مصر أشرقت ( أمل عبد الله)

احداث مصر

وداعا عبد الرحمن الأبنودى

وداعا عبد الرحمن الأبنودى
عندما يأتى الأجانب إلى مصر نجدهم يبحثون عن كل ماهو مصرى ومحلى ، وبمعنى أصح عن كل ماهو مُغرق فى المحليه ، الأجنبى يريد أن يشاهد الأحياء الشعبيه ، حى الحسين ، السيده زينب ، خان الخليلى ، العطارين فى إسكندريه ، البر الغربى فى الأقصر ، ابو سٌمبل فى أسوان
يريد أن يمشى على رجليه ويتجول فى الحارات وأماكن الآثار الموجوده فى مصر القديمه ، ويجلس على المقاهى ويتجول فى الأزقه ، يريد أن يعيش داخل البلد وداخل الإنسان المصرى لكى يشعر بالإختلاف ، ويشعر بأنه فى مكان آخر مختلف الثقافه والهويه عن المكان الذى أتى منه
ونحن أنفسنا مازلنا عندما نشاهد فيلم هندى ، نبحث عن الفيلم التى يعكس المجتمع الهندى الأصيل بكل عاداته الأصيله وتقاليده وقصوره وبيوته وملابسه ورقصاته
وننصرف عن مشاهدة الفيلم عندما نجده يُقلد الغرب فى الرقصات والملابس والحركات
الإنسان يبحث عن كل ماهو أصيل ومحلى ونقى ، وهذا ما أشعر به دائما عندما أقرأ شعر عبد الرحمن الأبنودى ، أو أسمع أغنيه له يغنيها أحد نجوم الغناء أو حتى أسمع حديث له على التلفزيون ، أٌحس أننى أمام الإنسان المصرى الأصيل الذى إستمر إلى آخر عمره يُجسد أصالته وإعتزازه بثقافته ، وإعتزازه بلهجته وعاداته وتقاليده
الإنسان المصرى الجنوبى الذى تشعر عندما تشاهده أو تسمعه أنه صوره أونُسخه معجونه وممتزجه بتراب الأرض المصريه بشجرها ونخيلها ونيلها ، وبعذاباتها وثوراتها وشجونها
عبد الرحمن الأبنودى ذلك الرجل الشامخ كما النخله …… الممتد فى الأرض بجذوره كما الوتد….. المعتز بأصله وقريته وإسم والدته ينطقه بالصعيدى كما الحجر الأصيل والمعدن النفيس
تشعر عندما تسمعه بالصلابه والقوه وفى نفس الوقت بالبساطه والتواضع فهو يلبس تحت البدله صديرى الفلاح الصعيدى الأصيل …والولد الصغير الذى رعى الغنم فى بلدته …والجندى البسيط الذى تغنى ببيوت السويس ودعى أن يستشهدهو وتعيش هى
معجون بكل صفات المصرى الجنوبى والشمالى … السويسى والإسماعيلاوى …. البورسعيدى والإسكندرانى
بسٌمرة الأرض وصلابة جبال الصعيد ….وسلاسة طمى النيل نُسجت ملامحه
كان ومازال يدهشنى فى نظرته لزوجته وهو يكلمها فى البرنامج الذى عملوه معا … قمة الحب بين جيلين مختلفين فى السن وفى البيئه ولكنه يبهرها بهذا الإختلاف بضحكته التى تملأ وجهه عندما يقول غنائه الصعيدى الذى يعجبها فتضحك كما الطفله الصغيره عندما تسمع غناويه وحكاياته المغرقه فى المحليه
قصة حب صنعت قصيده جميله من قصائده هى حياته معها
هناك أناس يٌؤثرون فى حياتنا ونجدهم معنا فى كل لحظه من لحظات حياتنا وكل مناسبه أو محنه أوفرحه يمر بها الوطن
وهومن هؤلاء الناس ، وكأنه يأبى إلا أن يكون معك فى كل حالاتك ،وفى كل حالات الوطن، حتى يُصبح هو والوطن وكل مناسباته قطعه واحده ، لو إقتطعت أى منهم يختل ميزانك فتشعر أن الأيام لم تعد كما كانت
آه ثم آه ….كم أفتقدك ياإبن فاطنه جنديل كما يحلو لك أن تنطق الإسم ….. كم أفتقدك كما إفتقدت أبى وكأنى أفقده للمره الثانيه …..نعم أفتقد أبى لأنه يُشبهك وأنت تشبهه ويشبهكم جيل كامل يتغنى بحب الشعر واللغه العربيه والعاميه …. وحكايات القريه …. والثقافه الواسعه والإضطلاع على كل الثقافات والزعامات ….. والسيره الهلاليه والإغراق فى المحليه والمصريه
لما بفتقدكوا….بفتقد فيكم الإنسان المصرى الأصيل المعتز بهويته الى واقف صلب متمسك بكل انتماءاته وبكل عاداته المصريه الأصيله
وليس الإنسان المصرى الحالى اللى تاه بين الشرق والغرب …. بين الثقافه والماده ….. بين التطرف والتحرر …… بين مسابقات الرقص ومسابقات الغناء
إختلت موازينا لما ناس مثلكم فارقوا حياتنا…………………لنا الله
وداعا عبد الرحمن الأبنودى
مصر أشرقت
amal abdalla

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, May 12th, 2015 في 09:33

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي