وائل مهدي

احداث مصر

الخردة التاريخية تهدد مصر

شفنا بعنينا فى مصر إن تحت الركام كان فى بلاوى من جماعات وأفراد وأفكار عبارة عن خردة تاريخية ، خردة مستحيل إعادة تدويرها و دمجها فى مجتمع عاوز يتشعبط فى أخر قطر رايح على المستقبل ..
” حكاية طويلة حبتين

فاكر مقال لمحمود السعدنى اتنشر فى عموده أما بعد فى أخبار اليوم
كان السعدنى بيتكلم فيه عن تجربته فى الامتناع عن التدخين ، وقال انه بعد ما بطل سجاير صدره استريح فترة ، وبعدها بدأت يكح ، و الكحة بدأت تزيد مع الوقت وبقت متعبة له جدا ومبقاش عارف ياكل ولا ينام كويس ، راح لأخصائى امراض صدرية ، وبعد أشعة و تحاليل الدكتور طمنه إن مفيش حاجه تقلق ، فسأل الدكتور عن سبب الكحة الشديدة و كميات البلغم الغير طبيعية ، فالدكتور شرحله إن الرئة بتقوم بعملية تنضيف لمخلفات التدخين المتراكمة فيها ، وإن الموضوع ده بيحصل حتى مع المدخنين لكن تتابع تدخين سيجارة ورا سيجارة بتعمل تعطيل للعملية دى ن لكن بعد مابطل مابقاش فى حاجة تمنع الرئة إنها تقوم بالعملية دى بشكل مستمر ، و ده سر الكحة المستمرة و كميات البلغم
السعدنى سأل الدكتور عن الحل ، قاله ممكن أديك أدوية تعمل تهدئة للكحة لكن ده مش هيوقفها
الدكتور سأل السعدنى عن سنه وبيدخن كام سنة ، فقال له سنى فوق السبعين وبدخن من من اكتر من 50 سنة تقريبا
نصيحة الدكتور كانت غريبة جدا ، قال له يامحمود أرجع للتدخين تانى ، مش هتعيش أكتر من اللى عشته ، وسنك و صحتك مش وكمية السموم اللى فى رئتك مش هيخلوك تقدر تتحمل عملية زى دى ، والسعدنى قال إنه فعلا رجع للتدخين بناء على أغرب نصيحة سمعها فى حياته من دكتور

ايه مناسبة الحكاية الطويلة العريضة دى ؟
المناسبة إن من فترة _ خلال حكم الإخوان _ بقارن حالتنا فى مصر وفى المنطقة العربية بحالة السعدنى
خصوصا بعد ماشفنا بعنينا فى مصر إن تحت الركام كان فى بلاوى من جماعات وأفراد وأفكار عبارة عن خردة تاريخية ، خردة مستحيل إعادة تدويرها و دمجها فى مجتمع عاوز يتشعبط فى أخر قطر رايح على المستقبل
وطبعا اللى حصل فى سوريا وحاليا فى ليبيا و العراق عزز المخاوف دى
وللحق يعنى مش قصدى اللى بيطلقوا على نفسهم إسلاميين لوحدهم ، لكن هما أصحاب النصيب الأوفر و الأخطر طبعا
الكلمة اللى فعلا بخاف أقولها حتى بينى وبين نفسى ، اننا باين علينا اتأخرنا فى العلاج … اتأخرنا نقوم من الغفلة
وباين و الله أعلم إن تناقضاتنا الداخلية ، والفجوة اللى بينا و بين العالم اللى اشتغل على التحديث من قرون بقت كبيرة ، بقت هوة عميقة ، واحنا بقصورنا الذاتى و كتلتنا الكبيرة اللى بتشدنا لورا مش قادرين نعدى الفجوة دى
ده غير إن الدول دى كتير منها مصلحته نفضل ورا ، مش من باب المؤامرات الصهيونية الصليبية ومش عارف أيه ، وإن كنت لا انفيها كليا عن تيارات موجودة فى الغرب ، وليها ابحاث و كتب ، لكن الأغلب من باب المصالح الاقتصادية ، اللى هى العامل الحاكم فى دنيتنا دلوقتى ، وبتحتاج للهيمنة على مقدرات الشعوب وبالتبعية الأسواق

ناس كتير مدركة للصورة دى ، و الصراع الداير دلوقتى جوه مصر بين اللى عاوزين يجروا ويلحقوا قطر المستقبل وبين اللى شافوا الى حصل و قالوا لأ احنا لازم نرجع
وطبعا الصراع ده مايخلاش من جانب اجتماعى إن اغلب اللى عاوزين يرجعوا كانوا مرتاحين فى الوضع القديم ماديا و اجتماعيا ، وجزء تانى وعيه وتعليمه وجريه ورا لقمة العيش مش مساعده يشوف السكة ، ماهو احنا مش ورا يعنى إلا بسبب التخلف و الجهل و الفقر
والفضل للأخوان والدواعش وباقى التشكيلة فى زرع الخوف فى القلوب

للى قاعد فوق .. باين طبعا إن أغلب اللى حواليك من عينة الدكتور بتاع محمود السعدنى ، وإعلام رجال الأعمال شغال فى النقطة دى على ودنه
لكن الشعوب مش زى افراد هيعيشوا أو يموتوا بنصيحة دكتور ، الشعوب بتكمل ، لكن للأسف ممكن تكمل حياة أشبه بموت
و مصر مش السعدنى ، و الحل مش انها ترجع للسجاير ( استبداد وفساد ) ياسيادة المشير الرئيس
نصيحة … مد الخطوة و قرب الناس من بعضها بسياسات عدالة اجتماعية و حريات ، حتى لو بتدريج ترتبه مع المخلصين فى البلد ، وبعلم كل الناس بعد مد خطوط حقيقية معاهم ، بس ابتدى واتحرك
نصيحة بقولها رغم إن العكس تماما هو اللى بيحصل منك و من نظامك ، وحواراتك كلها فترة الترشح قالت كده بوضوح
نصيحة عارف انها مش هتوصل ، وهترسى على انها تبقى شوية بعبة على الفيس
لكن كلمة واتقالت بصدق ، ووجهة نظر قابلة للأخد و الرد
وإلا … فالشعوب اللى قطعها الأستبداد و الفقر و الجهل مليون حتة مش شبه بعض مش هتصمد قدام طوفان مش هيسيب حد ، وخايف للموت يجرفنا التيار … لاقدر الله … لا قدر الله

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, August 8th, 2014 في 05:33

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي