الدكتور نصر نادر

احداث سوريا

الحنكة التركية المفضوحة

ما شهدته سوريا شعبا و حكومتا في بداية الاحداث من مواقف للحكومة التركية المتصاعدة كان مستغربا جدا حتى أنه وصل في بعض الاحيان الى درجة الدهشة ,,, فمنذ البداية كما نذكر كانت الحكومة التركية تصدر التصريحات المبطنة الموجهة لمن يهمه الامر في الداخل والخارج السوري, ظاهره اصلاحيا , وأنها لن تسمح بأي تدخل خارجي بشؤون سوريا لآن أمن سوريا و استقرارها من أمن و استقرار تركيا, ولكن اليوم أصبحنا نخشى بأن تكون هذه التصريحات كانت وفقا لمخطط مدروس بالتعاون مع الويلات المتحدة الامريكية , و أذنابها الاوربيين , و لآننا و مازلنا نحاول الضغط على أنفسنا لكي لانصدق أن تركيا الحليفة التي نعتبرها حليفا استراتيجيا صادقا في مبادراتها الاخلاقية قبل السياسية المشرفة التي استحوذ ت على عقول وقلوب الامة العربية بشكل خاص , و الاسلامية و العالم بشكل عام , لتمحي ماتبقى من ذاكرة أبنائنا أثار استعمارها العثماني السابق. وما زلنا نحاول ايجاد الاعذار لها حول حملتها الاعلامية التي لا تزال مستمرة حتى الآن, ولكننا نرفض وندين أن تطال هذه التصريحات رموز القيادة السورية شخصيا، عبر تصويرهم على انهم دكتاتوريين وسفاحين . وما يفاقم علامات الدهشة ان وسائل الاعلام القريبة جداً من حزب العدالة والتنمية، مثل صحف «ستار» و «تركيا» ، وتلك التابعة لرجل الدين التركي المتواجد في أميركا فتح الله غولين، مثل «زمان»، كانت الأكثر شراسة في هذه الحملة، حتى بادر العديد من الكتاب الإسلاميين، الذين كانوا يدعون الى وحدة تركيا وسوريا، إلى المواقف الأكثر تطرفا في حملة التشويه غير المسبوقة , دون استيضاح الامور على أرض الواقع من القيادة السورية بشكل مباشر, بل تم استبعاد الموقف الحكومي الرسمي السوري, واستبدله بتصريحات ممن يعتبرون أنفسهم بالمعارضة وهنا بيت القصيد .
فمن جهة يبرر السيد أردوغان اهتمامه المتواصل بالوضع في سوريا على اعتبار ان الشأن السوري هو شأن داخلي تركي لان هنالك حلف استراتيجي في ما بينهما, ومن جهة اخرى يستبعد بشكل غير مقبول الوضع الحقيقي على مايحدث بأن سوريا تواجه حملة مسلحة شرسة تهدف لضرب وحدتها و تضامن شعبها , لتنزلق البلاد الى حرب داخلية طائفية , بل اننا نرى بأنها ليست مجرد حملة عابرة , بل انها حرب عالمية بامتياز من قبل الدول الغربية المساندة للدور الصهيو أمريكي المفضوح, مع العديد من الدول العربية للأسف المسماه بدول الاعتدال… و اذا كان من حق تركيا ان تقلق لوضع في دولة جارة , لكن وبنفس الوقت هناك حدودا للعلاقات بين الدول مهما بلغت الثقة, و الا سيتعبر تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة…
فكيف لنا في سوريا أن نفهم تلك التصريحات المتصاعدة من قبل الحكومة التركية المطالبة بالاصلاحات , وبنفس الوقت يتم استضافة ماتسمى المعارضة السورية , بل ويتم تبني حمايتهم المطلقة, و تمويل حملاتهم. وكذلك نرى أنه قد تم انشاء مخيم للاجئين السوريين المحتملين منذ الشهر و النصف قبل تطور الاحداث لتصل الى الحدود التركية. وعندما نسترجع الذاكرة نرى أن الاحداث بدأت في الجنوب السوري من مدينة درعا متجهتا الى الشمال مرورا بريف دمشق , و حمص وبانياس وتلكلخ الحدودية مع لبنان, وصولا الى جسر الشغور, و كأنها تجمع كل المخربين و المرتزقة و القتلة المسلحين الذين احرقوا المرافق العامة الحكومية, وقتلوا وروعوا الاهالي و العديد من أفراد جيشنا السوري و قوى الامن, في العديد من المدن السورية , ليجدوا في النهاية مجالا للهروب من يد العدالة السورية , وكذلك لتحتضنهم تركيا وتدافع عنهم وعن عائلاتهم و كأن الجيش العربي السوري العقائدي يرتكب فظاعات اتجاه الاهالي السوريين الاجئين و الفارين من ظلمه و اضطهاده ,و كما ورد بتصريحات السيد عبد الله غل الرئيس التركي, بأن تركيا مستعدة لآية تدخل مدني كان أم عسكري , علما أن عدد الفارين الى الان مع عائلاتهم لم يتجاوز الخمسة ألاف, ولو كان الجيش السوري يقتل شعبه فعلا لرأينا مئات الالاف من الفارين الى تركيا…
وهنا نرى أيضا تكثيف الحملات الدولية على منطقة دير الزور الشمالية الحدودية مع العراق, على أنها تحتوي على بناء لمفاعل ذري سوري تم اخفاؤه, و الذي تم قصفه سابقا من قبل العدو الصهيوني, و الان تدفع الويلات المتحدة هذا الملف لتحوله الى هيئة الطاقة الذرية, مع العلم المسبق على كذب ادعاءاتها , ولكننا بدأنا نشك بأن المراد هو انشاء منطقة خضراء استعمارية لحماية المطامع و المصالح الصهيوأمريكية , تحت اشراف تركي كامل لتمرير خط نفطي عبر الاراضي السورية ولكن تحت اشراف تركي الى البحر الابيض المتوسط لتسهيل سرقة النفط العراقي بكميات أكبر لما لدى العراق من انتاج أكثر من عشرة ملايين برميل يوميا أي أكثر من انتاج السعودية, وليتم حرمان سوريا من حقها بالانتفاع من مرور هذا الخط النفطي العراقي عبر الاراضي السورية لما لديها من موقع جغرافي استراتيجي… و نتسأل , هل هذا هو المفهوم للتعاون الأستراتيجي لدى الحكومة التركية مع سوريا بأن تساند العدو الصهيوني على احتلال جزء من أرضها وهي دولة جارة ذات سيادة. تلك الدولة التي كانت وماتزال ترحب بعلاقاتها المميزة معها… وتركيا اليوم و بل ان دول العالم أجمع على يقين بأن العدو الصهيوني المتمثل باسرائيل بات على مشارف تحجيم كلي لمطامعه الاستعمارية الهجومية, الذي أخذ الدور الدفاعي في الاونة الاخيرة بعد تكرار هزائمه المشينة.
أن الشباب السوري لايستطيع فهم الدور التركي بشكل يسمح به للعقل تقبله, الا اذا كان يحمل في طياته بداية لحملة استعمارية من قبل دولة لم نكن نتوقع منها الا الدعم السياسي لمواقف سوريا الرافضة أصلا لاي نوع من أنواع الاستعمار , أو الاعتدال , أو الاصولية… فمواقف سوريا ثابتة عبر التاريخ ولا تتبدل , وهي انشاء علاقات مميزة مع جميع دول الجوار , ولكن ليس على حساب ارضها وحريتها و كرامة شعبها وحقها التاريخي في استرجاع الجولان المحتل و الحل المشرف للقضية الفلسطينية باستراجاع فلسطين العربية وعودة أبنائها , وكذلك استرجاع الارض المحتلة اللبنانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية , لآنها دولة ذات سيادة …

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, June 12th, 2011 في 19:51

كلمات جريدة احداث: , , ,

8 رد to “الحنكة التركية المفضوحة”

  1. نKIAN
    04/07/2011 at 14:33

    لماذا لا يخبرنا المحترم عن دور سوريا في الحرب على العراق ,الم يكن حليفاً من الطراز الاول لامركا الم يغني ويرقص والطائرات تضرب ملجأ العامريه,الم ياتي المطربين من مصر في ذاك الزمان لاطراب حافظ النعجه,,,كفى كذباً وكفى عزفاً على اوتار القوميه المستورده لانها تقطعت ولان الانسان في سوريا هو عباره عن رقم في سجون واقبية نظام لا يراعي الاًً ولا ذمة بأبناء المسلمين السنه,وانا اول مره ارى دبابات سوريه لكن على من ؟على اطفال ونساء ومشردين , هذه الشجاعه !! الى من تصوب بندقيتك ايها الجبان الى اهل سوريا الاحرار ام طفل يبحث عن من يأويه,,,اسد علي وفي الحروب نعامة,,,,صدقت مارجريت تاتشر عندما قالت :حافظ اسد اول من يقرع طبول الحرب واخر من يخوضها,,,,

  2. نKIAN
    04/07/2011 at 14:25

    لماذا لا يخبرنا المحترم عن دور سوريا في الحرب على العراق ,الم يكن حليفاً من الطراز الاول لامركا الم يغني ويرقص والطائرات تضرب ملجأ العامريه,الم ياتي المطربين من مصر في ذاك الزمان لاطراب حافظ النعجه,,,كفى كذباً وكفى عزفاً على اوتار القوميه المستورده لانها تقطعت ولان الانسان في سوريا هو عباره عن رقم في سجون واقبية نظام لا يراعي الاًً ولا ذمة بأبناء المسلمين السنه

  3. سوريا بخير
    22/06/2011 at 01:56

    انا واثق انو هالقب مو اسمك لكن هو حقيقة حقدك الداخلي يلي ما عميخليك تشوف غير الحقد والانتقام والكذب الي بداخلك الكلام للمدعو عبد المنتقم الشامي

  4. Reem
    20/06/2011 at 02:12

    الرياضي (فأني أدعوا الله بأسمائه الحسنى أن يريك الحق حقاً ويرزقك أتباعه)وانا بدعي ل الله انو يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه

  5. الرياضي
    19/06/2011 at 18:35

    لك من أسمك نصيب فأنت منتقم وحاقد وصاحب لسان حاد ولا أدري هل ادعوا عليك أم أدعوا لك ، وليكن فأني أدعوا الله بأسمائه الحسنى أن يريك الحق حقاً ويرزقك أتباعه فأنت أن كنت لاتعلم فاعلم بأنك تدعوا إلى فتنة ونار تأكل الأخضر واليابس وأعلم يا راعاك الله أن ليس من الأنصاف أن تحاسب شخص -فضلا عن رئيس – على جريمة لاخيه أو لأبيه أو حتى لأبنه وأني أشهد الله على أن مقالاتك تسري في جسمي القشعريرة فهي تنم عن صدر مكلوم أو لتقل معلول ولكن ليس من الحكمة في شي أن تبث الفرقة والشقاق في الوطن السوري ونحن أهل السنة مذهبنا هو أن لا تزر وازرة وزر أخرى وأيضاً من شعيرة العلماء اصحاب السنن وأهل السنة والجماعة أن دراء المفاسد مقدم على جلب المصالح وطالما كان بالامكان مناصحة الحاكم وهـو هنا رئيس الجمهورية السورية وفقه الله وهـداه للحق قابل للمناصحة ولأخذ بالنصيحة فلا يجوز الخروج عليه شرعاً وديناً وعقلاً والحق لا يأخذ من دعاة الفتنة أو لنقل من الشيخ فلان وأن كنت أحبه فهو بشر يخطي ويصيب والحقيقة التي لا مراء فيها هي الوقوف بجانب الرئيس ومناصحته – وهذا ما يعمله – بتجنيب الرموز الفاسدة بالسر حتى لا يذهب الحياء من الناس وما أحسن قول الشاعر :
    تغمدني بنصحك في انفراد و جنبني النصيحة في الجماعـــه
    فإن النصح بين الناس نوعٌ من التوبيخ لا أرضى استماعه
    فإن خالفتني و عصيت أمري فلا تجزع إذا لم تـلــق طاعـــه
    اللهم أهدينا وأهـــدي أخانا عبدك وكلنا عبيدك عبدالمنتقم للحق والرجوع لملازمة النظام وعدم التحرض وتلبيب الناس على الفتنة والفتنة نائمة لعن الله من أيقضها

  6. عبد المنتقم الشامي العمري
    15/06/2011 at 09:58

    الكلام الذي الذي كتبه من سمى نفسه الدكتور ناصر نادر مليء بالمغالطات والأكاذيب , وسأورد أمثلة على ذلك :
    1- زعم منذ البداية أن تصريح الحكومة التركية برفض التدخل الخارجي في سورية ( كان مبطّنا ) ! وأنا أقول له طالما إنكم تعلمون الغيب وظاهر الأشياء وباطنها لماذا كانت الدعوة التركية برفض التدخل الخارجي محل ثناء وإكبار لتركيا وقائدها في وسائل إعلامكم الكذاب ؟
    2- بعد أن اكتشفت الحكومة التركية الحقيقة , وهي أن ثمة شعب يريد كرامته وحريته من عصابة حاكمة سرقت البلاد وأذلت العباد , شعب تفتك به طائفة علوية نصيرية , ويساعدها شرذمة من البعثيين المرتزقة , وأن حكاية (المؤامرة الخارجية) و ( العصابات المسلحة ) ليست سوى أكاذيب يفبركها النظام في دمشق كحكاية ( حبوب الهلوسة )التي ابتدعتها كتائب القذافي الإعلامية . بعد أن اكتشفت الحكومة التركية هذه الحقيقة وقفت مع الشعب السوري المقهور , عند ذلك اتهم هذا الكاتب الكاذب كما يفعل كل الكتبة الكذبة من أزلام النظام تركيا بأنها جزء من المخطط الامريكي الصهيوني … الخ الخ ..
    3- قال الكاتب الكاذب : ( نرفض وندين أن تطال هذه التصريحات رموز القيادة السورية شخصيا، عبر تصويرهم على انهم دكتاتوريين وسفاحين ) وهو يقصد تصريحات أردوغان بخصوص الكلب ماهر السفاح الذي يلتقط الصور على أشلاء الشباب الأبرياء في سجن صيدنايا بعد أن قطّهم إربا إربا , هؤلاء الشباب الأطهار الذي اعتقلهم الأمن بوشاية كاذبة من مخبر للأمن حقير , وهذه الصور موجودة على اليو تيوب , وسواء رفضت أيها الكاتب الكاذب أوأدنت فإن القصاص العادل بانتظاركم أيها القتلة المجرمون .
    4- يتحدث – بوقاحة – عن ( استرجاع الجولان )!! والله إنه لأمر يدعو للغثيان وليس للضحك , عن أي جولان تتحدثون ؟ أليس هو الجولان الذي باعه سيدكم الهالك المقبور حافظ الخنزير لليهود ؟ ويحمي الخنزير الصغير بشار هذه الحدود ؟؟ لا نقول لكم لا تكذبوا فالكذب منهجكم , كما الإجرام سبيلكم , ولكننا نقول لكم : إكذبوا كذبة يمكن تصديقها .

  7. عاااااشق الأسد بشار
    14/06/2011 at 02:36

    لك الله محيي كل سوووري شريف متلك ونحنا شعب واعي وانتبهنا انو تركيا بدا ترجع العصر العثماااني ويحتلو ارضنا بس مافشرو ونحنا مع بشاااار لاااخر نفس فينا الله سوووريا بشااار وبس

  8. مصرى غضبان(وكنت فرحان)
    14/06/2011 at 01:34

    لكل اجندته الخاصة واقصد هنا ( الاتراك والفرس ) يعنى ايران حاليا _ ومعهم الكبير ( امريكا _ واسرائيل _ لك الله يامصر !!!!!!!!!!!!!!!!

اترك تعليقاًً على هذا الرأي