أشرف صقر

احداث ليبيا

سَـمـع هـُـس

رغم أننى لم أكن من المُحبين للنظام السابق , وذلك لما به من مساوىء ومظالم وفساد وفوارق إجتماعيه يعلمها الجميع ولا تخفى عن أحد , إلا أننى لم أكن من الفرحين المبتهجين السعداء عند زوال هذا النظام بخلاف الكثير من المصريين , كذلك الحال للمشهد الذى شاهدناه جميعاً للشقيقه ليبيا على مدى شهور ماضيه وبالكيفيه التى جرت لينتصر الشعب على القهر والظلم الذى كان يعيشه و كما يقول الإخوه الليبيون فهم الأدرى بأمورهم وبالوضع الذى كانوا يعيشون , أيضا حالى هو الحال , فلم تغمُرنى الفرحه والبهجه والسعاده عند إعلان الليبيون تحريرهم دولتهم وأنفسهم من الطغيان الذى منه كانوا يُعانون , وقبل هذا وذاك كان حال الأشقاء فى تونس فالبدايه كانت عندهم , وجرت الأمور وكان ما كان , وجاء رد الفعل الأول و الذى فيه لم أكن من المبتهجين السعداء الفرحين كما فرح الإخوه التونسيون , أعلم أن الكثير منكم عندما يقرأ إعلانى عن عدم فرحتى لذهاب أنظمة كلٌ من مبارك و بن على و القذافى سيصفنى بالجنون .
ولكنها نفسى التى كانت تحدثنى فى كل حالة من الحالات الثلاث ضاحكة هامسه ساخره , آه لو يعلم هؤلاء الضاحكون المُهللون الراقصون المبتهجون والذين هم بنصرهم يُعلنون , آه لو يعلموا مدى المسئوليه التى على أعناقهم أصبحوا يحملون , لصمتوا وسَكنوا وفكروا كثيراً كثيراً كثيراً فيما هم إليه ذاهبون , إن ثورات الشعوب لها أسبابها ومبرراتها وهى حق ولا ينكره إلا الجاحدون , وعلى الدرب يسير آخرون , فالأشقاء فى كل من اليمن وسوريا كلاهما يثور , وهم الأدرى بأمورهم وحياتهم التى يعيشون وبالأسباب التى تجعلهم من الثائرون , ولكن قبل أن يثور الثوار يجب أن يكونوا من المفكرون المتيقظون , إلى أين هم ذاهبون , فهناك من يساعد و يمد يد العون والمساعدة لتحقيق ما هو فى ظاهره الخير من الحريات والقضاء على المفسدون و الطغاة , و هو نفسه الذى فى باطنه الغير وهو الإفشال لكل محاولات النهوض والقيام للبلدان وذلك بالفتن والمؤامرات التى يتحول فيها الوطن الواحد إلى شتات , تحدثنى نفسى وتقول , ليس من الحكمه أن نلغى العقول , وتأخذنا الحماسة إلى مايذهب بنا لمجهول لن نكون ممن أعدوا له ورتبوا له الأمور , تحدثنى نفسى وتحثنى على الهمس فى آذان أخوتنا فى اليمن وسوريا , قبل أن تسيروا على نهجنا ودربنا فى الإطاحه بأنظمتنا , يجب أن تنظروا إلى ما آلت إليه الأمور فى بلادنا , إجعلوها نظره شامله وعامه لكل الأمور وإنظروا أين أنتم من ما تشاهدون عندنا – وتحدثنى نفسى فى كل مره من المرات , لا تنخدع وتفرح لبعض الألفاظ والمسميات والشعارات فليست نهاية الأنظمه غاية الغايات , يوم فرحك هو اليوم الذى تتحول فيه الشعارات وجميل العبارات لنهضات فى إرساء وإنشاء الجيد من المؤسسات التى ترقى بها البلاد وبها تعلو الرايات , يومها تكون الفرحة الكبرى التى تسعد بها القلوب , ويومها يكون القول , لقد قامت شعوبنا بثورات ولم تأتى بالنكسات .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Wednesday, October 26th, 2011 في 02:33

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “سَـمـع هـُـس”

  1. ليبي
    26/10/2011 at 13:14

    أنا شخصيا أرى ثورة تونس قضت على دكتاتورية بن علي من حيث تقييد الحريات و إستمراريته في الحكم أكثر من كونها إصلاحية لأن زين العابدين لم يكن بذلك السوء هذه هي إمكانيات الدولة و لا يمكن لثورة تونس تحسين الوضع الإقتصادي أكثر مما كان عليه في العهد السابق المكسب الحقيقي حرية التعبير و حرية التعبير ليست إيجابية في كل الأحوال أما مصر عدد سكانها كبير و فيها بعض الإشكاليات الدينية حسني مبارك كان أكثر سوءا من زين العابدين من حيث الفساد الإداري إلا أن الإصلاحات قد تحتاج لوقت كبير و لا أعرف ما إذا كان إزاحة مبارك سيكون له تأثير إيجابي على المدى القريب أو المتوسط أما في ليبيا الوضع مختلف بلد غني و شعبه صغير إذا عرف الشعب الليبي كيف يستفيد من هذان العاملان سيكون لليبيا مستقبل مشرق و مزدهر على المدى القصير .

اترك تعليقاًً على هذا الرأي