مالك سلطان

احداث ليبيا

فى دخول ليبيا عسكريا: أفكار مبدئية

دخول حسنى مبارك إلى العراق فى تحرير الكويت كان عملا غاية فى الذكاء, مخاطرة محسوبة جدا حيث أمريكا تترأس الحرب, قوات من إنجلترا و فرنسا تحت قيادة أمريكية تقود المعركة, القوات المصرية محدودة و ليست فى المقدمة و لكن عبقرية مبارك كانت فى إقناع كل الدول العربية لتوافق, مغامرة محسوبة بأقل المخاطر و عوائد ضخمة فى إرضاء الخليج و أمريكا, فعلا بعدها حدث نمو حقيقى فى مصر بعد إسقاط الديون
لكن الوضع فى ليبيا سيكون مختلف تماما:
أولا: لابد من قرار من جامعة الدول العربية لتعطى غطاء لهذا التدخل,
متوقع أن قطر سترفض أو ستطلب أن ترسل قوات بشروط, متوقع رفض عمان و إحتمال المغرب و تونس و اليمن و السودان, القرار لن يكون بالإجماع و سيكون تبعات هذا مزيد من عدم الوضوح, كما أن العراق سوف يحاول إستغلال الوضع و يطلب قوات عربية لحمايتة من داعش و حين ترفض الجامعة سيقول أنة لا بديل لة إلا إيران
ثانيا: الدعم الجزائرى: قد لا يكون بالشكل المطلوب لأن الجزائر مشغولة فى محاربة القاعدة بجنوب الصحراء, ربما لا تريد الجزائر فتح جبهات جديدة, كما إن تشابك قبائل الجزائر و ليبيا أكثر منة فى مصر فلربما لا تريد الجزائر أى تورط عميق
ثالثا: مدينة طبرق: هى أقوى مدينة الأن تعارض تحالف مصراتة و أنصار الشريعة, مدينة قوية و غنية بالبترول, لكن فى لحظة قد تتحالف قوات هذة المدينة ضد مصر, فأهل طبرق يتعلمون منذ صغرهم أن مصر طامعة فى ثرواتهم و هذا لا يجعلهم حليف موثوق
رابعا: إيران ستراها فرصة لمد تاثيرها: ليبيا يغلب عليها تدين صوفى واضح, إلى الأن غير معروف مدى تداخل الطرق صوفة هناك مع إيران, لكن اكيد أن إيران لها تشابك قوى مع الطرق الصوفية غرب افريقيا و هذة متصلة مع ليبيا. ربما ترى إيران فرصة لإضعاف مصر عن طريق مد الميلشيات المقاتلة هناك بسلاح و تدريب و لو إنتصرت الميلشيات لصارت ليبيا حليف قوى لإيران
خامسا: مصراتة و قوتها العسكرية الواضحة, متوقع أن تتلقى دعم كبير من قطر و ربما دول أخرى, كل من لدية مشكلة مع مصر سيرى فى دعم الميلشيات هناك وسيلة لإضعاف مصر
سادسا: الصين و أطماع واضحة فى بترول ليبيا, هل ستوافق على تدخل مصرى و ماذا ستفعل لو مصر تدخلت بدون موافقة الصين؟ الصين لديها القدرة على دعم غير مسبوق لإثيوبيا لإنهاء بناء سد النهضة
سابعا: مئات الالاف من المصريين فى ليبيا, هؤلاء سيتحولون إلى اسرى و ربما يوضعو فى الصفوف الامامية ليقتلهم الجيش المصرى و تكون فضيحة
ثامنا: قبائل أولاد على على الطرفين, ربما يحدث شئ خطا فى العمليات فيجد الجيش قبائل أولاد على المصرية فى ظهرة غاضبة, ربما يحدث شئ يجعل قبائل أولاد على تفقد السيطرة على بعض شبابها الغاضب بسبب مقتل اقرباء فى ليبيا
تاسعا: السودان و خطوط إمداد سلاح إلى ليبيا, إمدادات السلاح من السودان ساهمت فى إسقاط القذافى, فهل تتحمل مصر توتر أكثر مع السودان لو السودان لم توقف خطوط الإمداد هذة؟
عاشرا: علاقات المغرب متوترة مع الجزائر بسبب الصحراء الغربية و ملفات اخرى, حين تتدخل الجزائر فى ليبيا لتساعد مصر فسوف ترى المغرب فرصة للكيد ضد الجزائر, متصور أن مخابرات المغرب تنشط فى هذة المنطقة و ربما تكون عدو خفى
حادى عشر: فى كل مرة جيش نظامى حارب ميلشيات تحدث كوارث إنسانية, قناة الجزيرة ستكون حاضرة بكثافة لتنشر جثث اطفال ليبين قتلهم قصف مصرى, هذا امر خطير و تبعاته على الداخل المصرى يصعب حصرها
ثانى عشر: الميلشيات الليبية شديدة البأس و خرجت من حرب طاحنة لخلع القذافى, الحرب صارت حرفتهم و يعرفون كل مناطقهم لأنهم يقاتلون فيها, ستكون حرب صعبة و لا يمكن يحسمها طيران
الخلاصة : مغامرة محفوفة بكل أنواع المخاطر

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, August 5th, 2014 في 08:59

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي