محمد العزبي

احداث مصر

بطاقتك من فضلك

ماذا نفعل عندما يبدو حاميها حراميها؟ والدليل الأخير المثير كمين “رابعة العدوية” في مدينة نصر.. وهو حادث معروف ويتكرر.
بدون تدقيق أو توثيق جاءني مراسل صحفي ياباني لزيارة قبل أعوام طويلة. وجهه الأصفر أحمر وعيونه زائغة لا يكاد يلتقط أنفاسه.
حكي أنه وجد نفسه مبكرا عن موعده. فرأي أن يقضي الدقائق متجولا في حديقة عامة مجاورة.. تقدم منه ثلاثة رجال لفت نظرهم ما يحمله من كاميرات مستفزة وشكله الياباني.. طلبوا هويته: ضيقوا الخناق عليه. احاطوا به. قاموا بتفتيشه.. رفضوا تدخل من يتفرج وقالوا انهم من رجال الأمن.. كان الوقت نهارا ومخيفا ما صدق أن تركوه حتي اكتشف ضياع كل دولاراته!
قصة أخري عن بواب يبيع ذرة مشوي أمام العمارة. توقفت سيارة أمامه ونزل منها سائق يفتح الباب باحترام كبير لرجل مهيب طلب البطاقة وأخذ المحصول والمحمول وانصرف بينما السائق ينبه البواب أن يذهب إلي قسم شرطة حدد اسمه لتقفيل المحضر ويسترد حاجته من مساعدي الباشا.. صدق الرجل الغلبان واسرع ليكتشف انه ضحية نصاب يدعي انه من رجال الأمن!
كل واحد عنده حكاية مشابهة.
وأخيرا وليس آخر ذلك الكمين في قلب القاهرة. يوقف السيارات ويفتشها ويسأل عن الرخص ويستولي علي ما يتيسر من أموال.. تم ضبطهم ويقولون انهم أولاد ذوات عندهم فراغ ويحتاجون لمزيد من المال وأيضا شقاوة ويدعون انهم ضباط شرطة!
لماذا لا نطبق ما نراه في الأفلام الأجنبية حيث يقوم كل ضابط مباحث بالتعريف بنفسه وتقديم هويته قبل اداء مهمته.. وطبعا يدل المتهم علي حقوقه القانونية وأنه يستطيع ألا يجيب علي أسئلة بعينها حتي يبدأ التحقيق بحضور محاميه.. أدب واحترام ودقة وحزم فلا تعم ظاهرة انتحال صفة الضباط.
يا ويله من يسأل عندنا مخبر سري: “مين حضرتك؟” فما بالك بالرتبة؟ السؤال وحده تهمة وتطاول علي الذات الأمنية وفين يوجعك علي القفا!
ماذا يضير ضابط الشرطة مهما علت رتبته أن يعرف الآخرين بنفسه عند اداء مهمة؟
هل هي كرامة. أم استعلاء. أم عافية؟ تكون نهايتها السطو والترويع باسم الأمن!
نحتاج نحن والشرطة لإعادة جسور الثقة التي كانت قائمة زمان جدا. بعد أن أصبح الخوف والشك يسودان وداخل القسم يشكو لا يضمن خروجه “واحنا بتوع الأتوبيس” علي الأقل يتلطع ساعات وان كان عاجبه. ويعامل باستهزاء ولا ينطق وإلا دخل التخشيبة!
لا يحتاج الأمر الوقت طويل وإنما لتبادل ثقة وإعادة تثقيف فلا نبالغ في الافتراء و”تستيف” الاتهامات ولا نبالغ في إهانة ابنائنا الضباط بعد أن اهتز الكيان.. ولعلنا نكف عن الشعارات الفارغة مثل “الشرطة في خدمة الشعب” أو “في خدمة القانون” فالعلاقة السوية لا تحتاج إلي هتاف.
هذا غير ما استجد من مظاهرات واعتصامات يقوم بها رجال الشرطة عند نقل واحد منهم أو لفرض مطالب لهم.. وتلك حكاية أخري!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, September 27th, 2012 في 22:25

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي