع عشر من آذار الماضي وفقاً لوكالة “سانا”.

وأضاف خوسودوفسكي في تحليل مطول حمل عنوان ” من يقف وراء حركة الاحتجاج واستخدام الفبركات والأكاذيب لتبرير تدخل إنساني للولايات المتحدة والناتو في سورية” نشره مركز دراسات أبحاث العولمة الكندي، أن الإعلام الغربي حاول تصوير الأحداث في سورية كجزء من حركة المظاهرات العربية الأوسع نطاقاً التي انتشرت في تونس ومصر متجاهلاً بذلك الفرق الكبير بين الأمرين.

سورية الدولة العلمانية المستقلة الوحيدة المتبقية في العالم العربي والرئيس الأسد يتمتع بقاعدة دعم شعبية كبيرة.
وتابع المفكر الكندي حسب “سانا” إن سورية تشكل الدولة العلمانية المستقلة الوحيدة المتبقية في العالم العربي وأن قاعدتها الشعبية المناهضة للإمبريالية موروثة عبر أجيال داخل حزب البعث الحاكم الذي يضم ويدمج بتجانس كبير كافة الأديان على تنوعها في سورية.

وأضاف خوسودوفسكي إنه وبالإضافة إلى هذه الحقيقة فإنه وعلى خلاف ما حدث في مصر وتونس فان الرئيس بشار الأسد يتمتع بقاعدة دعم شعبية كبيرة في البلاد وعلى الرغم من ضخامتها فإن وسائل الإعلام بالكاد ذكرت مسيرة التأييد الضخمة للرئيس الأسد التي خرجت في دمشق في 29 آذار الماضي.

وقال الكاتب إن التغطية الإعلامية عمدت إلى التركيز على قوات الشرطة والأمن السوريين واتهامهم بإطلاق النار عشوائياً وقتل المتظاهرين متفادية في الوقت نفسه الإشارة إلى وجود العناصر المسلحة والقناصة بين المتظاهرين والذين أطلقوا النار على الجنود والمتظاهرين أنفسهم.

وأضاف المفكر إن أرقام القتلى التي تم عرضها في التقارير الإعلامية لا أساس لها في كثير من الأحيان وتستند إلى شهادة شهود تتعمد عدم التعريف بهويتهم متابعاً أن الصور ومقاطع الفيديو التي تبثها قناتا الجزيرة القطرية والـ سي إن إن الأميركية لا تتفق في أغلب الأحيان مع الأحداث التي تمت تغطيتها من قبل التقارير الإخبارية.

وقال المفكر الكندي: إلا أنه وفي انحراف وحملة تضليل غير اعتيادية عمد الإعلام الغربي إلى استخدام لقطات الصور والفيديو لأحداث عديدة مؤيدة للحكومة والادعاء بأنها مظاهرات لإقناع الرأي العام الدولي بأن الرئيس الأسد يواجه مظاهرات حاشدة معارضة للحكومة.

وتساءل الكاتب ما هي طبيعة المظاهرات؟ مضيفاً إن الإعلام الغربي تجاهل وجود عصابات مسلحة منظمة انخرطت في عمليات قتل وإحراق متعمد للممتلكات رغم وجود دلائل على ذلك.
وتابع الكاتب أن المظاهرات لم تبدأ كما هو مفترض من دمشق أو من حلب بل بدأت في درعا ووصفتها وكالة اسوشيتد برس نقلاً عن ناشطين وشهود بأنها تحولت بسرعة إلى تحد كبير للحكومة السورية.

وقال خوسودوفسكي إن من ينظر إلى حقيقة ما يحدث يتأكد من التقارير التي تشير إلى أن المظاهرات لم تكن سلمية كما زعم الإعلام الغربي إذ إن العديد من المتظاهرين امتلكوا أسلحة نارية واستخدموها ضد الشرطة وبالنظر إلى الأرقام الأولية للقتلى نرى أن عدد القتلى من الشرطة أكبر منه بين المسلحين ما يشير إلى إمكانية أن يفوق عدد عصابة مسلحة منظمة تنظيما جيدا قوات الشرطة.

وأضاف خوسودوفسكي إن ما هو واضح تماماً من التقارير الأولية هو أن الكثير من المتظاهرين ليسوا متظاهرين حقاً وإنما إرهابيين متورطين في أعمال قتل متعمدة وإحراق مبان ومؤسسات في البلاد.
وتابع الكاتب كما جاء بوكالة “سانا” أن المظاهرات في درعا في الثامن عشر من آذار الماضي تكشف تماماً ما يحدث من دعم سري للإرهابيين المتطرفين من قبل الموساد الإسرائيلي والاستخبارات الغربية.

وقال خوسودوفسكي إن حركة الإخوان المسلمين التي تقيم قيادتها في المنفى في بريطانيا وحزب التحرير المحظور كانا من بين عدة مجموعات متطرفة قدمت خدمات كبيرة لحركة التظاهر ووفقاً لوزارة الخارجية في بريطانيا فان حزب التحرير الذي يقوده عمر بكري محمد السوري المولد منذ الثمانينيات يميل إلى الهيمنة على المشهد الإسلامي في بريطانيا كما أنه مرتبط استراتيجياً بجهاز الاستخبارات العسكرية ام اَي 6 ويحافظ على المصالح البريطانية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا ويمكن القول إن حزب التحرير يعد مشروعاً آخر لجهاز ام اَي 6.

ويؤكد خوسودوفسكي أن سورية بلد عربي علماني مكون من مجتمع يتصف بالتسامح الديني حيث يعيش المسلمون والمسيحيون منذ قرون في سلام جنباً إلى جنب فيما حزب التحرير يتخذ عقيدة له تقوم على خلق خلافة إسلامية وهدفه الذي أقسم عليه في سورية هو زعزعة استقرار البلاد .

وقال البروفيسور الكندي إنه ومنذ الحرب السوفييتية في أفغانستان اتخذت الاستخبارات الغربية والموساد الإسرائيلي على عاتقهما استخدام جميع المنظمات الإرهابية التي تختبئ وراء الدين الإسلامي كمصدر للمعلومات الإستخباراتية مضيفاً أن المظاهرات التي اندلعت في سورية الآن تعتبر نموذجاً مشابهاً لليبيا فالعناصر المسلحة في ليبيا يدعمها جهاز الاستخبارات البريطاني ام اَي 6 ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.

وتابع البروفيسور خوسودوفسكي: أما في سورية فإن الهدف النهائي من المظاهرات هناك ومن خلال الأكاذيب والفبركات الإعلامية هو خلق انقسامات داخل المجتمع السوري بالإضافة إلى تبرير التدخل بحجة أهداف إنسانية في سورية في النهاية.

وأضاف أن الاضطرابات التي أشعلتها المجموعات المسلحة المتطرفة بدعم من الاستخبارات الغربية في سورية لم يتم ذكرها أبدا في وسائل الإعلام الغربية لأنه وفي حال الاعتراف بوجود هذه المجموعات لكان فهمنا لما يجري في سورية قد تغير بشكل كامل وعلى النقيض قامت هذه الوسائل بالتأكيد وبشكل مكثف على أن الجيش السوري والشرطة متورطان في أعمال قتل عشوائية ضد المتظاهرين.

وتابع البروفيسور الكندي أن نشر القوات المسلحة والدبابات في درعا موجه ضد المجموعات المسلحة التي فعلت نشاطها بشكل كبير منذ السابع عشر من آذار الماضي مضيفاً أنه وفي مفارقة تثير السخرية المرة فان الإعلام الغربي يقر بسقوط ضحايا من الجيش والشرطة في سورية فيما ينكر وجود عصابات مسلحة.. فكيف تبرر هذه الوسائل مقتل جنود وعناصر شرطة سوريين؟

ولفت خوسودوفسكي إلى أن الغاية من هذا الخداع عبر وسائل الإعلام ومواقع الانترنت والذي يقوم بشكل أساسي على أكاذيب وفبركات واضحة هي إثبات أن الجنود يقتلون من قبل الشرطة وإنكار وجود المجموعات الإرهابية المسلحة التي تطلق النار على الشرطة والجيش والسكان أيضاً.
وتابع الكاتب إن هذه ليست أعمالاً إرهابية عفوية بل هي هجمات إرهابية مخطط لها بعناية ومنظمة إلى حد كبير.

وأضاف الكاتب أن من مصلحة تحالف الولايات المتحدة والناتو تصوير الأحداث في سورية على أنها مظاهرات سلمية يتم قمعها لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية نفسها ليست ديمقراطية حيث يستشري الفساد فيها ويتم الانتقاص من الحريات المدنية في إطار ما يدعى بقانون المواطن وقانون التعذيب بالإضافة إلى الحروب الإنسانية التي تشنها على البلدان الأخرى بدعوى تحريرها.

وقال خوسودوفسكي إن الهدف النهائي من الحملة على سورية هو إشعال موجة عنف طائفية وخلق فوضى من خلال دعم منظمات إرهابية متطرفة حيث تسعى الولايات المتحدة على المدى البعيد إلى محاولة تغيير النظام في سورية وزعزعة استقرارها كدولة مستقلة من خلال عملية سرية من الدمقرطة على الطريقة الأميركية أو من خلال الوسائل العسكرية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, May 23rd, 2011 في 17:32

كلمات جريدة احداث: , , ,

9 رد to “تزييف هائل للأحداث في سورية والإعلام تجاهل عصابات مسلحة”

  1. الزهور
    14/06/2011 at 14:59

    الله ينصر سوريا اميين من بشار النعجة

  2. Reem
    09/06/2011 at 17:15

    الله ينصرك ياعبد المنتقم وينصر كل السوريين الاحرار
    ابو انس كل من يخالفك يصبح مندس ومتآمر
    المتامرنظامك الفاشل بايع الجولان ؟؟يريد ان يقضي على الكل من اجل ان يبقى في الحكم
    يريد ينشر التخريب والفتن والطائفيه والحرب الاهليه في انحاء سوريا ليشوه صورة الثوار وليظهر بصوره الملاك الطاهر المنقذ للبلادوقائد الاصلاح؟؟

  3. ابن باب السباع / حمص
    01/06/2011 at 11:24

    بارك بك أخي عبد المنتقم ووالله العظيم انك تعبر عن ضمير كل سوري شريف

  4. عبد المنتقم الشامي العمري
    01/06/2011 at 10:14

    إلى الذي سمى نفسه أبو أنس , لماذا قررت أن الذي دفع لي هو تيار المستقبل أو عبد الحليم خدام حسب الوثيقة الأمنية السرية المنشورة في هذه المجلة والتي قررتم فيها أن يتم اتهام شعب سورية الثائر بالعمالة للحريري أو لخدام أو لبندر , أو لهم مجتمعين !
    و سأوضح لك من هم الأنذال ..
    الأنذال هم أسيادك الذين قتلوا الطفل حمزة الخطيب بعد تعذيبه وقلع أظافره, وكيه بالكهرباء , وإطفاء الجائر في جسده الغض , وقطع ذكره , وكسر رقبته .. الأنذال هم أسيادك الذين اقتحموا المساجد في درعا وحمص وتلكلخ , وداسوا كتاب الله ومزقوا صفحاته , الأنذال هم أسيادك الذين عطلوا الأذان ووضع عوضا عنه في المآذن أغاني نانسي عجرم ! , الأنذال هم سادتك الذين سرقوا – وما زالوا يسرقون – بلدنا واسأل عن رامي مخلوف وما أدراك ما رامي مخلوف , الأنذال هم من سلم الجولان تسليم اليد , وظل حارسا لأمن اليهود طوال أربعين سنة ,وأخيرا الأنذال هم أسيادك الذين يطلقون الرصاص على المتظاهرين العزل من أبناء شعبنا المنكوب بهم , ويستقوون على نساء بانياس بأطلاق الرصاص الحي على رؤوسهن بعدما قتلوا أبناءهن في الشوارع وداخل البيوت , وفي المعتقلات تحت التعذيب الهمجي .

  5. ابو انس
    31/05/2011 at 13:38

    عبد المنتقم النذل , كم يدفع لك تيار المستقبل لبث سممومك الحقيرة والرخيصة والقذرة , ولمعلومك ان الشعب السوري الحقيقي والواعي لديه مخزون كافي من المضاد المعنوي لسمومك ولجراثيمك الخبيثةوالماخوذة من قائدة بشار الأسد ومن جيشه الباسل الذي ينفذ مراحله الأخيرة في القضاء على فتنكم بعد أن صبر عليكم الكثير , فأنت وأمثالك وأسيادك الممولين الى الجحيم وسوريه حرة وشامخة بفضل الأسد وسياسته الحكيمة والممانعة للتدخل الأجنبي والحافظة لكرامتنا .

  6. عربي سوري و أفتخر
    25/05/2011 at 23:15

    ياعبد يامنتقم من نفسك الامارة بالسوء لآنك ماشاء الله على دراية كاملة مايدور في العالم حتى كما ذكرت, وهذا سخيف جدا. على كل حال بعدما قرأت العديد من تعليكاتك التي لا تنم ولا تشير لحب الوطن و لا للشعب السوري الذي أنت لست منه, أبشرك بأن الفتنة التي تبثها هنا وهناك سيأتي اليوم التي ستأكل صاحبها, لاسامحك الله. وتذكر قول الله الذي لاتفهمه أن الفتنة أشد من القتل.

  7. سوري و أفتخر
    24/05/2011 at 17:15

    الله يكون بعون سورية وقائد سورية ضد هذه الهجمات التي لات تمت للواقع بصلة بدعي الله يفتح عقول الأخوان في الدول العربية المجاورة ويعرفوا كيف بيكشفوا الصح من الزيف . الله وسورية وبشار وبس

  8. عبد المنتقم الشامي العمري
    24/05/2011 at 10:13

    هذا أحد المرتشين ممن يدفع لهم النظام السوري , فيدعون أنهم أعلم بما يحصل للشعب السوري منه !! والأمثلة كثيرة ولا سيما من اللبنانيين , من أمثال ناصر قنديل وإنيس النقاش ورفيق نصر الله وغيرهم الكثير .. وقد يقول قائل : حسنا , هؤلاء اللبنانيون مرتشون فهل الأوربيون والأمريكان يستطيع النظام السوري رشوتهم ؟ الجواب ببساطة : نعم , وأورد لكم المثاال التالي :
    كان في إسبانيا بضعة شبان صغار شديدو الحماسة في انتقاد النظام السوري , وكان النظام شديد الحقد عليهم , فلما جرت في أمريكا أحداث الحادي عشر من سبتمبر , وجدها النظام فرصة من خلال الاتصال بقاض إسباني اسمه باليتسار غارثون ورشوته بمبالغ طائلة , دفع ذلك به إلى توجيه الاتهام لأولئك الشباب الصغار بالمسؤولية عن أحداث سبتمبر في أمريكا !! متذرعا بأن عليهم سمات التدين , وأن أحدهم أجرى اتصالا مع شخص في أمريكا !! وطلب لهم باعتباره المدعي العام الحكم بالسجن 62500 عام ! نعم اثنان وستون ألفا وخمسمائة عام !!! على اعتبار أنهم المسؤولون عن قتل كل ضحايا الاعتداء المذكور وعددهم ألفان وخمسمائة , وبضرب هذا الرقم بخمسة وعشرين سنة سجنا عن كل ضحية يكون الناتج اثنان وستون ألفا وخمسمائة عام ببساطة !! طبعا لم يحكم الشبان بهذا الرقم وتم توقيفهم , ثم أعيدت المحكمة من دون القاضي المرتشي غارثون , وحكم على الشبان بالبراءة من أحداث سبتمبر , ولكن القاضي غارثون لم تتم محاسبته لأن لديه حصانة .. فهذه أموال الشعب السوري ينفق ما تبقى منها بعد أن يسرقه آل الأسد ومخلوف وعصاباتهم , على الأمن وشراء الذمم , وليس للشعب السوري إلا الذل والفقر والمعتقلات والموت تحت التعذيب , وحديثا القتل في الشارع .

  9. الله ربي
    23/05/2011 at 23:34

    اللهم وفق الرئيس السوري ضد زعماء وأمراء الخليج وطفل آل سعود (الحريري) الذي ما يفتي يكيد للرئيس بشار عند الدول الغربية ويعاونه في ذلك أمراء خليجين تحت غطاء الطائفية والحرب ضد السنة ولا يعلمون ان الشعب السوري من سنة وعلويون مع قيادته ولم يشعروا بالتفرقة ولكن أستطاعوا أن يأثروا على بعض القلوب المرهفة التي تناست حديث رسوله بعدم شق عصى الطاعة ولآتلاف مع رئيسه لكن الحق ابلج ولا بد للحق أن يظهر ولا بد للضلام أن ينقشع

اترك تعليقاًً على هذا الرأي