اسامة محمد علي

احداث مصر

قرارت صارمة ومواقف صادمة

هناك من الاحداث والمواقف ما كان علامة فارقة عبر التاريخ اتضح فيها حال الكثيرين حين حزموا امورهم تحت اي الفسطاطين يستظلون، فمن كانت ثقته بالله ثم بقيادته عالية وغالية استظل دون تفكير تحت فسطاط الايمان، اما من كان مزعزعا تتجاذبه الاهواء والظنون وتشده الشهوات الى ان يخلد الى الارض؛ فهذا هرع الى فسطاط النفاق مهرولا، وكل ذلك ليميز الله الخبيث من الطيب ولتتمايز الصفوف فلا تختلط على ذوي الالباب والافهام.
لقد استجاب الرئيس ” أخيرا” لمطلب رئيسي من مطالب الثوار والشارع الثوري فكيف تعاطى بعض “الثوار” مع قرارات صارمة من رئيس رفيق ؟ لن ابرر قرارات الرئيس فهي لا تحتاج الى ذلك ؛ ولن ابرر ما منح به قراراته من تحصين فقد تعلم من قرار عودة مجلس الشعب وبطلانه كيف ان مبارك وعصابته لا يزالون يقبعون في اروقة المحكمة الدستورية وانهم لن يمرروا قراراته فقط لانها مع مصلحة الثورة ؛ فقرر ان يكون ديكتاتورا لمدة لا تزيد عن ثلاثة اشهر يحافظ فيها على الثورة ومكتسباتها ليسلمها بعد ذلك لبرلمان لا يعرف اين تتجه اغلبيته ؟ ينزع منه سطته التشريعية ونصف سلطته التنفيذية وترجع السلطة القضائية للأطهار من القضاة بدستور جديد لا سيطرة فيه لقضاة “الحجاج ” على الحياة السياسية كما كان سابقا في عصر الدولة العميقة.
لقد تمايزت المواقف وحزم كل فرد وجهته، ولن نتناول احدا ممن يستظل بفسطاط النفاق لانهم حزموا امورهم مبكرا ولكن سنتناول اربعة ممن كانوا يستظلون بفسطاط الايمان ولكن باشارة من اصابع الدجال السحرية لم يملك اثنان منهم انفسهم واذا بهم يتبعونه كيعاسيب النحل الى حتفها وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا
اول الصادمين لي وللكثيرين هو الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح !!! هل قرارات الرئيس محمد مرسي ” انتكاسة للثورة “؟ حقا لقد اخطأت في تحليل شخصية ابو الفتوح فلذلك كانت الصدمة لي فهلا نظر حوله تحت ظلال الفسطاط الذي انحاز اليه ليرى رفقاء الدرب الجدد ! هل استوعب من هي هذه الوجوه ؟ ام مازال الوقت مبكرا ليستفيق من سكرته؟
ثاني الصادمين لي ولغيري كان الداعية عمرو خالد الذي اصيب ” بحالة ياس عميقة ” من تلك القرارات الصارمة، لن استطرد في ذكر انحداره عبر السنوات السابقة بداية من ذهابه الى احضان المستهزئين برسول الله ص في الدنمارك مرورا بموقفه اثناء انتخابات احمد عز 2010 منتهيا الى “عدم توجيهه لاحد” في انتخابات الاعادة بين شفيق ومرسي فهذا الانحدار لا يقف خلفه الا شيطان رجيم يوسوس في صدر عمرو خالد ليزين له موقفه المعادي للثورة وللوطن.
اما الذي صدمني بان شرح صدري فهو الشيخ حازم ابو اسماعيل الذي نسي ما بينه وما بين الاخوان من مشاحنات ووقف بحزم بل ونزل للميدان مؤيدا وداعما لهذه القرارات فخفف عني وعن غيري الكثير.
ثم رجل آخر من رجال المواقف الدكتور محمد سليم العوا الذي استقبل هذه القرارات بالتكبير والفرحة فهكذا هي مواقف الرجال الذين ينكرون ذواتهم لصالح امتهم ويرتضوا ان يكونوا مع صاحب النقب لا يؤبه له اذا حضر ولا يسال عنه اذا غاب.
ان في زمن الفسطاطين من العبر والعظات ما يثلج الصدر ويخنق العبرات فهذان النقيضان ( اثلاج الصدر وخنق العبرات ) ما هما الا انعكاس طبيعي للنقيضان الكبيران فسطاط الايمان وفسطاط النفاق
بقلم / اسامة محمد علي

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, November 24th, 2012 في 14:19

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “قرارت صارمة ومواقف صادمة”

  1. ابواميرة
    26/11/2012 at 12:52

    القرارت التي اصدرهامرسي مخالفة لكل الاعراف والقوانين الل عرفتهامصر وكان المفروض عليه الاسراع باصلاح البلاد وانقاذ اقتصادها المتدهور والوفاءبالتزام اللي وعد به اثناءالانتخابات والتاريخ لن يرحم كل من تطاول عل مصروشعبهاالعظيم

اترك تعليقاًً على هذا الرأي