الدكتور نصر نادر

احداث سوريا

الى أين أيها العربي السوري؟؟؟

لكي أصبح من المعروفين الناجحين ,المطلوب أن أصبح معارضا اليوم وبهذا التوقيت بالذات لآن الأمر قد صدر من الخارج, وليس مهما بأنه صدر من قبل المتأمرين على الوطن حتى. ومعارضا ليس فقط للفساد والبيروقراطية المؤسساتية, بل يجب أن أحرض وأطالب بأعلى صوت بسقوط النظام على أساس أنني مع المطالب الشعبية في ذلك, أي يجب أن أطالب بسقوط رأس النظام وأركانه ,وبسقوط المؤسسات الحكومية وتوابعها, بما في ذلك المؤسسة العسكرية للبلاد, أي يجب أن أطالب بسقوط سوريا كدولة. ولكي أصبح من المقربين أكثر لجوقة المعارضين ومن كان خلفهم من القوى الاستعمارية, يجب علي الاستماتة في طلب التدخل العسكري ضد أهلي وأبناء شعبي السوري, وأرض أجدادي, والسبب معروف وهو أن النظام السوري كله يتبع لرئيس البلاد, ولاتصدر الأوامر الا منه, وكل النجاحات السابقة لاقيمة لها أمام الأخطاء التي ارتكبت وترتكب اليوم. ولكي أظهر على الفضائيات العالمية يجب علي أن ألف حول عنقي علم الانتداب الفرنسي. أما عن الحجج التي أطالب بسببها اسقاط الدولة فهي : ان النظام الحالي يقتل شعبه المسالم الذي يطالب بالاصلاحات, والذي بدأ بالقتل والقصف العشوائي بالدبابات والطائرات لمختلف المدن منذ بداية الأزمة. هذا يعني أن أكثر من نصف الشعب السوري قد قتل, ودمرت العديد من المدن . وكذلك لا وجود لحرية الرأي في بلادنا, ولا وجود حتى لآحزاب أخرى معارضة ديمقراطية, ويجب التأكيد أن النظام هو المسؤول الوحيد عن سرقة مقدرات الشعب العربي السوري, وهو الذي لم يطلق رصاصة واحدة على اسرائيل, ولم يسمح لمن يرغب بالجهاد ضد اسرائيل أيضا بذلك. بل يمكن القول ان النظام السوري هو الحامي لاسرائيل على مدار عشرات السنين. لذا وجب علينا التحريض على حمل السلاح و الدعوى للجهاد ضد الجيش العربي السوري لآنه جيش ملك لرئيس الدولة. أما من الناحية الشرعية فلقد صدرت الفتاوى من الشيوخ في قطر والسعودية التي أجازت الجهاد والاقتتال ضد الدولة وأفراد الجيش العربي السوري مع العلم أنهم اخوتنا وأبناؤنا. و بالنسبة للدول المساندة لدعم هذا الاقتتال الداخلي السوري ضد أركان الدولة السورية فهي الدول الغربية وأمريكا وتركيا ودول الخليج الممولة لكل شئ بما في ذلك الأفراد المشاركة بالعمليات الارهابية في الذبح والقتل والاغتصاب والتدمير والتفجير. ونقول جميعا لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم. ولكن يبقى السؤال الذي تطرحه أنت على نفسك قبل أن تطرحه على غيرك, هل نحن بذلك نسير نحو الأفضل المنشود كما يسوق لنا؟
فما نراه اليوم هو القتل والتدمير لكل شئ , مع العلم بأن الدولة أوقفت العمل بقانون الطوارئ, وعدلت كامل الدستور للبلاد, وأصدرت قانون الاعلام, وقانون التعددية الحزبية وأطلقت العديد من مؤتمرات الحوار الوطني العام , وأفرجت عن ألاف المعتقلين, وتحاول الحكومة حث المعارضة على المشاركة في الحوار الوطني الشامل لتشكيل الحكومة المقبلة, بعد أن تمت انتخابات الادارة المحلية, ويحضر الان لانتخابات مجلس الشعب, ولكن القتل و الارهاب و التفجير لم يتوقف. اذا الموضوع ليس اصلاحيا بل هو مشروع دولي لآسقاط الدولة السورية. وهنا نطرح السؤال الأهم, اذا الى أين تتجه سوريا؟ وما هي الأجندة المراد لها؟ وهنا المعضلة حيث لامجيب على هذه الاسئلة, الا ما نراه من اتفاقات ومؤتمرات لما يسمى المجلس الوطني السوري المجهول الاتجاه و الهوية, ومن يمثله ويترأسه اناس لا قاعدة شعبية لهم في سوريا, بل لهم معارفهم ومموليهم في الغرب ودول الخليج, بل ان العديد منهم لايحمل الجنسية السورية. يصرحون كل يوم بانهم هم المعارضة الممثلة الوحيدة للشعب السوري التي تدعمها الدول المسماه أصدقاء سوريا, والتي ترفض الحوار مع الدولة السورية, وبأنها على وشك استلام السلطة بالقوة من خلال تسليح المعارضة المسلحة المسماه بالجيش الحر الذي يحتوي على واحد بالمئة من السوريين أما الباقي فهم مرتزقة ليبيين وأفغان وأتراك وعراقيين وأردنيين ولبنانيين وسودانيين وضباط أجانب غربيين وضباط خليجيين وموساد اسرائيلي وأتراك. وهنا يبرز السؤال: كيف يمكن تسمية هؤلاء جميعا الجيش السوري الحر؟؟؟. هل هؤلاء يمكن تسميتهم أحرار؟ كيف لمرتزقة ممن يقبضون الأموال من المتأمرين على الوطن الدفاع عنه لارساء الديمقراطية وهذا المضحك, مع العلم بأن دولهم لاتمت للحرية ولا للديمقراطية بصلة, بل ان دولهم تفتقر لآبسط الحقوق المدنية, وهم رعايا وليسوا مواطنين في بلادهم؟ وهل الدفاع عن البلاد تأتي بالخطف والقتل و القنص و الاغتصاب واقرار الاتاوات وحرق الممتلكات الحكومية و الخاصة وبالافتراء والكذب ؟ كيف يمكن أن يصدق أحد ممن قتل والده أو ابنه على يد هؤلاء أو اغتصبت زوجته أو ابنته أمام عينيه من أن يقتنع بأن الجيش الحر يدافع عنه وعن حريته وأرضه ؟؟؟ هزلت!!!!! هل هؤلاء الذين سيطلقون الرصاص على العدو الصهيوني وسيحررون الأقصى؟؟؟. هل هذه هي الاصلاحات المنشودة لتحقيق العدالة والحرية في التعبير للشعب العربي السوري الذي عارك الحياة يوميا والحصار الدولي على مدى عشرات السنين , ودخل في العديد من الحروب لآجل الدفاع عن عزته وكرامته وأرضه؟ وما يجري اليوم ليس خفيا على أحد, فأبناؤنا وشبابنا يذبح ويقتل على أرض وطنه, وبناتنا ونساؤنا يغتصبون ويقتلون من قبل أجانب مارقين مرتزقه, وحتى الذين في المخيمات التركية واللبنانية يتاجرون بهم وبأعضائهم ,وأطفالنا يذبحون كنعاج في المسالخ, ومؤسساتنا تدمر وتحرق, ولقمة العيش باتت تسلخ من الأرواح قبل الاجساد ,ومازلنا صامدين ولا ولن نركع الا للواحد الاحد بعقولنا وقلوبنا التي يملؤها حب الوطن, وبأرواحنا ودمائنا ندافع عن أرضنا وعرضنا وعزتنا. ان سوريا تصنع الرجال لا ليحاربوها , بل ليدافعوا عن أرضها , وأرض فلسطين والأقصى كما أمرنا الله ضد أعدائها الصهاينة والمتصهينين, وباذن الله لم يبقى الكثير لننتصر. فالى أين, الى أين يا أبناء وطني الشامخ, الى أين أيها العربي السوري يا أعز مالنا في هذه الدنيا.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, May 1st, 2012 في 14:05

كلمات جريدة احداث: , ,

ردود to “الى أين أيها العربي السوري؟؟؟”

  1. سوري سني
    26/05/2012 at 16:41

    الشيء بالشيء يذكر يجب ان اصبح معارض وان لا اتوانى عن ذكر الذل اللذي كنا نعانيه منذ اربعين عاما طبعا كما يذكر من يسمون انفسهم معارضين فاقل مايقال بحقنا بسبب هذه الثورة المزعومة !ان الشعب السوري انتفض يطالب بكرامته بعد اربعين عاما يطالب بها بعد ان كان محروما منها ونسائه تغتصب من النظام والأمن !!!! والله لو ان في عروقهم دم كانوا خجلوا من انفسهم لكن لا حياة لمن تنادي ومن يبيع وطنه وشعبه يسهل عليه حتى بيع كرامته ان كان لديه كرامة اصلا بعض النقاط لابد وان نقف عندها بالرغم من مقالاتاتك بشكل عام التي ارفع قبعتي احتراما وتقديرا لها . اولا :هل نحن بذلك نسير نحو الأفضل المنشود كما يسوق لنا؟ (مقتبس ) نعم نسعى لديمقراطية وحرية كالتي توجد عند من يدعمون هذه الثورة كحرية السعودية وقطر وديمقراطيتهم عملاء الصهاينة واخواتهم وحرية الأتراك اللذين ذبحوا نصف الشعوب من الأزل حرية اردوغان وحجر الشطرنج من تتلمذ على ايدي الأخوان
    ثانيا : وبناتنا ونساؤنا يغتصبون ويقتلون من قبل أجانب مارقين مرتزقه, وحتى الذين في المخيمات التركية واللبنانية يتاجرون (مقتبس ) النساء اللواتي اغتصبن امام اعين رجالهم في تركيا لم يعودوا سيدي الكريم قتلوهم رجالهم الأبطال لكي يغسلو عارهم قتلوهم عند عودتهم مرفوعين الراس من تركيا اكثر من اربعمية امرأة ذبحت في الطريق فعلا هذه هي الحرية
    وأخيراو ليس آخرا ادامك الله يا دكتور نصر وأكثر من امثالك وعاشت سوريا كماعهدناها دوما حرة ابية شعبا وقائدا

اترك تعليقاًً على هذا الرأي