يإخوتي أنا جنوبي من عدن ورأيت بلدي وهي تفتت والمؤسسات والمصانع تباع والاراضي تهدر .. ورأيت التعليم كيف تحول الى مهزلة حيث أمست الرشوة والغش في الامتحانات الوزارية هي الحق وغيرها هو الباطل وكل هذا متمركزا في الجنوب بخطة متعمدة لتمتلئ الحواري والساحات في الوطن بأجيال يتم إعدادها لتمسي مشروع لبشر مشوهين انتهازيين ومرتشين وفاشلين لا يعرفون حقوقهم ولا واجباتهم .. رأيت صرح القانون والنظام وهو يهدم حجرا حجرا بفساد الشرطة وبالرشاوي التي انتشرت في كل الدوائر وبالنفوذ والمحسوبية ، رأيت المحاكم والقضاة كيف أمسوا لا ينصرون ضعيفا إلا إنْ كان يملك ثمن الحكم …. رأيت كيف يطلى وطنٌ بالغبار والاهمال وتمتص دمائه وثرواته .. ورأيت عمري وشبابي كماءٍ صبَ على رمل بلادي فلا هو أنبت خيرا في بلدي ولا أرتويت منه … ورأيت أحلامي وقد تلاشت وكنت أدفنها الواحد تلو الآخر وأظل أرقبها حتى النزع الأخير …. رأيت كل هذا وأكثر …. وبكيت كمداً على كل شيء حتى انحفرت الاخاديد وغارت العيون ، ولفظتْ بداخلي كل همة وفرحة أنفاسها ….
ولو كان الحراك الجنوبي لديه رؤية واضحة ومتزنة لانظممت إليه …
لكن بالله عليكم يإخوتي ما الذي تفعلونه ، أولا تتخذون زعيما لكم علي سالم البيض .. وهذا الرجل حتى ولو كان صادقا وسليم النية فهو غبي ولا يصلح للسياسة ، وأغلب الجنوبيين يمقتونه .. فكيف يقتربون منكم وهو زعيما لكم .. تقولو أنه من وقع على الاتفاقية إلا أنكم لو قدمتم رؤية واضحة وعادلة لالتف الكثير من الناس حولكم ، لكن أخرجوا الأوراق المحروقة عند الشعب …
ورغم قولي هذا فإنني أنصح لكم بكل صدق : أنتم ليست لديكم خيارات .. فليس ثمة في عدن شعب جنوبي حقيقي يريد الانفصال .. الناس في عدن لا يطلبون إلا الأمن ومصلحتهم الخاصة أيا كانت مرساها
ثم تأتي نقطة مهمة جدا .. من أين لكم الدعم ، بينما دول المنطقة والولايات المتحدة وغيرها قد منحهم إخوانكم في الشمال كل الاتفاقيات والمصالح وكل الكروت الحمراء والخضراء والسوداء .. فهي تتنزه بالطائرات وتقصف متى تشاء ناهيك عن القواعد العسكرية .. وأما الاقتصاد والنفط والبحر والارض والميناء فحدث ولا حرج .. بماذا ستعدونهم ليقفوا معكم لم يعد ثمة شيء أكثر مما فعل الشماليون لتعدوا به أو تعطوه .. لقد أمست كل الدول ليس لها مصلحة معكم حتى قنواتهم لاتأتي على ذكركم أبدا ، بل بالعكس إنْ ورد خبر واتهمتم أنتم فيه دون التأكد من الجاني فإنهم يروجونه ضدكم .. ولذلك يمسي من السهل إلصاق أي تهمة كانت بكم ، فيحللون فيكم القتل والذبح والكفر وصفة الارهاب …… ووالله نحن ندافع عنكم لكنكم لا تملكون الرؤية المتزنة والموضوعية ……
أنتم مظلمون وأنا والله أشهد وغيري كثيرون يشهدون لكن هذا الطريق الذي تسيرون فيه سيجعلكم ترتمون في أحضان آخر دولة ستفرح بكم وتتلقفكم ، وهي رأس فتنة … تعلمون إنها إيران …. لماذا نقلتم قناتكم إلى لبنان ياحراك الجنوب ؟!!
ياإخوتي يا أبناء أمي وأبي أتوسل إليكم لقد خسرنا وطننا والله يورث الأرض لمن يشاء .. وقد كنا من قبل قلة ولدينا أرض واسعة وخيرات لكننا قتلنا بعضنا وحلت النقمة فزالت النعمة .. والآن هل نتمها فنتسبب في قتنة .. فليست عندكم من خيارات معقولة .. ووالله لأبيعن ألف وطن ولا أشترك مع إيران وأكون سببا في إثارة الفتن وإراقة الدماء .. فالأمة تبقى هي أغلى من الوطن .. ونحن قد خسرنا الوطن وليست لدينا قوة كافية لاسترجاعه دون فتنة ودون إراقة دماء وأولها دماؤكم .. وكلنا في النهاية مسلمون ، وقد أوصى النبي في الخروج أن تكون ثمة منعة وقوة وخطة تضمن حقن دماء المسلمين فهي أمر عظيم أغلى من بيت الله الحرام .. فهل تريدون أن تفرطوا بدمائكم ودمائهم مقابل ماذا .. مقابل أرض ؟!! أهذا ما أوصانا به النبي … أم أنكم تريدون إتخاذ إيران منعة ، فتخلق بكم فتنة في الأمة .. فهل تساوي فتنة في أمة المسلمين في هذه الاوضاع مقابل أرض؟! .. لماذا لاتسألون أنفسكم كيف سيكون ميزانها عند النبي ؟! أيصبح الحوثيون في الشمال وأنتم في الجنوب ، وحتى لو لعبت بكم إيران ودعمتكم دعما ماديا ومعنويا فقط .. باستثناء العسكري .. لكي تشعل بكم فوضى وتبيح دماءكم على أيدي الشماليين .. والشماليون أنفسهم ليسوا بحاجة إلى مبرر يبيح لهم القتل ، فهم يفتون ويقتلون .. لذلك يا أهلي وياعيون قلبي .. لقد خسرنا وطن وإننا لغاضبون ومستاؤون نعم .. لكن لا نخسرنَ نحن أهل الجنوب – أصحاب أجمل القلوب – الخلق والدين ، وسيعوضنا الله بإذنه خيرا
اللهم اشهد بأنني قد بلغت
