عادل عبد الحميد

احداث ليبيا

درس لا ينسى من ليبيا

كان أبرز ما أفرزته ثورات الربيع العربي انتهاء ظاهرة “الرئيس المزمن”.. وشهدنا رئيس الجمهورية “الهارب” ونظيره “المسجون”.. والثالث القتيل بأيدي شعبه.. يعد معمر القذافي معمراً بحق على كرسي السلطة حيث جلس عليه طوال 42 عاماً منذ عام ..1969 لذلك فهو صاحب أكبر رصيد من الأموال المهربة إلي البنوك العالمية “80 مليار يورو”!. خلال سنوات حكمه الأولي كان القذافي شاباً متحمساً يرفع شعارات القومية والوحدة العربية اقتفاء بخطي الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. لكن مع دوامه الطويل في الحكم أصابه “داء العظمة” وأصبح ينفق أموال شعبه هنا وهناك بحثاً عن ألقاب مزيفة.. ومجد زائل.. ارتدي القذافي ثوب الفلاسفة والمصلحين فأصدر “الكتاب الأخضر” وضمنه تعريفات لكل المصطلحات السياسية والأخلاقية التي تعارف عليها العالم بأسلوب غاية في الركاكة والضعف.. لكن المثقفين الطامعين في عطاياه انبروا في مدحه وأضفوا عليه ألقاباً براقة لا تسمن ولا تغني من جوع!. تجاهل القذافي الواقع الليبي فلم يسع لإحداث نهضة تنموية كبري في وطنه.. وراح ينفق عائدات بلاده النفطية الضخمة على حركات التمرد في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وأيرلندا الشمالية رغم انتفاء أي مصلحة لبلاده في هذا النهج!. وواصل القذافي تخبطه حيث تورط في حوادث إرهابية عدة بينها تفجير الطائرة “لوكيربي” حيث اضطر لدفع 8 مليارات دولار من أموال شعبه كتعويضات لأسر ضحايا الحادث حتى ينجو من ملاحقة المجتمع الدولي له لمحاسبته عن أفعاله!
وخلال ذلك قام بإنشاء ترسانة من الأسلحة النووية والكيماوية بلغت تكلفتها 6 مليارات دولار.. لكن عقب إعدام الرئيس العراقي صدام حسين تطوع للإبلاغ عن فعلته طالباً العفو من الدول الغربية مقابل مصادرة تلك الأسلحة!
ثم أعلن القذافي نفسه ملكاً لملوك أفريقيا في حفل أسطوري تكلف ملايين الدولارات.
وتزايدت فضائح أبنائه في علب الليل بالعواصم الأوروبية.. ووصل الأمر لدرجة أن أحدهم دفع مليون دولار لنجمة سينمائية مقابل أن تتناول معه الطعام في أحد الفنادق.. كما سبب له ابنه هانيبال فضيحة مدوية بجريمة أخلاقية ارتكبها في سويسرا أدت في نهاية الأمر إلي قطع العلاقات مع ليبيا.. هكذا نفد صبر الشعب الليبي من زعيمه الأوحد.. فأعلنت بنغازي التمرد ضده.. ولم يبادر هو إلي معالجة الأمر بحكمة بل كال لشعبه السباب والشتائم ووصفهم بأنهم مجرد جرذان لا يستحقون حاكماً مثله.. واستعان بمرتزقة من الدول الأفريقية لضرب أبناء وطنه ووزع عليهم منشطات جنسية حتى يغتصبوا نساء ليبيا!!.. وبلغ عدد ضحايا المعارك نحو 50 ألف ليبي من الأبرياء.. كل تلك المشاهد تواردت على أذهان الثوار الذين اعتقلوا القذافي داخل مخبئه.. فما كان منهم إلا أن قاموا بسجنه وتعذيبه ثم قتلوه.. لقد أذاقوه من نفس الكأس التي طالما تجرعوها على يديه.. وهو درس لن ينساه الرئيس الذي سيخلفه في الحكم.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, October 25th, 2011 في 01:16

كلمات جريدة احداث: ,

5 رد to “درس لا ينسى من ليبيا”

  1. مروي
    20/12/2011 at 21:08

    عن انس بن مالك قال قال الحبيب صلى الله عليه وسلم “ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان .ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يكره ان يعود فى الكفر كما يكره ان يقذف فى النار ” وانا اقصد اللجان الثورية وازلام القذافي ومتطوعينة هل ذقتو حلاة الإيمان ،

  2. ليبي حر
    30/11/2011 at 15:35

    كيف تقول خونة ومرتدين ياجاهل ونحنا تصدين لأعتا انواع الاسلحة بصدورنا وكانا الطاغي امتاعك اعلنا علينا الحرب بجيش جرار ومرتزقة من كل مكان لاكثر من شهر ونحن لا نملك الي بعض الاسلحة التي اخدت منه بالقوة اين انتم في >لك الوقت لعنة الله عليك كان يدبح فينا ليلا نهارا وينتهك حرماتنا اين انت يا جرد في >لك الوقت وانتم تتفرجون علينا “ورينا قوميتك وغيرتك علي الاسلام والعرب مما يحدث في سوريا يامتسلقين يجاهلين وتانيا نحن استعنا بالجامعة العربية امتاعكم لكن ما في اليد حيلة حتي هم احرف منك ماعندهم مايديرو كان بديرو شيء راهم دارو شيء في سوريا

  3. ليبي
    25/10/2011 at 22:41

    لا حرج على مريض
    دكتاتور دموي مريض لدرجة أنه مقتنع بتسليم السلطة للشعب الليبي حتى في اللحظات الحرجة من حياته و بإنه لم يرتكب أي مجازر في حق شعبه أصعب شيء عندما يحكم رئيس بلد و هذا الرئيس يعاني من مرض نفسي أو إنفصام في الشخصية و لسوء الحظ كان هذا المريض من نصيب الشعب الليبي لمدة 42 سنة بعدما أوهم الشعب الليبي لا محروم ولا مغبون ولا مظلوم و لا سيد ولا مسود بعد أن خدعهم بإسم القومية العربية و أخذ يثبت نفسه تدريجيا ريثما يسيطر أعوانه من اللجان الثورية الإرهابية على الوضع و يجد ضالته في الكتاب الأخضر ليؤمن بقاءه مدى الحياة على سدة الحكم و أخذ ينتقم من الليبيين على حد السواء و خاصة أهل الشرق لأنه كان يدرك جيدا أن رياح التغيير ستأتي من هناك فقام بحقن أطفال بنغازي بالإيذز و اسقط الطائرة المدينة الليبية و إرتكب مجزرة أبو سليم و لا ننسى أعواد المشانق في شهر رمضان و إعدامات 7 إبريل و إطلاق النار على مشجعي فريقي الإتحاد و أهلي ط و حرب تشاد و تفريطه في شريط أوزو بعد أن قتل الآلاف من الشباب الليبي و حرب أوغندا و تعويضات بالمليارات لإسقاط بان أمريكان . دكتاتور ليبيا يحب حكام أفريقيا الفقراء أن يمتدحوه و يجاملوه و ينصبوه ملك ملوك أفريقيا حتى على حساب دماء و ثروات الشعب الليبي فأنظروا كيف كانت عاقبة الظالمين .

  4. ليبي
    25/10/2011 at 21:14

    لا حرج على مريض
    دكتاتور دموي مريض لدرجة أنه مقتنع بتسليم السلطة للشعب الليبي حتى في اللحظات الحرجة من حياته و بإنه لم يرتكب أي مجازر في حق شعبه أصعب شيء عندما يحكم رئيس بلد و هذا الرئيس يعاني من مرض نفسي أو إنفصام في الشخصية و لسوء الحظ كان هذا المريض من نصيب الشعب الليبي لمدة 42 سنة بعدما أوهم الشعب الليبي لا محروم ولا مغبون ولا مظلوم و لا سيد ولا مسود بعد أن خدعهم بإسم القومية العربية و أخذ يثبت نفسه تدريجيا ريثما يسيطر أعوانه على الوضع. دكتاتور ليبيا يحب حكام أفريقيا الفقراء ليمتدحوه و يجاملوه و ينصبوه ملك ملوك أفريقياحتى على حساب دماء و ثروات الشعب الليبي

  5. جبتو العار لأرض ليبيا ياليبيين
    25/10/2011 at 17:48

    مجرد مجموعة خونة أهانوا تاريخ ليبيا على يد الغرب آهـ لو يعلم عمر المختار بأن أحفادهم مثل هؤلاء الخونة ماذا عمل ؟
    عموما رحم الله القذافي بالفعل بعد ما أغناهم ما حمدوا ربهم على النعمة عموما انتظروا القادم ياخونة مع العلم اصبحتم باعين كل عربي ومسلم مجرد خونةومرتدين وأنجاس يقتلون قائد مسلم بمعاونة يد الكفر اين انتم من الاسلام حتى تهتفون الله واكبر وانتم مجرد مرتدين سلامة الشرفاء ممن صمدوا مع قائدهم المسلم حتى وان اختلف في عدله هناك يكون الامر شورى فيما بينكم ياخونه وليس شورى مع الكفار

اترك تعليقاًً على هذا الرأي