إنسان

احداث ليبيا

حماكم الله من أنفسكم ومن حلفائكم الجدد يأهل ليبيا

إن ثمة غصة ما في تلك الصور التي رأيناها عن القذافي ، فمهما يكن عدد الشهداء ومهما يكن حجم التضحيات ، ونتائج ما حدث على ليبيا إلا أنه دائماً لا بد من نور يميز البشر في النفس الإنسانية ، نور يمتزج فيه الوعي بالعدالة والرحمة والخلق ، هذا النور هو الذي لا ينطفئ في حين ، ويشرق في حين ، إنما هو نور لا يمكننا التخلص منه أبدا ولو حاولنا ، وهو ما يميزنا عن بقية المخلوقات .. إنْ كنتم قد قتلتم القذافي وأولاده ومن معه بفعل تهور بعض الشباب وهذا يمكن حدوثه ، لكن أن تكذبوا وتكثروا بالكذب وتعددوا الحكايات لإضاعة الحقيقة فهذا أمر مؤسف … قولوا نعم قتله الشباب الغاضبون ونحن نأسف على ذلك ، وقفوا موقف الحق من هذه القصة ففيها عضة وعبرة تستحق منا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله ، وأن نعتبر كيف يقضي الله على هكذا بشر وهو الذي كان لا يجرؤ أن يتحدث فيه وفي من معه أحد ، وهاهو الآن يركل وتتخطفه الأيدي ويجر على الأرض ، وينهال عليهم الرعب يكفن قلبه ومن معه في لحظات ما قبل الموت ، فعندما نرى كل هذا هل نضحك ويتعالى صراخنا كمن غاب عقله أم نتفكر ونعتبر ، ونقول سبحان الله القدير ، ونسأل الله البصيرة وحسن الخاتمة ، ونتأسف على أننا لم نلتزم بما جاء من حق الأسير في ديننا وفي إنسانيتنا كبشر ، هو حق الأسير علينا شئنا أم أبينا ، ولو كان حكمه الإعدام أو الحرابة بين الناس ، ولو كان قد قتل أباك واغتصب اختك ، كل هذا لا ينزع عنه حق الأسير على المسلم بألا يهان ولا يضرب ولا يعذب ولا يسحل ، ثم أن تلك الفترة التي كان يمكن أن يقضيها هو أو ابناؤه أو أحد رفاقه في السجن انتظارا للحكم ، ألم تكن من حقهم فلربما تفكروا خلالها ولربما كانت فرصة لهم ليستغفروا ولو عن بعض الأمر .. في كل الأحوال لقد كان قضاء الله فيهم ..لكن يا أهل ليبيا بالله عليكم لا تأخذنكم الفرحة بعيدا عما عُرف عنكم من الرحمة والخلق والوعي ، فمثلاً كيف كنتم تستقبلون ساركوزي وأنتم تهتفون الله أكبر في الوقت الذي تعرفون فيه حق المعرفة بأنهم سيأخذون أكثر من حقهم من ليبيا ومنكم ..
حماكم الله ياإخوتي من أنفسكم ومن حلفائكم الجدد الذين هم مستعدون أن يستغلوا كل ما لا يخطر على بالكم حتى طريقة مقتل القذافي أو ألف أمر وأمر ليظلوا يضغطوا عليكم ويلعبوا بكم ألعابهم المعروفة .. ليحميكم الله وينور بصيرتكم ويجعل بدايتكم أنقى من أنقى المياه ، حتى لا يكون مصيركم كمصير الطغاة

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, October 21st, 2011 في 18:05

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “حماكم الله من أنفسكم ومن حلفائكم الجدد يأهل ليبيا”

  1. أشرف صقر
    21/10/2011 at 18:52

    أخى الإنسان , كل إحترامى لرأيك فيما جرى وما كان .
    لكنى لك عندى كلام , كلام عايزك تقوله لأهلك فى اليمن وتعيد , على رئيسكم بلاش تضييق وخلوا ليه كرامه فى خروج , كلامى ليك و عايزك تفهمه كويس , أسهل من الخراب دا مفيش , وييجى منين , بعند شعوب وعند رئيس , وليبيا مثال , خراب تدمير , وفيه شياطين بتنفخ سم وعايزين الخراب ده يعم , كلامى فى وضوح الشمس , وليكوا عيون ولينا عيون , فى ليبيا إللى حصل ده كان , عليكوا وربى أنا خايف ليوم ييجى و نقول فيه , ياريت إللى حصل ما كان , لازم نضحك على الشيطان , وبكفايه لضحكه علينا ليل ونهار .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي