مصطفى عبد الغفار

احداث تونس

البداية من تونس

كما كانت تونس هي البداية للربيع العربي فهي أيضاً البداية للتحول الديمقراطي وهذا حق أصيل لتونس الخضراء التي فجرت الثورات العربية واعطت الامل لشعوب المنطقة بانه من الممكن الاطاحة بالطغاة حتي سقطوا الواحد تلو الآخر.
ويجب هنا لفت النظر إلي أن التحول التونسي يعد نموذجاً مميزاً يجب أن يحتذي به من باقي الدول العربية فالتونسة قرروا منذ البداية اتخاذ الطريق الصحيح وانتخاب جمعية تأسيسة تضع الدستور الجديد الذي يحدد من خلاله قواعد اختيار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان علي أسس ديمقراطية صحيحة.
وهذا الاختيار هو الأفضل للديمقراطيات الناشئة الآن هذا الأسلوب يعطي الفرصة للاحزاب أن تتكون في مناخ جيد يسمح لها بالتدرب علي التعامل مع الشارع السياسي ويحقق مبدأ تكافو الفرص بين الاحزاب ويساعد المواطن أن يتعرف أكثر علي الأحزاب الجديدة ويتحقق من اختياره وهذا عكس ما حدث في مصر فنحن ننتخب مجلس الشعب علي أساس دستور تم صياغة أغلبه في عهد مبارك لخدمة أهدافه الخاصة التي أدت به إلي هذه النهاية وضرت بمصالح الشعب المصري كله ولذا كان من الأفضل لمصر أن يتم وضع دستور جديد أولاً يكفل تحقيق تكافؤ الفرص بين الأحزاب والقوي السياسية ويقضي علي فرص الفلول والفاسدين من الوصول إلي السلطة أو القفز علي مقاعد البرلمان والسيطرة عليه.
وهذا يعني أننا أمام تحول ديمقراطي ناقص والاهم أن هذا المجلس هو المؤكل اليه وضع الدستور الجديد أو اختيار الجمعية المسئولة عن ذلك فكيف نضمن الا يأتي المجلس بشكل يؤثر سلباً علي مستقبل الديمقراطية بمصر.
كنت اتمني أن يتم وضع دستور جديد أولاً ثم يتم انتخاب أعضاء مجلس الشعب وبعد ذلك انتخاب رئيس الجمهورية ولكن ليس كل نتمناه يتحقق ولكن نرجو إلا نرجع إلي الوراء ويسيطر الفساد علينا مرة أخري.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, October 29th, 2011 في 03:24

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي