إنسان

احداث اليمن

أنتم أصغر من الثورات

بسم الله الرخمن الرحيم

لو كنت شخصا مهما تلامس صوت أقلامه آذان الناس وقلوبهم لكان قد غضب مني الكثيرون فيما سأكتب ولكنت سأحظى بباقة مميزة من الشتم والسب العربي كعادتنا عندما نختلف ، فيظن الواحد منا بان صفاته ملكية ولا يمكن أن تمس وأنه وحده هو الحق .. لذلك أحمد الله بأنني لست بالشخص المهم .. أقول ما أشاء وأسب من أشاء وأنتقد أي جهة كانت مهما بلغت لا آبه لأحد ، ولا يأبه لي أحد .. وفي كل الأحوال لم يعد من امرئٍ يسمع الآخر ، ولم يتبقى سوى السب والشتم ، وإنما يختلف فقط الأسلوب باختلاف درجة الأدب والتربية والثقافة

أيها الثائر العربي ، عندي لك سؤال مع إنني قد فرحت بقدومك فرح الليل ببدر السماء وفرح العروس بفارس الحياة الذي انتظرته طويلاً .. لكن إنْ كنت لا تجيد العزف على الجيتار فلماذا تسعى لشرائه ، كي يعزفه غيرك وربما كان غيرك هذا من ألذ الأعداء.. أوربما ارتأيت أن تعلقه على الجدار الذي تلطخ بدماء آلاف الشهداء..
وإنْ كنت لا تجيد الفلاحة ولست تحب رائحة الأرض ، فلماذا تسعى لشراء أرض .. لست تملك حتى ثمنها فتشتريها بدينٍ دفين يمتد سنين وسنين لصالح الاستعمار
لماذا تصرخ المعارضة السورية تنادي المجتمع الدولي وشركاء الصهيونية لإنقاذها .. ثم تقول للدنيا إنني أحصل على الحرية
لكن ما بال تلك الشعوب ..
أتعلمون ما بالكم .. لأن أحداً منكم لم يكن يأبه لمصائب الفلسطينيين ..أولئك الذين ظلوا ينادون العرب ، ومن جهة أخرى ظلوا يقاومون حتى أزعجكم صوتهم فأوقع الحكام وأصدقاءهم الناعمين من الغرب بالمقاومة الفلسطينية لتسقط في أحضان الأوروبيين والأمريكان والصهيونية تمتص الصديد لتحظى بالسلام ، ولما دبَ الوهن فيهم باعت واشترت إسرائيل بمصائرهم وأراضيهم .. كانت تلك القصة لا تعنيكم ولم تتألموا لذلك لم تتعلموا منها ولا من التاريخ ، فلم تحظوا بقليلٍ من الوعي
اليوم يخرج لنا صادق الأحمر اليمني ويقول لو أراد الرئيس سأهاجر وكأنه يتحدث إلى جماعة من الأطفال أو يتحدث إلى أسفه الناس عقلاً .. وكأن هذا الشعب البسيط لا يدري بأن نصف البلد بأراضيها ملك لعائلته وكأن الناس لا يدركون كيف حصلوا عليها أصدقاء النظام وشركاؤه ، ثم تتحدث صفاء كرمان في تقريرها عن نقاء الثورة اليمنية
بينما تلك الكرمان الأخرى اختزلت الفساد بعد كل الحماس الذي بذلته في كيان النظام العالئلي ، واتضح بأن من في المؤتمر من أحوات الفساد ومن في المشترك والمعارضة وعائلة الأحمر كلهم من المناضلين الشرفاء ، إذن فهي الطريقة الوحيد لسحب الحكم من عائلة .. فليكن ذلك.. فهي عائلة فاسدة .. لكن لماذا أيتها السيدة تبالغين في دفع الثمن وتلجئين إلى وحدة الأمم .. ألا تدركين ماذا تفعلين ؟!
إن هذه الشعوب التي لا تقوى على الثورات بمقدراتها الذاتية .. أقول لهم اصبروا واثبتوا واستمروا وأعدوا العدة أثناء ذلك إنْ استطعتم ، لكن إن لم تستطيعوا ذلك فأستحلفكم بالله لا تلجأوا إلى الصهاينة والغرب ، إنكم إن فعلتم تتحولون من ثوارٍ أحرار إلى خونة .. إنْ كنتم لا تستطيعون إعداد وخلق تلك المقدرات من أجل العدالة والحرية بأية طريقة كانت ، فأجَلوا ما تفعلون ورتبوا صفوفكم من جديد سراً ، ولو استلزم الأمر وقتاً ، ولو اصطاد النظام فيما بعد من أراد ، فكل هذا أهون من رمي الوطن الحبيب بين أيدي الصهاينة ، ألستم تقولون بأنكم قد استيقظتم وبأن الربيع قد هلَ على الوطن العربي ؟! أفيرضيكم أن يتحول الربيع إلى ربيع الفرنسيين والأوروبيين والأمريكان ، ما دمتم قد استيقظتم فكل شيء قد هان ن اصبروا .. ورتبوا أهدافكم .. استجمعوا مصادر القوة في داخل البنيان في أوطانكم ، وإنْ لم تتواجد ، فازرعوها بصبرٍ ، حتى تثمر في الصيف القادم ثماراً حلوةً لا ينغصها شيء ، ليكون الصيف القادم صيفكم وثماره ثماركم وليست ثمار الاسعمار ،ولتكونوا من ذوي العقل والرشد ، ولتحرصوا على أن تكون ثوراتكم حقيقية تتكون من الملايين الحقيقيين المصلحين لا المفسدين ، وحتى ولو لحق بركابهم المفسدون فإن صوتهم سيضيع بين صوت الملايين وعلى المدى سيغلب وعي الشعوب لأن من أراد الإصلاح الحقيقي هم واعون وهم بالملايين كما حدث في تونس ومصر ..
أما اليوم فإننا نرى الثوار بمشهدٍ حزين وهم يتسابقون ويتحاكمون إلى الطاغوت في المجتمع الدولي ، يستجدون الحلول من الصهاينة والغرب ، ويدفعون ثمناً يتجاوز حدود المال والاقتصاد ، والمصيبة أنهم مغيبون ، والكارثة العظمى إنْ كانوا يعلمون ماذا يفعلون
لم يعد الأبيض أبيضا ولا الأسود أسوداً
الآن فهمت ماذا يقصدون بأن لكل زمانٍ فرسانه … لم يعد الأحرار كالأحرار واختفى القواد ومات جمال ..
ليست هكذا كانت قلوب الثوار .. فالفارس لن يرضى أن تبيت بلاده ليلة في حضن الاستعمار ، ويغض النظر عن ذلك ، ويمد يديه إليه .. إلى من باعه بلاده ليقبض الثمن ومن السخرية أن يكون الثمن تحت مسمى الكراة والحرية ، ويقول اليوم أتحرر من ابن أمي من سلب قوتي وزاد همي وانتزع روحي وتقرحت بيديه كل جروحي ، لذلك فلن يلومني التاريخ ولو بعت بلدي فيبقى الإنسان أهم من الأرض ، وعندما أقبض إلى صدري ما سيعطيني فإنه سيدفيني وسينسيني ويكتم أحزاني ويغسل عني العار ..

لا والله ليس هكذا يكون الفرسان ، يدورون في الدنيا يهللون بين وسائل الأعلام .. يشيرون إلى ما سيحصلون عليه من الحرية والكرامة القادمة من الاستعمار ثمناً لمستقبلٍ ينهار !!!! تلك الحرية والنعمة فلتعلموا بأنها مهما بررتم أيتها الشعوب العربية ………….. حرام
إنْ كنتم فرسان فأنتم فرسان هذه الأيام ..

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, November 9th, 2011 في 18:35

كلمات جريدة احداث: ,

2 رد to “أنتم أصغر من الثورات”

  1. أشرف صقر
    09/11/2011 at 22:42

    أخى الإنسان , أسعدتنى بكلماتك , فهكذا حديث العقلاء , ولا تيأس ولا تحزن ولا تستاء , فالكثير لهذه الكلمات أعداء , وعلينا أن نوضح , وعلينا أن نكرر , إنهم يحسدوننا , إنهم يخشوا مننا , إنهم يريدوا إضعافنا , إنهم يشاهدون وبالعيون يفحصون , على مَن عرفات كانوا واقفون , على أمواج من البشر حول كعبتهم يطوفون , إنها الوحده التى منها يخافون , لذلك فهم لها من الهادمون المحاربون , بأيدينا نفعل مايريدون , بأيدينا لبيوتنا من المخربون , بأيدينا أصبحنا أدوات يتحكم بها الذين لإنهاكنا هم الجادون العاملون , خلخلوا بلادنا وجعلونا بأنفسنا من المشغولون , واليوم إلى إيران هم يتوجهون , الهدف واضح وضوح الشمس لابد من هدم أى قوة للمسلمون , وتتوه فلسطين ويضيعُ أقصانا , الهدف واضح وضوح الشمس , الهدف هو أن لا نكون , أللهم أنر بصائر الذين مِنا هم لايعقلون وبما يُراد بنا لا يفهمون .

  2. نهاد احمد
    09/11/2011 at 20:02

    لقد لمست المقاله قلب الحقيقفه ان فتيل التغيير قد اشتعل ولكن عندما انتبه الكثير من اشتعاله كانت مصر و تونس قد بدؤا التغيير فتنتبه باقى الحكومات والشعوب لتأتى بحيل جديدة بجهل او بعلم ولكن فى النهايه بعد الصبر والثبات واعادة الترتيب سنرى الثائر العربى الابى وبعد قدرته على كتابه وقراءة مقاله كهذه يقود العالم —-مصرى واعتز بعروبيتى

اترك تعليقاًً على هذا الرأي